تيك توك وميكروسفت.. الحرب التي جهلها انشتاين

>
1911 م ينشر شاب ثلاثيني يعمل كمسجل براءت اختراع في جامعة سويسرية ثلاث ورق تقلب الوسط العلمي الفيزيائي راسا على عقب ، بعد ان ضن السادة الفيزيائيين بانهم اكثر العلما فهم لعلمهم ، هذا الرجل يدعى إلبرت أنشتاين هو نفسة الذي ارسل رسالة في اعقاب الحرب العالمية الثانية إلى رئيس الولايات المتحدة فرانكفلين روزفلت يقول فيها بان علماء هتلر الفيزيائيين يحاولون انتاج القنبلة الذرية التي في حال وصولهم اليها سيحكم هتلر العالم لقرون ، مما دفع الرئيس روزفلت الى انشاء ما يمسى مشروع منهاتن الذي نتج عنه قنبلتي الرجل السمين والولد الصغير ....

وبعد نهاية الحرب اخبر أنشتاين  الذي يعد احد اذكى البشر عبر التاريخ طلابه بانه يعلم السلاح الذي سوف يستخدم في الحرب العالمية الرابعة لكنه يجهل السلاح الذي يستخدم في الحرب العالمية الثالثة ...
اليوم في عالم الراسمالية ،  والعولمة ، تخوض الولايات المتحدة والصين والمملكة العربية السعودية والاتحاد الاوربي وروسياء الحرب العالمية الثالثة وبالسلاح الذي جهله إنشتاين سلاح الشركات واسواق الاسهم..
وعلى اراضي العرض والطلب  واسواق الاقتصاد الحرة وقاعدة الانانية الاقتصادية التي شرحها أدم سميث في كتابة ثروة الامم ، تتنوع الاسلحة ، وتختلف الاسواق ، وتحاصر الاسهم ، وتحرر اسعار العملات ، وتفرض عقوبات ، وترفع جمارك ، وتمنع سلع ، فتنهار شركة هنا، وتفلس شركة هناك ، وبين كل سهم وسهم هناك سماسرة وضحايا وخسائر ..

ترامب وهواوي ... لماذا اندلعت الحرب؟
الصين البلد الاعلى نموا في الاقتصاد عالميا بمعدل  6% عام 2019م وبفائض في الميزان التجاري تمشي في طريق الاقتصاد الآمن والتحول المرن فمن الصناعات الاستهلاكية البسيطة واسواق الدول الاكثر فقراً خلال العقد الماضي إلى الصناعات ذات القيمة العالية واسواق الدول الاكثر دخلاً خلال العقد الحالي ، تسيطر شركات التكنولجيا الصينية وعلى راسها هواوي على تقنيات الجيل الخامس للانترنت ، واكثر دول العالم تتعاقد مع هواوي بما فيها بريطانيا والمانيا وفرنسا واغلب دول الاتحاد الاوربي وكندا واستراليا لتزويدهم بالبنية التحتية لتقنيات هذا الجيل والذي يعني بان الشركات الصينية سوف تحتكر اسواق التكنولجيا في حال استمر السير بهذا الطريق ، الامر الذي دفع ترامب إلى فرض عقوبات اقتصادية هلى هواوي واعلن دخولة الحرب على الصين ، وهي الاستراتيجة الوحيدة في السياسات الخارجية الامريكية التي اتفق عليها كل من الجمهوريين والديمقراطيين خلال حقبة ترمب ...

وبداء ترامب برمي الصخور في طريق الاقتصاد الصيني ، بعكس الاقتصاد الامريكي الذي يملى طريقة الصخور فعلاً ، وبعجز هائل في الميزان التجاري وبمعدل نمو يصل إلى 2% سنويا ، فاعلن شن الحرب على تيك توك برنامج التطبيق الصيني الشهير ، وبداءت معركة التغريدات والتشهير والمطالبة بحذفه وفرض عقوبات على التطبيق وتقديم مذكرات تتهم تيك توك باستخدام البيانات الشخصية للامريكين لصالح الاستخبارات الصينية ، حتى ان ترمب صرح بان هناك مفاوضات لشراء تيك توك من قبل ميكروسفت ..

لم تقف السياسة العدائية الامريكية تجاة الاقتصاد الصيني عند الحدود الامريكية فقط ، بل انضمت اليه بريطانيا واستراليا وبعض دول الاتحاد الاوربي ، وبتشجيع من ترمب اعلنت بريطانيا عن الغاء عقود توريد تقنيات الجيل الخامس من شركة هواوي ، فشجبت الصين ذلك لكنها لم تمتعض بشكل كبير ، يبدو أن حكما الاقتصاد الصينيين يفضلو عدم اضفا الكثير من الصخب حول هذه القرارت حتى لا تسبب في هلع اسواق الاسهم الصينية ، ونتيحة لردة الفعل الهادئة سوف يجعل المستثمريين اكثر ثقة في اداء الاقتصاد الصيني الصاعد ..

في السياسات الخارجية الامريكية تعتبر الاقتصاد الصيني هو الخطر الاول على الهيمنة الامريكية للعالم ، ولو كان هناك دعوة واحدة مستجابة لترمب لدعا على الاقتصاد الصيني بالانهيار ، لكن الامر محال ، فقرر ان يحول الحرب إلى الحدود الصينية ، الهند بلد المليار انسان ، واحد اكثر الاسواق استهلاكاً للبضائع الصينية ، اعلنت عن خطة استثمارية لجلب كبراء شركات العالم المتواجدة في الصين إلى الهند ، وبداءت بعض الشركات الكبرى دراسة الامر بجدية ، لكن عقبات الايادي الماهرة ، والبنية التحتية الهشة ، والفارق التكنلوجي الشاسع بينها وبين الصين ، قد يجعل الامر فيه الكثير من القلق والتكهنات بالنسبة لرجال الاعمال ، لكن الصين ابدت قلقها المباشر من هذه الخطوة وتوترت العلاقة بين الجاريين النوويين  بشكل سريع  ووصلت لحد المواجهات المسلحة ع الحدود ..

تتنوع الحرب الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين ، وتتوسع مساحتها الجغرافية ، فمن المواجهات المباشرة ، إلى حرب الوكلاء ، والحلفاء ، يتبادل الاقتصادان الاكبر في العالم اللكمات ، ويبدو أن الطرف الذي يجمع اكثر نقاط في اداء  نمو اقتصادة سينتصر ، حتى وأن اختلف حجم النفوذ والتفوق العسكر
ي بين البلدين فالمعركة ليس معركة عسكرية ، بل معركة أسهم ، وبورصات ، وسندات ..

ارامكو والنفط الصخري... معركة البراميل
ارامكو الشركة الاكبر حجما في العالم ، والمملوكة للعربية السعودية ، أعلنت في مارس الماضي عن أغراق اسواق النفط العالمية بالنفط ، حتى وصل اسعار النفط الصخري الامريكي -٣٤$ لاول مرة في تاريخ الصناعة النفطية ، الامر الذي سبب غضب في الولايات المتحدة الامريكية وروسيا ، ولاول مرة يتفق اللدودان ترامب وبوتين بان السعودية اقترفت خطأ جسمياً ، فافلست إلاف الشركات الامريكية العاملة في المجال الصخري وتعرض قطاع النفط الامريكي لضربة ساحقة ، الامر الذي دفع شركات النفط الامريكية وشركة غاز بروم الروسية بالعودة إلى طاولة المفاوضات تحت الرغبات السعودية ، وتحت مضلة أوبك + ، تم تخفيض حجم الانتاح من النفط حتى وصل إلى رقم قياسي في محاولة لانعاش براميل النفط التي تدور في البحار بحثا عن مشتري ..

وعلى الرغم من تضرر شركة أرامكو من هذه الحرب ، ووجهت لها الكثير من الانتقادات من قبل خبراء الاقتصاد ، لكنها أثبتت بعد ذلك أنها محقة ، فبراميل النفط قد أصيبت بخسائر نتيجة فيروس كوروناء ، وبتالي سوف يفقد برميل النفط سعرة خلال العام الامر الذي شجع أرامكو على دخول معركة البراميل ، وقد تكون الخسائر الحالية مضرة فعلاً ، لكن كرؤية مستقبلية سوف تزيد حصة ارامكو في اسواق النفط حول العالم ، وترتفع الاسعار خلال المدى المنظور ، وتجمح شركات النفط الامريكي التي اصبحت على راس هذه الصناعة ، التي جعلت امريكا البلد الاكثر تصدير للنفط في العالم ..

وبنفس وضع شركات النفط الصخري الامريكي ، وجدت روسيا بان من الافضل العودة إلى مفاوضات اوبك + فمعركة البراميل هذا سوف تحدث خسائر هائلة في الاقتصاد الروسي الذي لا يتحمل ، نتيجة للعقوبات الامريكية والاوربية ، وانهيار سعر الروبل ، ومن الافضل أن يكون هناك اتفاق مع خفض الانتاج الروسي على أن يبقى الوضع بهذا السوء ، وتحت مضلة اوبك +  أتفق كل منتجين النفط على تخفيض الانتاج بما فيهم روسيا ، فعاد لبرميل النفط بريقة ، ووصلت الاسعار لحدود 40$ /برميل ..

ومن برمجيات الهواتف إلى براميل النفط ومرورا باسواق الاسهم ، تحتدم الحرب الاقتصادية بين كبرا دول العالم ، وسوف يشهد العقد القادم الكثير من الحروب والتعقيدات وتختلف معه الاساليب والطرق ، لكن واحدية الطموح الاقتصادي هي الثابتة ، وسوف تدفع بلدان وشعوب العالم المستهلكة ثمن هذه الحروب ، فلكي تحصل على برمجيات هاتفك ووقود سيارتك وتقنيات الانترنت السريع ، يجب عليك أن تدفع ، وتبقى هذه الشعوب تكدح في العمل لكي تسدد نهاية الشهر فواتير الرفاهية المستوردة من بلدان العالم الاول ..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى