منذ 67 ونحن في مآسٍ متواصلة

> حروب واقتتال متواصل ونعرات قبلية وسلطوية منذ زمن بعيد ولا أحد فكر يوما وتنازل عن ذاته نحو إخوانٍ له يقاتلهم، حتى في وَسَط المعركة لم يأت التفكير والعقل الراجح لتوقيفها، لا مبرر لما يحصل في أبين أيها الجنوبيون، كل يوم نزيف واستنزاف للدماء الجنوبية تعبئة خاطئة يتحمل مسؤوليتها كل جنوبي كان في صف الشرعية أو في صف الانتقالي، ففيقوا من سباتكم وانظروا إلى مستقبل وطنكم.

إن بلادنا ستتطور طالما وأنتم على هذه الحالة، والسؤال هنا إلى متى ونحن مستمرون في هذا التدهور؟.. منذ 67 لم نغير شيئا ولم تتغير أحوالنا ولم نفكر لمستقبل أجيالنا، كل العقول متحجرة والأنفس ضيقة.. لماذا هذا يا ناس؟

قد يقول قائل: الشماليون هم يقاتلون الانتقالي وهم من يريدون احتلال أرضنا من جديد والحرب شمالية جنوبية، بدوري أقول لهم ربما يكون ذلك صحيحا، لكن لماذا يقاتل بجانبهم جنوبيون؟ نحن بحاجة إلى قَبُول بعضنا البعض دون تخوين أو تقسيم صكوك النضال والوطنية، وبعدها حتما سيتغير الحال وسترحل القوات الشِّمالية لا محالة، أهم شيء هو إعادة الثقة بين الجنوبيين.

دخلنا الوحدة اليمنية وكان هذا هدفنا ومطلبنا كشعب في الجنوب على الرغْم من وجود نوايا مبيتة لدى كثير من أعضاء الحزب الاشتراكي نحو تصحيح وضع الشمال كما يتوهمون لكن السحر انقلب على الساحر، وعلى قول المثل (يا هارب من الموت يا ملاقيه) كل هذا حصل ولم يُستفد أحد من تجاربه.
الحاصل اليوم أن الذين يقاتلون باسم الشرعية في أبين وبجانبهم شماليون لديهم من يدعمهم ويأزرهم ويوجههم، وهو جالس بعيد منهم، كل ذلك من أجل سفك المزيد من الدماء الجنوبية ومن أجل أن يزداد الجرح عمقا بين الجنوبيين، فهل تدركون ذلك أيها المتقاتلون؟

دخلت بلادنا في حرب كانت تلك الحرب مفروضة عليها بسبب دخول الحوثي الجنوب، وكذلك آثار الوحدة المشؤومة، لكنها صارت واقعا على الجنوب وربما تجاوزنا بعض أحداث تلك الحرب رغم أننا لازلنا نعيش فيها.

أنا أدعو كل من هو جنوبي كان في الشرعية أو في الانتقالي الذين يتقاتلون في أبين، أدعوهم للجلوس مع بعض وبعيدا عن الوسطاء الخارجين ويعملون تنسيقا فيما بينهم ويتفاهمون حول مصلحتهم ومصلحة وطنهم وأهلهم، لأنهم في النهاية جنوبيون وليس من مصلحتهم مزيد من التنافر والتناحر، فالدماء الجنوبية غالية وستندمون على استمرار سفك تلك الدماء لكن بعد فوات الأوان.

وأخيرا أثبت التاريخ العربي أن أي صراع أو قتال بين الأطراف في كل أنحاء العالم العربي في النهاية ما هو إلا تقاسم الوزارات والمناصب والمصالح، كل هذا يحصل وبعدها تنتهي الحرب وتنتهي معها تلك الشعارات الحماسية الوطنية التي كنا نتغنى بها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى