زيارة عيدية لمنزل الفنان الكبير الراحل فيصل علوي

> فتحي القيراط

>
أكرمني الله بزيارة لمنزل المرحوم الفنان الكبير الراحل فيصل علوي بمناسبة عيد الأضحى المنصرم بعد أن عدت من لودر لمعايدة الصهور هناك، فكان يوماً جميلاً بحوطة مزاحم، فقد قمت بزيارة لعميدة المسرح بلحج لول نصيب والمطرب أحمد الشلن إلى منزليهما لتفقد حالهما بمناسبة العيد، وهما في حالة صحية تستحق الاهتمام والرعاية من قبل المحافظ.

وفي عصر ذلك اليوم ذهبت أنا والأخ الوفي عوض بانصير لزيارة منزل الفنان الكبير المرحوم فيصل علوي يرحمه الله بعد أن زرت قبره في الظهر بقرية الحمراء لتفقد حال أرملته العزيزة لما لهما من منزلة خاصة رفيعة بمثابة الأب والأم لي في حياة أبو باسل، وقد غمراني بحب صادق، وكنت معهما كأحد أبنائهما منذ أن كنت طالباً بالثانوية، فهذا المنزل الكريم كان ومازال مفتوحاً للجميع، فأم باسل هي سراج البيت فلن أوفيها حقهما مهما فعلت، والكل في الحوطة يعرف ذلك، فكنت في مرض أبي باسل رحمه الله مرافقاً له ليس لأنه مطرب فقط، بل إنسان، كريم لا يسعى في حياته ومسيرته وتاريخه الطويل لكي يجمع المال، بل ليسعد كل أحبته وأصحابه، والنساء المسنات تجده يستلم أجر المقيل ويقوم بتوزيعه عليهن، وقد لقب بالمليونير الفقير لأنه يمتلك الملايين من خلال حفلاته بالخليج والدول العربية والعالم، لكنه يقوم بتوزيعها للأسر الفقيرة ولأصحابه، وكل من زاره أكرمه، فقلت له ذات يوم: لو كان مطرباً آخر لكان لديه أموال لا تعد، فضحك، وقال: يا قيراط أنا عشت فقيراً يتيماً والرحمن أعطاني الموهبة وحب الناس، وأنا بدون جمهور لا أساوي شيئاً، فكل ما أعطاني الله من مال ليس لي كله، بل للبسطاء والفقراء وكبار السن، فيكفي أنني أسعدت قلوباً، فالمال ليس كل شيء، بل حب الناس لك من رب العالمين، إذا أحب الله عبداً حبب إليه خلقه. وفعلاً فيصل علوي رحمه الله له جمهور في كل الوطن العربي، فهو مطرب وعازف لم ولن يتكرر، وإذا كانت هناك مدارس فنية ففيصل جامعة فنية متنقلة بموهبة وحب رباني، وهذا سر الله في خلقه، وهذه الأرواح تأتي هبة من رب العالمين ليكون فيصل لحج القمندان، ولحج القمندان فيصل علوي.
أم باسل، أرملة الفنان الراحل فيصل علوي
أم باسل، أرملة الفنان الراحل فيصل علوي

أطال الله عمرك يا أم باسل، ورحمك الله يا أبا باسل، فكلما نسمعك أو نرى صورتك نبتسم.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى