الإمارات المذبوحة

> تأنيت كثيرا قبل كتابة ما دار في خلدي ويدور مما نرى ونسمع منذ أن وقعت الإمارات مع إسرائيل الاتفاقية الإبراهيمية أو سموها ما شئتم، وكنت أقول ولازلت إن دولة الإمارات هي المعنية بهذا الشأن، وهذا شأن داخلي محض يخصها وحدها مثل ما يخص دول العالم الأخرى في شؤونهم الخاصة، وإن لابد من إبداء الآراء فللفلسطينيين والبعض منهم فقط إبداء رؤاهم وآراءهم، أما غيرهم فلت وعجن.

ضاعت فلسطين ولازالت تضيع بالمزايدات والبطولات مع طواحين الهواء ومؤامرات الأصدقاء والإخوان والأعداء، وبعد وفاة قيادات العرب الخُلص الأشداء، وهذا واقع لا ينكره إلا غبي بلا عقل، وحتى لا نفقد فلسطين أخرى اتخذت الإمارات ما تراه مناسبا من قرارات لحماية أرضها وشعبها وثرواتها.

هنا ومن وجهة نظري أرى أن توقيع الاتفاق مع إسرائيل بالنسبة للإمارات أمر تم بعد تفكير عميق وبعيد ومنذ أن تشكلت دولة الإمارات العربية المتحدة ودراسة الظروف المحيطة بالتشكيل منذ قيام الدولة والظروف المحيطة بها الآن والتطلع إلي الأفق الأمامي وما يدور حولها، وهي الدولة الكبيرة المقام محدودة الجغرافية والديمغرافية والموقع، وهنا يكمن مربط الفرس، لن أتكلم عما قال وقيل عن الاتفاقية من تجميد بسط الأراضي أو عودة أراضٍ واستبدالها أو فوائد اقتصادية وتبادل علمي وتكنولوجي، وهذا ممكن أيضا، هذا كله برأيي جوانب أخرى بعيدة المغزى الرئيس من الهدف الإماراتي المنشود!! والهدف الرئيس هو الحفاظ على أراضي دولة الإمارات وثرواتها من أطماع دول نيران المعصم المملكة العربية وإيران الإسلامية وتركيا وارثة الخلافة وقربها في دولة قطر الشقيق اللدود، تاريخ قريب فيه الكثير من البسط والسطو حتى قيام اتحاد قيام دولة الإمارات أعلنت بعد تنازلها على حقل الشيبة النفطي وخور عديد ما كان سيقوم إلا بعد مساومة باقتطاع جزء من أراضي أبوظبي من الشقيق الأكبر!! رحم الله الشيخ زايد القائل قولته المشهورة ذبحونا!! وإيران باقتطاع الجزر الثلاث طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى ولم تزل لها رؤى. والإمارات بكثافة تعداد سكانها المحدود مغلولة الأيادي ومكسورة الجناح، وإن حاولت بكل قوة وجهد ولكن الكُثرة تغلب الشجاعة كما نعلم، فهل تنتظر أن يطبقوا عليها كما طبق أبو قردان على اليمامة؟ وهل نتوقع اليمن عموما أو الجنوب خصوصا أن يعملا ما عملته الإمارات ولنفس الظروف المذكورة مع فارق اتساع الرقعة الجغرافية وكثرة التعداد ومع كثرتهم غثاء بقياداتهم الحالية؟

هذا باعتقادي ما دفع الإمارات لتوقيع ما وقعت، وبعد رؤى عميقة وتبادل آراء مع المستشارين الأقربين والأبعدين، وعوضا من أن تكون العلاقات بالخفية والخفاء فلمَ لا تظهر علنا، والكثيرون عملوا علاقات مع إسرائيل ومنهم أولياء الأمر والشأن؟ ولمَ كل هذه الضجة المفتعلة غير المبررة؟ ولمَ لا نعذر الإمارات ونغض النظر عنها مثلما عذرنا الآخرين وغضينا النظر عنهم؟ وهل تنتظر الإمارات حتى تذبح مرة أخرى بفعل الجشع وقانون الغاب؟ ومن المحتمل أن تفيد الإمارات القضية الفلسطينية بهذه العلاقة أكثر من غيرها، ورحم الله الشيخ زايد وما قدم ولايزالون يقدمون، هنا نؤكد ونقول لا شك أن هناك أخطاء وزلات إماراتية اتخذت برؤية ليست رشيدة، وقد يكون طلب منها ذلك وما العصمة إلا لنبي.

وأرى لو تعمل دولة الإمارات علاقات بتوجهات مختلفة مع دول متنوعة الرؤية والرؤى، كي لا تكون مثل المستجير من الرمضاء بالنار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى