الهزيمة عسكريا تدفع الشرعية لإسقاط مشروع الانتقالي عبر التحشيد الجماهيري

> "الأيام" غرفة الأخبار:

> اعتبر محللون سياسيون موجة المظاهرات والتحشيد الجماهيري في الجنوب امتدادا للمعركة السياسية والعسكرية الشرسة التي دارت بين المجلس الانتقالي الجنوبي وقوى مناهضة له منضوية ضمن حكومة الشرعية اليمنية الخاضعة لقرار حزب الإصلاح الإخواني.
فشل المعارك العسكرية ضد الانتقالي الجنوبي وصمود القوات الجنوبية أجبر خصوم المجلس على فتح معركة جديدة، ميدانها هذه المرّة الشارع، لا سيما بعد أن نجحت السعودية راعية اتّفاق الرياض بين المجلس والحكومة اليمنية في وضع الاتفاق على سكّة التنفيذ بتثبيت وقف إطلاق النار.

ورأت قوى مناهضة للمجلس الانتقالي الجنوبي، على رأسها جماعة الإخوان المسلمين الممثلة بحزب الإصلاح، في تنفيذ الاتفاق انتصارا للمجلس واعترافا بوجوده كجزء أساسي في المشهد السياسي وطرف فاعل في صياغة مستقبل اليمن، فلجأت إلى الشارع لتعطيل الاتّفاق من خلال تسيير مظاهرات شعبية في عدد من المدن تحت شعار رفض احتكار المجلس لتمثيل محافظات جنوب اليمن.

واختار الإخوان الاختباء تحت جبّة ما يعرف بـ"الائتلاف الوطني الجنوبي" لاستئناف المعركة ضدّ المجلس الانتقالي بعد أن واجهوه في السابق سياسيا وعسكريا تحت يافطة الحكومة الشرعية التي يمتلكون تمثيلا وازنا داخلها.
ووصلت موجة التظاهر التي بدأها الائتلاف الوطني الجنوبي حديثًا في أبين وتعز وسقطرى، الأحد، إلى مدينة عتق مركز محافظة شبوة شرق العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، حيث تظاهر الآلاف من أنصار الائتلاف رافعين شعارات مناهضة للمجلس الانتقالي ومؤيدة للرئيس المعترف به دوليا عبدربّه منصور هادي، ومطالبين بدولة اتّحادية.

وجاء في بيان صادر عن التظاهرة أنّ "الفعالية تأتي في ظل مساع لفرض المشاريع الانقلابية بقوة السلاح في الشمال (في إشارة إلى الحوثيين) والجنوب (في إشارة إلى المجلس الانتقالي).
ومن جهتها تقول مصادر يمنية تصف نفسها بـ"المستقلّة" إنّ الكثير من سكان مدن الجنوب الذين يشاركون في التظاهرات يخرجون للتعبير عن سخطهم على سوء أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، لأن الخدمات تكاد تنعدم في غالبية تلك المدن ويتفشّى الفقر والبطالة، إضافة إلى سوء الأوضاع الأمنية.

وتؤكّد ذات المصادر أن أطرافا سياسية تستغل غضب الشارع لتمرير شعارات ومطالب خاصة بها، مرتبطة بأجندتها السياسية.
ويقول مصدر محلّي في عدن طالبا عدم الكشف عن هويته، إنّه "لو تركت حرية التظاهر لسكان جنوب اليمن لخرجوا عن بكرة أبيهم للتعبير عن سخطهم وغضبهم من جميع الفرقاء السياسيين والسلطات القائمة بغض النظر عن ولائها وانتمائها".

ونهاية يوليو الماضي أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية آلية لتسريع تنفيذ اتفاق الرياض، تتضمن تخلي المجلس الانتقالي عن الإدارة الذاتية التي كان أعلنها سابقا في عدد من مناطق جنوب اليمن، وتشكيل حكومة كفاءات مناصفة بين الجنوب والشمال، وخروج القوات العسكرية من عدن، وفصل قوات الطرفين في أبين وإعادتها إلى مواقعها السابقة.

وعلّق القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي أحمد عمر بن فريد على التظاهرة بالقول "أكثر ما يثير السخرية أن أنصار ما يسمى بالدولة الاتحادية ينثرون أجزاء عزيزة من أموالهم المنهوبة من المال العام على مظاهرات في الجنوب في حين أنهم لم يحاولوا قط أن يخططوا لمظاهرة تأييد لهم في صنعاء أو ذمار أو حجة أو إب أو غيرها"، وأضاف في تغريدات عبر تويتر "السؤال هو مع من ستكون دولتكم الاتحادية المزعومة؟".

من جانبه قال نائب رئيس الإدارة العامة للشؤون الخارجية في المجلس الانتقالي الجنوبي محمد الغيثي: "تعبر التحركات الهزيلة للإخوان والقوى الإقليمية الداعمة لهم في شبوة عن نواياهم للقفز على اتفاق الرياض"، مضيفا عبر حسابه في تويتر "كل هذه التحركات لن تكون مجدية؛ لأن ملف شبوة قد حسم وفقا للاتفاق" مذكّرا بما نص عليه الاتفاق، وهو "تغيير المحافظ وعودة جميع القوات إلى مواقعها السابقة التي كانت فيها قبل أغسطس 2019 وخروج القوات العسكرية إلى الجبهات".

وينظر إلى التظاهرات في مدن الجنوب باعتبارها محاولة لإسقاط اتّفاق الرياض في الشارع بعد الفشل في إسقاطه في كواليس السياسة ومنابر الإعلام وأيضا في جبهات القتال.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى