الاستغلال الحوثي للمهمشين والأفارقة.. جرائم إبادة جماعية

> «الأيام» العين الإخبارية

> لم يقتصر الإرهاب الحوثي على طرد وتهجير المهمشين واللاجئين الأفارقة من تجمعاتهم السكانية المتهالكة، لتلجأ المليشيا الانقلابية مؤخرا لتجنيدهم وزج الآلاف منهم في جبهات القتال ضمن جرائم تعرض أشد الفئات فقراً لإبادة جماعية.
والمهمشون هم من ذوي البشرة السمراء، ويعيش غالبية أبناء هذه الشريحة المقدرة بـ3 ملايين نسمة، في مستوطنات أكواخ مبنية من القش أو الصفيح، فيما يقدر عدد اللاجئين المتواجدين باليمن بنحو مليون نسمة، وفقا لتقديرات أممية.

وبعد عمليات تهجير قسري طالت 300 ألف مهمش، و8 ألف لاجئ أفريقيا من مناطق سيطرتها، وفقا لدراسات مولتها منظمة اليونسيف، لجأت مليشيا الحوثي لاستغلال الشريحتين، في حملات استقطاب واسعة ودفعهم إلى محارق موت جماعية، تشمل القتال وحفر الخنادق ونقل الأسلحة، بعد العجز الكبير في صفوف مقاتليها.
وقالت مصادر حقوقية لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيا الحوثي، استحدثت الأشهر الماضية، كتائب قتالية في صفوفها الإرهابية تحمل مسمى"أحفاد بلال" وتضم المقاتلين المهمشين والأفارقة، وأسندت لهم مهام هجومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب والجوف والبيضاء.

وأوضحت المصادر أن استخدام المهمشين والأفارقة في الأعمال العسكرية ارتفع بشكل غير مسبوق عقب توجيه زعيم المليشيا، عبد الملك الحوثي، منتصف العام الجاري بإدماج "المهمشين" بالمجتمع، ضمن برنامج طويل الأمد، وتأهيلهم لشغل مناصب هامة، على حد زعمه.
ولم تكن دعوة زعيم المتمردين أكثر من فخ نصبته لاستدراج المهمشين والأفارقة بالترغيب والترهيب إلى دورات ثقافية لغسل أدمغتهم قبل أن تخصص لهم معسكرات استقبال تدريبية خاصة، أبرزها معسكرات "وادي الحار" و"العوشة" في ذمار ومعسكرات بلدة "عبال" شرقي الحديدة، وفقا لمصادر "العين الإخبارية".

كما استحدثت معسكرا للأفارقة في محافظة إب وضمت إليه عشرات من المهاجرين غير الشرعيين عبر الشريط الساحلي القادمين من القرن الأفريقي.

تصفية عرقية
واعتبر رئيس الاتحاد الوطني لتنمية الفئات الأشد فقرًا، نعمان الحذيفي، ما تقوم به مليشيا الحوثي من ممارسات بحق أقلية المهمشين أنها "تصفية عرقية"، تحاكي جرائم داعش بالعراق.

وقال الحذيفي، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيا الحوثي تقوم بمحاولة استقطاب المهمشين والأفارقة عن طريق تجنيد بعض الشخصيات والأعيان البارزة بأوساط الفئة ذاتها ومن ثم يقومون بعملية التأثير على أقرانهم مستغلين حالة الجهل والفقر المدقع والخوف والحاجة الماسة لدي شباب ورجال هذه الفئة لتأمين الغذاء لأسرهم.

وأوضح رئيس الاتحاد المعني بالدفاع عن حقوق المهمشين، أن المليشيات لجأت للتدليس على أصحاب البشرة السمراء وأطلقت عليهم "أحفاد بلال" وهو مسمى عنصري جاء تحت ذريعة برنامج دمجهم بالمجتمع، لكنه يقوم بالنهاية باستقطابهم لمواجهة مصيرهم المحتوم في جبهات الموت، عوضا عن كونه يصادر الهوية الوطنية للمهمشين وتأصيل للعنصرية بوجدان المجتمع اليمني.

ولفت الحذيفي، إلى أن مليشيا الحوثي زجت بالمئات على أطراف مأرب والجوف وهي الجبهات المشتعلة، حيث عاد العديد منهم إلى أسرهم جثامين هامدة، لافتا إلى أن ما يجري "تصفيه عرقية" لأقلية وفقا للقانون الدولي.
وطالب الحقوقي اليمني، منظمات الأمم المتحدة المهتمة بشؤون الأقليات واللاجئين، بإنقاذ المهمشين والأفارقة من خطر الحرب الحوثية التي تنتهج التصفية العرقية والاتجار بالبشر والاستغلال لأرواحهم في حروبها العبثية.

إبادة جماعية
وأثار تجنيد مليشيا الحوثي للمهمشين والأفارقة تنديد الحكومة الشرعية التي دعت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والمعنية في مناهضة التمييز العنصري للضغط على المتمردين ووقف استخدام هذه الشريحة وقودا في جبهات القتال.
وقال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، إن مليشيا الحوثي المدعومة من إيران تمارس بحق المهمشين والأفارقة جرائم إبادة جماعية عبر حشدهم والزج بهم "دون أي خبرة عسكرية" إلى جبهات القتال.

ولفت الوزير اليمني، في سلسلة تغريدات عبر حسابه بـ"تويتر"، إلى أن إطلاق زعيم مليشيا الحوثي ما أسماه "برنامجا وطنيا للعناية بأحفاد بلال" كان مجرد لافتة للتغرير بهم واستدراجهم لمحارق الموت، واستغلالهم لتغطية العجز البشري الذي تعانيه الجماعة في ظل نزيفها البشري الحاد.
ودعا الإرياني الأمم المتحدة للقيام بواجباتها الإنسانية والأخلاقية إزاء هذه الجرائم، ووقف استغلال مليشيا الحوثي للحالة المعيشية لهذه الشريحة، واستخدامهم وقودًا لمعارك ومخططات نظام طهران التي تستهدف أمن اليمن والإقليم والعالم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى