إلى متى الغياب؟

> القيادة الرئيسة في المجلس الانتقالي غادرت البلاد للتفاوض.. حدث ذلك قبل فترة طويلة. المفاوضات عادة اعتمادا على طبيعتها قد تطول وقد تقصر، الأمر متعلق بماهيتها وموضوعها وفي حالتنا لا نستطيع وصفها بأنها ماراثونية أو غاية في التعقيد والأمر ذو علاقة بعقول من يسيرها وله أيضا ما تصيب من نجاح أو فشل، وفي حالة الربع المسيرون أو الوسطاء يبدو أن تعقيد الأمور بالنسبة لهم أمر مطلوب وتفرضه غاياتهم من المفاوضات.

أشهر طويلة من المفاوضات مضت والقيادة غائبة عن البلاد، وكلنا نعرف أن الفترة طالت كثيرا جدا عما هو مفترض أن تكون عليه، وإيغالا في الأمل قلنا إن قيادتنا ترى ما لا نراه مع أننا نرى جيدا ما يحدث ويمكن أن نقرأ المستجدات بالرغم مما يفرضه الوسيط المستضيف من تعتيم وما في حكم التعتيم، وتلك حكمة الخالق في مخلوقاته، وقلنا لعل القيادة تحاول أن تكمل ما بدأته وأن الوقت سارق مع أن نتائج المفاوضات الراشحة تحكي عن عجز وفشل ما بين كامل إلى نصف كامل في الوصول إلى نتائج قابلة للحياة في الواقع.

ما نود قوله إن ظروفا ومستجدات في أرض الواقع في بلادنا تفرض وتحتم عودة القيادة إلى وطنها، لكن ذلك لم يحدث، وصاحب ذلك غياب كامل في ظهور الأوجه المنيرة للقيادات عبر أي وسيلة إعلامية لتوضح لنا سبب صمتها وطول غيابها.. وهنا بدأت الشكوك لدينا، في أن ما يحدث لهم ليس برضاهم، وأن أسبابا قد تصل حد منعهم من الحركة أو العودة إلى البلاد، وشكلت حركة مطار عمان دافعا للتفكير في هذا الاتجاه. وبدا لنا أن قيادتنا مغيبة وليست غائبة (وليس معنا دليل يؤكد). وبدا لنا أن قيادتنا كأنما تريدنا أن نعلن ذلك بديلا منها كما تعودنا في الآونة الأخيرة بأن أحدا ما لابد أن يتحدث باسمها وقد لاحظنا ذلك في تغريدات أحد الإخوة باسم أعلى شخصية قيادية في المجلس الانتقالي. الظاهر أن إخواننا أدمنوا الاتكال على الغير حتى في التصريحات.

نحن كمثقفين أو محسوبين على هذه الفئة، ونحن كشعب الجنوب نطالب القيادة:
- أن تتحلى بالشجاعة وتعلن للعالم حالتهم وضعف قدرتهم أو عدم قدرتهم على مغادرة أراضي الوسيط وأسباب ذلك. وحينها الشعب سيرى ما يفعل في ذلك.

- أو أن تعلن لنا وللعالم أن ما يحدث، يحدث بكامل قناعتها وحينها لشعب الجنوب أن يحدد مصيرهم كقيادة.
- الوضع في البلاد لا يحتمل إضاعة الوقت والبلاد بمجملها تمر في مرحلة غاية في الصعوبة والتعقيد على كافة الأصعدة، الأمر الذي يتطلب وجود قيادة تتحمل المسؤولية التاريخية ولا نخفي سرا الدرجة التي وصلنا إليها من التعقيد، وهو الأمر الذي يستدعي أن نكون أو لا نكون فيها في ظل كل هذه التآمرات من القريب والبعيد.

- الهيئات القيادية الانتقالية في كل المحافظات هي الأخرى مطالبة بموقف حازم وحاسم تجاه ما يحدث، وبقاؤها صامتة عاجزة يضر بها والقضية التي ذهبت أرواح العشرات من الآلاف من أجلها. وإن بقيت كما هي عليه فمصيرها بيد الشعب الذي لن يفرط بقضيته.
أقول هذا واستغفر الله العظيم وهو، ونجاح شعب الجنوب في السير بقضيته نحو استعادة الوطن، من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى