في الذكرى الثلاثين لرحيل عازف العود العالمي.. الموسيقار جميل غانم

> نجيب سعيد ثابت

> يصادف تاريخ الأول من سبتمبر من كل عام ذكرى رحيل عازف العود العالمي الموسيقار اليمني جميل غانم، وها نحن نتهيأ لاستقبال ذكرى رحيله الثلاثين في سبتمبر القادم.
جميل غانم من كبار الخريجين بالعزف على آلة العود، درس وتخرج من العراق 63-67.

درس وتعلم في بداية دراسته على يد العازف العراقي الكبير جميل بشير أفضل العازفين في الوطن العربي وعلى مستوى العالم، والذي اشتهر كأفضل عازف عود عالمي منذ الخمسينيات.
درس جميل غانم في سنواته الدراسية الأخيرة على يد عازف العود الشهير منير بشير الأخ الأصغر لجميل بشير.

جميل غانم من بيت فن، فخليل محمد خليل يعتبر خال عثمان غانم والد جميل وعم والدته.
غنى جميل غانم بصوته أغنية "حرام عليك تقفل الشباك" عام 1963م، وسجلها مع الفرقة الموسيقية العراقية أثناء دراسته آنذاك، وهي من ألحان خاله الفنان الكبير خليل محمد خليل، وغنى بالعود عدداً لا بأس به من الأغاني الشعبية، منها الصنعاني والتهامي واللحجي.

نال شهادة الدبلوم العالي في معهد الموسيقى ببغداد 63 - 67، وعاد لعدن بعد الاستقلال بفترة بسيطة وعمل مديراً لفرقة القوات المسلحة وأسس فرقة إنشاد من فنانيها المشهورين آنذاك بالفرقة الوترية للقوات المسلحة في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات، وسجل بصوته مع الفرقة الوترية للقوات المسلحة عدداً من الأغاني، منها "قل لمن مل هوانا" و"أيا بارق الجرعة"، وأغانٍ أخرى من التراث اليمني.

سجل جميل غانم لإذاعة وتلفزيون عدن عشرات القطع الموسيقية اليمنية التراثية على آلة العود واشتهرت شهرة ساحقة آنذاك.

أسس أول فرقة شعبية من مجموعة عازفين، وكان هو عازف العود الأساسي فيها، وهو أول من أدخل العود الصنعاني (القنبوس) كآلة أساسية تراثية في هذه الفرقة الشعبية، وكان العازف على هذه الآلة الصنعانية الفنان أنور أحمد قاسم عازف العود الشهير، وهو أول من رافق أبو بكر سالم بلفقيه في بداياته بحفلاته كافة، بالعزف على آلة العود الكبنج في فترة الخمسينات حتى الستينيات بعدن 57م - 67م.

هو من علمني عزف العود الكبنج أثناء دراستي للدبلوم في معهد الفنون الجميلة بعدن في الفترة من 74 - 77م، وأيضاً على عزف العود الصنعاني القنبوس بعد ذلك.

وأذكر أنني شاركت بالمهرجان الحادي عشر للشبيبة والطلاب في كوبا عام 1978م بآلة العود الصنعاني القنبوس، وكانت هذه الآلة غير متوفرة بالأسواق في عدن، ولا يملكها أحد لأنها انقرضت كآلة بعد شهرة انتشار استخدام العود العربي الكبنج، واضطر أ. جميل أن يطلب من رئاسة الوزراء آنذاك برسالة وجهها أ. عبدالله باذيب وزير الثقافة 73م - 79م للسماح لنا بأخذ آلة القنبوس من متحف القوات المسلحة، وهذه الآلة كانت خاصة بالفنان الشيخ علي أبوبكر الملقب بالباشراحيل تم حفظها بالمتحف بعد وفاته، وهو من أشهر فناني عدن قِبل القعطبي وغيره من الفنانين، وتم سحبها من المتحف بتعهد جميل غانم بإعادتها سليمة، ودربني على العزف عليها قبل السفر إلى كوبا.

وقد شاركت بالعزف المنفرد باحتفالات المهرجان في كوبا بهذه الآلة بمعزوفات يمنية شعبية، ومنها موسيقى من التراث الصنعاني.
وكنت في نفس الوقت مرافقاً بالعزف مع فرقة الرقص الشعبي إلى جانب زملائي العازفين على آلات المزمار والإيقاعات الشعبية اليمنية، وكان عمري في تلك الفترة في بداية العشرين.

جميل غانم كان أول المؤسسين لمعهد الفنون الجميلة بعدن الذي كان معهداً دراسياً للموسيقى والمسرح والرسم، وكان إلى جانبه قامات أسهمت في وقوف هذا المعهد بثبات، وأذكر منهم أ. يحي مكي، أحمد بن غوذل، محمد عبده زيدي. وكان المعهد يضم إلى جانب الفرقة الوطنية التي أسسها جميل في الموسيقى والفنون، الفرقة الشعبية الراقصة أثناء تأسيس المعهد بمساعدة أ. أحمد بن غوذل الذي كان يرفد فرقة الموسيقى والرقص الشعبي بموسيقى شعبية من ألحانه تعزفها الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو نديم عوض.

كان جميل غانم أول عميد للمعهد للفترة من 73م حتى 79م، وجاء من بعده أ. أحمد بن غوذل عميداً خلفاً بعد جميل غانم الذي تم تكليفه من الدولة بإرساله كخبير في دولة الإمارات، وكان هذا في نفس العام 79م.
سافر جميل إلى أبو ظبي عام 80م مديراً للفنون بوزارة الثقافة بأبو ظبي، وعاد عام 85م إلى عدن.

سجل جميل غانم أسطوانتين عالميتين في ألمانيا وفرنسا في السبعينات لموسيقى يمنية وعالمية بالعزف المنفرد على آلة العود.

وفي أغسطس عام 1976م بموسكو سجلنا أسطوانة بحجم كبير في أكبر أستديوهات تسجيل الأسطوانات بموسكو، وغنى جميل غانم أغنية "جل من نفس الصباح"، وغنيت أنا أغنية "خصامك زاد"، وكان يرافقني بالعزف على العود فيها، وتم تسجيل موسيقى من التراث متنوعة بآلة المزمار مع الإيقاعات اليمنية، واشتهرت هذه الأسطوانة على مستوى جمهوريات الاتحاد السوفييتي بين الطلاب اليمنيين والعرب في نهايات السبعينات والثمانينات.

شكل مع أ. بن غوذل العزف الثنائي بمصاحبة آلة القانون، وكانا يقومان بالعزف على مقاطع موسيقية لأغانٍ يمنية مختلفة الألوان في المشاركات الخارجية للفرقة الوطنية للموسيقى والفنون الراقصة خلال السنوات من 73م حتى 79م في محافل عربية ودولية مثل: ألمانيا في برلين، هالة، دريزدن، فرنكفورت، ومناطق ألمانية أخرى.
وبلغاريا في صوفيا وبرجاس. وبالاتحاد السوفييتي في موسكو عدة مشاركات، وفي مدينة تولا وأوكرانيا وكييف وسنفي روبل واليوشطا وجورجيا وأغلب دول الاتحاد السوفييتي، وكوبا والعراق وليبيا وإثيوبيا وبلدان أخرى عدة.

كثير من الفنانين غنوا من ألحان جميل غانم، منهم الفنانة العراقية إلهام حسن، عبدالكريم توفيق، نجيب سعيد ثابت، أنور مبارك وآخرون.
جميل غانم هو من دعمني وأعجب بصوتي، وله الفضل بدخولي كفنان لأول مرة معترفاً به على مستوى إذاعة وتلفزيون عدن، ولي أغنيتان من ألحانه سجلتهما عام 1974م، الأولى "خصامك زاد" من كلمات أحمد الجابري، والثانية "كلام أحلى من السكر" من كلمات عبدالرحمن ثابت الإعلامي المشهور.

وغنيت له أغنيتين عام 1976م في الحفلات العامة، ولم أسجلهما للإذاعة والتلفزيون هما أغنية "مستحيل أنساه" من كلمات مختار مقطري، وأغنية "كده من كلمة تتغير" من كلمات طه أمان.
جميل غانم كان له الفضل علينا في أشياء كثيرة تعلمناها منه إلى جانب تعلم العزف على العود بأصوله، ولم ننسَ تعاليمه لنا ما حيينا.

جميل غانم من مواليد 5 يناير 1941م، وتوفي في 1 سبتمبر 1990م.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى