الفوضى الخلاقة تزداد شراسة على أهل عدن

>
يجمع أهل عدن، ممثلين في وجهائهم، أن عدن لم تشهد قذارة خلال أكثر من مائة عام كما شهدته خلال الخمسة الأعوام الأخيرة، وتبين لكل راصد أن ما جرى ويجري في عدن (واضعة الضريبة نيابة عن الجنوب أو قل إنها خارجة من الفائدة وداخلة في الخسارة) في هذه الفترة ما هو إلا بفعل فاعل استخباري خارجي، وما يجري في عدن هو أحد فصول مخطط حدود الدم ويطلق عليه "سايكس بيكو 2"، لأن اتفاقية سايكس بيكو أبرمت يوم 16 مايو 1916م، وتناولت الاتفاقية "المنطقة الزرقاء" و "المنطقة الحمراء" و "المنطقة السمراء"، وتم تقسيم بلاد الشام، أما سايكس بيكو 2 فقد تناولته كونداليسا رايس (66 عاما) وكانت وزيرة للخارجية الأمريكية خلال الفترة 2001 - 2005 عندما قالت عن المنطقة والمخطط "سنعيد تقسيم المقسم وتجزيء المجزأ"، وصاحب ذلك التصريح صمت عربي مطبق، لأن العربي مصاب بضعف الذاكرة إلا في الثأرات.

المنطقة العربية تشهد تآمرا كبيرا يتخلله حضور القاعدة/ داعش، ويرتبط حضورهما بإبادة العرب وهو جوهر مشروع حدود الدم الاستخباري الدولي، وتطالعنا الأخبار بين حين وآخر بأن القاعدة أو داعش دخلت قرية عراقية وقتلت 40 عراقيا وانسحبت، وخبر آخر أنها دخلت قرية سورية وقتلت 30 سوريا وانسحبت، والأخبار الشبيهة يعلن منها في الجنوب باستهداف جنوبيين وحتى الآن لم يقتل واحد من قبائل حاشد أو بكيل.

في سياق هذا المخطط نسمع عن اغتيالات أو تفجير في شبوة أو حضرموت، إلا أن التدمير الممنهج جرى ويجري في عدن بصورة مجردة من قيم الإسلام، حيث طالت الفوضى الخلاقة قطع إمدادات الكهرباء والماء وطفح المجاري وانقطاع الرواتب، وهناك استهداف خاص لقوات الجيش والأمن والمنقطعين عن الخدمة جراء إقصائهم من العمل بعد 7 يوليو 1994م عندما دخلت القوات الشمالية على أكتاف القوات الجنوبية.

الفوضى الخلاقة تأخذ عدة صور، منها تواري صورة الجيش والأمن الجنوبيين اللذين لا نظير لهما في الشمال والجزيرة والخليج، لأن القوات المسلحة والأمن جرى ضربها منذ قيام ما تسمى "دولة الوحدة"، ومن أشكال الفوضى غياب القوات المسلحة والأمن الجنوبيين وحل محلها ما تسمى بـ "المليشيات"، فتسمع عن اللواء رقم كذا واللواء رقم كذا، وانتشرت الشاصات في شوارع عدن وانتشر مسلحون بعضهم بالميري والبعض الآخر بدون، ناهيك عن انتشار مسلحين بأحذية وحفاة.

الخميس 9 ذو الحجة الموافق 30 يوليو، المسلمون واقفون في عرفة وسكان شوارعنا في الشيخ عثمان (كود بيحان والشوارع المجاورة) واقفون على أطراف أصابعهم، انفجارات، رصاص، سقوط أبرياء، توقفت الحركة، عم الخوف، مداهمة بيوت.

عدن تعيش حالة استثنائية لم تعشها منذ عقود طويلة ولم تعرف انقطاع رواتب مدنيين وعسكريين، ورافق ذلك ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية وانقطاع الكهرباء أحيانا بواقع 6 ساعات مقابل ثلاث ساعات أو ساعتين كما حدث في مساء الأحد الماضي، طفح مجاري يعيق المشاة، انقطاع الماء عن مناطق مثل التواهي وكريتر وخور مكسر، والأخيرة تشد حاليا ولأول مرة في تاريخها حفر آبار أمام البيوت بمساعد فنيين من مؤسسة المياه.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى