> أحمد عمر حسين
ما حصل في بيروت لم يكن مستغرباً أبداً عند ذوي البصيرة والعقول، فمنذ 1990م وتحديداً مع اتفاق الطائف، طاف عليهم في لبنان الفساد وابتدأ يجد له شرعية تتبناه وترعاه، خاصة أن الشعب اللبناني كان قد مل وسئم الحرب الأهلية وتبعاتها من معاقين ومهجرين وجرحى وقتلى، فصار كالغريق الذي يتعلق بالقشة!
ما صار وسيصير في بيروت، وغيرها من مدن لبنان، شيء عادي بالنسبة لطبقة سياسية طارئة على المشهد السياسي الحقيقي والذي كان لبنان يزخر ويفاخر بما سبقها من رجال سياسة تحكمهم الأخلاق وتوجههم الضمائر النقية والفياضة بالمشاعر والمواقف الإنسانية والبطولات العروبية. ما صار ستلحقه كوارث أكبر مما حدث، إن لم يقلع شعب لبنان هذه الرويبضات والعلل التي جثمت على أرضه قرابة ثلاثين عاماً.
إن الأوغاد لا يبالون بالشعوب، فهم كائنات طفيلية تعيش على دماء الشعوب، ويستحيل أن تتحلى بالأخلاق والمشاعر. تلك الطبقات الفاسدة والمفسدة وقودها قوت الشعب ودماؤه وهي متجردة من الإنسانية واللياقة والكياسة السياسية، فهي تعتاش من الفهلوة والمراوغة والمؤامرات البينية، وكل طبقة همها هو الجلوس على كاهل الشعب لأطول فترة ممكنة، ولا تقدم سوى الوعود العرقوبية وتبيع الوهم والسراب.
بيروت ثكلى وشعب لبنان مكلوم، والطبقة السياسية لاهية ولا تهتم سوى في كيفية الاستفادة القصوى من الكوارث، سواء كانت من اعتداء داخلي أو خارجي، أو بسبب طبيعي.
قديما قال ابن خلدون إن سفلة القوم إذا تولوا شؤون العامة حكموا بعقدة النقص التي تؤرقهم، وينتقمون من العامة ولا يحكمون، فينهبون وينهبون ويحملون الناس ما لا طاقة لهم به حتى تنهار الدولة.
ورحم الله الشاعر الطغرائي، الذي عاش في القرن السادس الهجري، حين قال في لاميته حين وصلت الأمور في زمانه بأن أصبح الحكم فاسدا ومفسدا للجميع وللحياة حتى سممها جميعها:
ما كنت آثر أن يمتد بي زمني
حتى أرى دولة الأوغاد والسفل
حقاً لقد وصل الحال بلبنان العظيم حتى رأى مثل ما رأينا نحن في اليمن عصابة الأوغاد، وكما فسدت الطبقة السياسية الطارئة على المشهد اللبناني فقد حصل عندنا الشيء نفسه، فالأوغاد في صنعاء والإخونج المتدثرون بشرعية الرئيس هادي بالرياض وبقية العواصم كلهم لا ينتجون سوى الكوارث والجرائم.
لبنان على موعد مع الحساب القاسي، فإما الخروج من عنق الزجاجة الفاسدة وإما الانتحار، ونحن هنا أمامنا طريق شاقة مع أوغاد صنعاء والتخونج المتشرعنين والمتجهين عكس حركة البوصلة الطبيعية، فلقد حرفوا توجههم جنوبا وأصبحت عدن هي صنعاء والانقلابي بصنعاء صار هو الشرعي ويا للأسف.
ما صار وسيصير في بيروت، وغيرها من مدن لبنان، شيء عادي بالنسبة لطبقة سياسية طارئة على المشهد السياسي الحقيقي والذي كان لبنان يزخر ويفاخر بما سبقها من رجال سياسة تحكمهم الأخلاق وتوجههم الضمائر النقية والفياضة بالمشاعر والمواقف الإنسانية والبطولات العروبية. ما صار ستلحقه كوارث أكبر مما حدث، إن لم يقلع شعب لبنان هذه الرويبضات والعلل التي جثمت على أرضه قرابة ثلاثين عاماً.
إن الأوغاد لا يبالون بالشعوب، فهم كائنات طفيلية تعيش على دماء الشعوب، ويستحيل أن تتحلى بالأخلاق والمشاعر. تلك الطبقات الفاسدة والمفسدة وقودها قوت الشعب ودماؤه وهي متجردة من الإنسانية واللياقة والكياسة السياسية، فهي تعتاش من الفهلوة والمراوغة والمؤامرات البينية، وكل طبقة همها هو الجلوس على كاهل الشعب لأطول فترة ممكنة، ولا تقدم سوى الوعود العرقوبية وتبيع الوهم والسراب.
بيروت ثكلى وشعب لبنان مكلوم، والطبقة السياسية لاهية ولا تهتم سوى في كيفية الاستفادة القصوى من الكوارث، سواء كانت من اعتداء داخلي أو خارجي، أو بسبب طبيعي.
قديما قال ابن خلدون إن سفلة القوم إذا تولوا شؤون العامة حكموا بعقدة النقص التي تؤرقهم، وينتقمون من العامة ولا يحكمون، فينهبون وينهبون ويحملون الناس ما لا طاقة لهم به حتى تنهار الدولة.
ورحم الله الشاعر الطغرائي، الذي عاش في القرن السادس الهجري، حين قال في لاميته حين وصلت الأمور في زمانه بأن أصبح الحكم فاسدا ومفسدا للجميع وللحياة حتى سممها جميعها:
ما كنت آثر أن يمتد بي زمني
حتى أرى دولة الأوغاد والسفل
حقاً لقد وصل الحال بلبنان العظيم حتى رأى مثل ما رأينا نحن في اليمن عصابة الأوغاد، وكما فسدت الطبقة السياسية الطارئة على المشهد اللبناني فقد حصل عندنا الشيء نفسه، فالأوغاد في صنعاء والإخونج المتدثرون بشرعية الرئيس هادي بالرياض وبقية العواصم كلهم لا ينتجون سوى الكوارث والجرائم.
لبنان على موعد مع الحساب القاسي، فإما الخروج من عنق الزجاجة الفاسدة وإما الانتحار، ونحن هنا أمامنا طريق شاقة مع أوغاد صنعاء والتخونج المتشرعنين والمتجهين عكس حركة البوصلة الطبيعية، فلقد حرفوا توجههم جنوبا وأصبحت عدن هي صنعاء والانقلابي بصنعاء صار هو الشرعي ويا للأسف.