من شقرة إلى الرياض.. لعب على المكشوف!!

> وهيب الحاجب

> استنفدتْ الشرعيةُ اليمنية كل حيلها واستخدمت كل أساليبَ المكر والخديعة لإضعاف الموقف الجنوبي في المشاورات السياسية بالرياض، ورمتْ بكل أوراقها لتقويض الشراكة مع الجنوب كندٍ وكطرف سياسي تتيقن تماما أنه صاحب مشروع وطني وصاحب إرادة شعبية تسعى لتقرير مصيرها واختيار مستقبلها السياسي دون وصاية ولا ارتهان.. فَشِل تفريخُ المكونات فمات "الائتلاف" ومعه شُلّتْ مشاريعُ التزييف.. كُشفت حملاتُ الغزو فكُسرت وذُلت جيوش الاحتلال على أسوار الجنوب في شقرة والضالع وكرش ومكيراس.. فُككت شفرات العمالة والارتزاق وفُضحت الخيانة وشراء الذمم.. أطالوا أمد المشاورات وتفننوا في توزيع "النصف الجنوبي" على أحزاب الشمال، فازداد مفاوضو الانتقالي فهماً وإدراكاً لطبيعة المؤامرة، وأبى مفاوضو الانتقالي أن يظلوا متمسكين بإرادة شعب الجنوب وتطلعاته، ليقينهم أن ما دون هذه "الإرادة والتطلعات" ما هي إلا خيبة خسران.

حربٌ ومشاورات واتفاقات وهُدَن وآليات تسريع ولعب خلف الكواليس وتحالفات سرية كشفت كل شيء وبيّنت بوضوح أطراف المعادلة السياسية والعسكرية على الأرض الجنوبية واليمنية بشكلٍ عام، وبرهنت للتحالف العربي والأطراف الدولية أن الجنوب هو اللاعب الأساسي في هذه المعادلة والطرف الأقوى سياسيا وعسكريا القادر على تغيير ميزان القوى، بل هو الطرف المؤهل لخلق تحالفات إقليمية ودولية لمكافحة الإرهاب، والقادر على حماية مصالح حلفائه وتأمينها.. حقائق أثبتتها الوقائع على الأرض من عمليات عسكرية وحراك سياسي وتوجه شعبي منذ ما قبل العام 2015م حتى اللحظة.. حقائق يعترف بها الميدان ويستشعرها العدو في منظومة الشرعية اليمنية، ويتنكر لها التحالف العربي أو يعترف بها على استحياء، كي لا يقع في شرك المطلب الجنوبي المتمثل بالاستقلال وفك الارتباط.

خابت كل مخططات الشرعية للقضاء على المشروع الجنوبي، وبلغ صلف الشرعية تعطيل اتفاق الرياض رفضا للشراكة مع الطرف الجنوبي وتمسكا بسياسات الهيمنة والضم التي مورست ضد الجنوب منذ احتلاله.. تلعب الشرعية ألاعيبها هذه أمام أعين التحالف وتحت مراقبته وربما برضا منه، غير أن اتفاق الرياض سيظل "شوكة" في حنجرة الشرعية والتحالف على حد سواء، فتنفيذه شراكة ترفضها الشرعية، والتراجع عنه فشل سياسي وعسكري للتحالف.

بات الوضع العسكري في شقرة ووادي حضرموت والضالع ومكيراس والحراك السياسي والمشاورات في الرياض بمثابة لعب على المكشوف ينقصه فقط اتخاذ القرار، فإما الاعتراف بالجنوب وقوته السياسية والعسكرية واحترام مشروعه، أو الهرولة وراء الشرعية اليمنية والاستسلام لمشاريعها المتناقضة وتحويل المنطقة إلى إمارة للقاعدة وداعش يديرها ويوجهها الجيش اليمني وبسلاح التحالف نفسه. أما الشرعية التي استنفدت كل حيلها فلم يعد أمامها -إن أصر التحالف على تنفيذ اتفاق الرياض- إلا إعلان التمرد على التحالف صراحةً وإظهار تحالفاتها الخفية مع تركيا وقطر، فهي فعلا تحالفات قادرة ولديها النية والمشروع لمواجهة السعودية وتغيير خارطة المنطقة سياسيا وعسكريا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى