إلى عقلاء (شعب إب) مع التحية ..!

> محمد العولقي

>
محمد العولقي
محمد العولقي
* لست هنا في وارد الانشغال بالأسماء ، على حساب الفكرة أو القضية .. والقضية هنا .. قضية رأي عام ، ربما تتفاوت درجات ميوله إما بدافع التعصب للون أو بدافع المكابرة والتعاطي مع الخطأ على أنه واقع مبني على الجزئيات و الكليات .. أبداً والله، لم أقلل يوماً ما من حجم (شعب إب) الذي يتمدد على مساحة جغرافية تختنق بسكان البلاد والعباد ، ولم ولن أبخس نادي شعب إب جماهيريته وقاعدته الشعبية التي تحتل مكانة ربما تكون الأبرز في محيط يتنفس كثافة سكانية، هي الأكثر تعاطياً مع الأرقام والدلالات الجغرافية.

* يعلم كل عاشق شعباوي ، منصف وعادل ، أن معظم أفراح شعب إب الكروية ، ظلت دائماً هاجس كتاباتي غزلاً وعشقاً وطرباً ، وكنت وسأكون أقرب لشعب إب في أتراحه وأفراحه حتى ممن يبعدون عن مقر ناديه أمتاراً قليلة لا أتصور أبداً أن شعباوياً واحداً ينكر حقيقة (مكانتي ناديي التلال وأهلي صنعاء) على خارطة الكرة اليمنية فهما يمثلان كلاسيكو الكرة اليمنية كروياً وشعبياً وشغفاً بمعيار العراقة والتاريخ والبطولات والمد الجماهيري، وأجزم أنهما فوق مستوى أي استفتاء ينتقص من مكانتهما وشعبيتهما اللتين لا تخضعان للمضاربة أو المساومة من (اتحاد آسيوي أعمى البصر والبصيرة) ، وعندما يأتي استفتاء عشوائي ، تغيب عنه المعايير والمقاييس المنطقية، يجب أن نتصدى جميعاً لهذا الخلط ، لأنه باختصار يؤسس لتجارب قادمة ، قد يركب موجتها ناد من الدرجة الثالثة، على حساب كبار القوم : التلال والأهلي وشعب إب ووحدة صنعاء ووحدة عدن .. فهل كنا سنتقبل حقيقة الاستفتاء العشوائي ونتيجته لو أنه توج سهام المراوعة ، أو شباب الكود أو قرن الأسد زعيماً شعبياً على حساب الشعب والتلال والأهلي والوحدتين ..؟ فطالما كان الاستفتاء مفتوحاً بلا ضوابط ولا روابط ، فمن حق كل الأندية المغمورة دخول المزاد المفتوح، ومن حقهم أن يرددوا مع الفنان المغربي عبد الوهاب الدوكالي (أغنية سوق البشرية) : ألا أونو .. ألا دوي .. ألا ثري .. من يفتح المزاد .. من يشتري؟

* لم أكن أستهدف شعب إب الكيان الكروي الذي ارتبط به وبجمهوره بحبل سري ، بقدر حرصي على الثوابت الثابتة ، التي ترتبط بأرقام التاريخ ومحيط الجغرافيا وعراقة الماضي وما تلاه، فالذي يتنكر لماضيه وإرثه كمن لا حاضر له ولا مستقبل .. وعلى فكرة .. شعب إب نفسه لا يحتاج إلى استفتاء شعبي في ظل حاضر هو ملكه بكل تأكيد ، في مساحة سكانية يعيش فيها ويغرد فيها دون منافس شعبي ، رغم إيماني بأن لجاره (الإتحاد) شعبية لا يجب تجاهلها أو غض الطرف عنها، كما هي لأهلي تعز والصقر والطليعة ، وهذه الحقيقة لا تحتاج مني ولا من غيري إلى مرافعة ، لكن الخلط بين الخاص والعام ، أصبح بالنسبة للمتعصبين الذين يغيبون الثوابت التاريخية ، مسألة تحتمل التجني وتفسير الاستفتاء على حسب بوصلة الميول.

* لشعب إب نفس مكانة التلال والأهلي والوحدة والهلال وبقية الأندية اليمنية، لم أكن يوماً متعصباً لناد على حساب آخر ، والفضل عندي دائماً للمتقدم في كل شيء .. وعندما انبرت أناملي للدفاع عن حق التلال وأهلي صنعاء ، فلأن الاستفتاء المفتوح ، دون قواعد ودون أسس ودون معايير ومقاييس في ظل تعصب الكم على حساب الكيف، مقامرة ومغامرة صبيانية أقدم عليها اتحاد آسيوي لإشعال الفتن في ملاعب اليمن .. ولو لم يكن دافع الاتحاد الآسيوي ذلك، فلماذا اختار هذا التوقيت بالذات، وهو يعلم أن ثلاثة أرباع الشعب اليمني يبحث عن رغيف الخبز وشربة ماء في زمن الحرب التي أكلت أخضرنا ويابسنا ، وفي زمن باتت الأولوية عند السواد الأعظم البحث عن قطعة خبز ، بعد أن تنمر الدولار، وتم ترقية البيضة إلى مرتبة دجاجة، وليس البحث عن مهاترات لا تؤكل عيشاً؟

* وعجباً لمن يحاول إلصاق تهمة محاربة شعب إب وتعليقها على شماعة المناطقية رغم الحجج الدامغة التي بنيت عليها رأيي ، وما تلاه بعد ذلك من ردود أفعال متشنجة مبنية على حجج غامقة أوهن من بيت العنكبوت ، فهؤلاء الذين يفتقدون إلى ثقافة الحوار والاختلاف فى الآراء، يتعاطون الكذب والنفاق والتزوير حبوباً وشراباً وتحاميل ، ولله في خلقه شؤون.

* ولو أن الاتحاد الآسيوي أعلن عن استفتاء شعبي مفتوح حول ثقة الجماهير اليمنية باتحاد الكرة من عدمها ، لكنت أول من يعتبره مقياساً يقاس عليه ، لأن الآراء هنا لن تتجنى على (كتاب إتحاد الكرة الذي يُقرأ من عنوانه)، هذا لأن سلبيات الإتحاد وإيجابياته لا تحتمل التلاعب بالمشاعر ، فكرة القدم ملك للناس وللشعب وللجماهير وهم أدرى بشعاب الاتحاد طوال 15 عاماً.

* ولو جاء أحدهم باستفتاء في المحافظات الوسطى ووضع شعبية الطليعة والاتحاد والشعب في كفة ، لكنت أول من يقول : استوب .. هذا تزوير في أوراق العراقة والتاريخ والبطولات ، لأن (نادي شعب إب) هو ملك تلك المنطقة وفارسها المدلل بلا منازع ، بمنطق البطولات وقوة الرصيد التاريخي والجغرافي.

* حاز مارادونا على لقب لاعب القرن في الاستفتاء الشعبي على حساب بيليه، ولم يتجن الاتحاد الدولي على أحدهما، لأنه حصر المنافسة بينهما، ولو أنه أشرك لاعباً ثالثاً في الاستفتاء الشعبي لسقطت كل المعايير والمقاييس والقيم الأخلاقية ، ولتعرض الاتحاد الدولي لحملات إعلامية عنيفة شعواء لا تبقي ولا تذر ، وهو أمر كان يمكن أن يحدث مع استفتاء الاتحاد الآسيوي لو أنه حصر المنافسة بين التلال وأهلي صنعاء، لنفس الغرض الذي لأجله فتح الاتحاد الدولي استفتاء متوازناً حافظ على الحد الأقصى من المنافسة التي تنتصر للتاريخ والمشوار وحجم تأثير كلا اللاعبين على اللعبة على مدار قرن كامل ، لا على مدى عقدين كما فعل الاتحاد الآسيوي في (استفتاء غش .. يغش .. غشاً) .. عشت وسأبقى إلى ما شاء الله نصيراً للحق داحضاً للباطل ، ولن تثنيني نظرية البعض عن إبداء رأيي ، طالما كنتُ مقتنعاً به ولم يبن على باطل .. فالعراقة والبطولات والتاريخ ماضياً وحاضراً ، شرط من شروط المفاضلة عند (الأمم المتحضرة)، وليس عدلاً أن ننجر خلف استفتاء عشوائي مفتوح بلا ضوابط يصوت فيه الغث والسمين .. النطيحة والمتردية .. الجاهل والمتعلم .. المتعصب والمتشنج بلا وعي ينتصر للأعرق والأعلى مكانة بحسابات الزمن.

* وعلى فكرة عندما كتبتُ رأيي وطيرته المواقع وبعض الصحف المحلية ، لم يكن لدي أدنى فكرة عن الفائز في نتيجة الاستفتاء فردة فعلي كانت مبنية على خطأ التعامل مع الاستفتاء العشوائي على أنه من المسلمات ، يبنى عليه تاريخ جديد مطرز بالمغالطات والمفارقات والمناكفات غير البريئة .. فمن يضمن غداً ألا يتكرر الاستفتاء مع لاعب القرن في اليمن أبوبكر الماس ، ويتم تجريده من لقبه دون وازع من ضمير ..؟ .. ومن يضمن لنا ألا يأتي الاتحاد الآسيوي باستفتاء يضع جمال حمدي في مرتبة متأخرة مع لاعبي (بوس الواوا) ، طالما أصبحنا ريشة في مهب ريح استفتاء يضع البيض والأحجار في سلة واحدة ؟

* لم أنتقد شعب إب لغرض في نفسي أو نفس يعقوب، ولن أبخسه حقه في أن يكون رقماً صعباً في اليمن وهو كذلك بالفعل ، وليس بحاجة إلى تأكيد ، وكل شعباوي لازال يحتفظ بكم كبير جداً من كرنفالات الفرح ، التي أطربنا بها (نابولي) اليمن ، وإنما تركز انتقادي فقط على الاستفتاء وطريقته غير المنصفة وغير المنطقية، لأن مثل هذه (الاستفتاءات العبيطة) تؤسس للتغيير بالتدمير والتزوير المتشنج ، ولو كان مثل هذا الاستفتاء العشوائي منصفاً ويُقاس عليه لرأينا (علي لوز) مطرباً لكل الزمان على حساب أم كلثوم وعبد الوهاب وعبدالحليم حافظ ، وإذا كنتُ قد مررت على الشعب والوحدة والهلال مرور الكرام، واعتبره البعض مرور اللئام ، فالهدف لم يكن تقليلاً ولا سخرية من أحدهم على حساب الآخر ، فهم في النهاية يمثلون حجر الزاوية في حاضر الكرة اليمنية .. أقحمت الهلال في السباق عن طريق خطأ في التقدير ، وله الحق أن يعاتب ويلوم ، ولن أجد هنا حرجاً من تقديم الاعتذار على اللبس ، رغم أن العبد لله لم يقل فيه ما يخدش الحياء ، أو يريق ماء الوجه.

* لن أتنازل عن قناعتي التي تؤكدها معايير العراقة ومقاييس التاريخ ومعطيات الجغرافيا وأرشيف المكانة ، التي كانت شرطاً في تنافس بيليه ومارادونا على لقب لاعب القرن : فالتلال يبقى نامبر ون ، وأهلي صنعاء ثانيا ، والمساحة بلا شك تكفي مستقبلاً وحاضراً لأن يغير شعب إب ووحدة صنعاء ووحدة عدن تلك الموازين دون الحاجة إلى استفتاء من أهم قواعده التعصب والإنتماء ومهاترات السوشيال ميديا. * و للعقلاء في نادي شعب إب أقول : إذا كانوا يؤمنون بأن هذا الاستفتاء واقع ليس فيه ثمة تجاوز أو تحايل على المعايير والمقاييس ويرونه ترمومتراً حقيقياً لشعبية فريقهم الكروي في 22 محافظة يمنية على امتداد 555.000 كيلومتراً مربعاً ، فمبارك عليكم وعلينا هذا السبق الشعبي، وكل استفتاء وشعب إب دائماً يغرد خارج سرب المنافسة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى