شعب الجنوب مكافأته الموت فقط!

> هذه هي الحقيقة العارية ونتمنى أن تظل عارية حتى تتفتح البصائر لدى العميان. الموت لشعب الجنوب فقط ومن جهات عدّة وبينها للأسف من ذوي جلدتنا.
الموت ولا شيء غيره بأشكاله المتعددة:

الموت بالرصاص والمدافع والألغام في الحد الجنوبي والساحل الغربي والثمن الهوان والمذلة. الموت بالحر والضغط وارتفاع السكر نتيجة انقطاع الكهرباء. الموت في أقسام الكلى الاصطناعية وأقسام الإنعاش. الموت بالجوع وتدهور العملة وتفاهة المرتبات.

الموت اعتكافا بالمنازل من شدة التعفف، بينما التحالف يغدق على جماعات فقط من الشرعية في أرقى الفنادق غير مباليا بالملايين وهو مسؤول مسؤولية قانونية بسبب القرار الدولي وتدخله رسميا بالحرب في اليمن.

الموت اعتصاما للمطالبة بالرواتب المنقطعة من أعوام سابقة، بالإضافة إلى خمسة أشهر من هذا العام 2020م. وهذا ما حصل يوم الخميس 17 سبتمبر في مخيم الاعتصام بالبريقة، للعقيد طيار عبدالعزيز الصبيحي (الدامر) حيث قضى نحبه داخل مخيم الاعتصام شهيدا كمدا وقهرا من التحالف والشرعية الإخونجية والتي تتلذذ بقتل الناس جوعا من خلال انهيار العملة والمتعمد وتأخير دفع الرواتب.

هذا هو الجزاء لشعب الجنوب مهما فعل ولو قدم مليون شهيد دفاعا عن وهم اسمه المشروع العربي.
الموت تسولا وتحويل الشعب الجنوبي كاملا إلى شعب متسول رغم الثروات الكامنة في أرضه.

إنها تصفية وإبادة شعب لتخلو الأرض لهم وحدهم بحرا وبرا. هذه هي رسالة المملكة، وإلا هل المملكة عاجزة عن أن تتكفل بالرواتب وهي من أدخلتنا في العاصفة؟ هل المملكة عاجزة عن أن تأتي بكهرباء حتى بنصف الكهرباء التي في الحرم المكي وبالذات المسجد والتي تتجاوز 1000 ميجا؟ هل المملكة غير قادرة على قرص أذن الشرعية الهاربة وجعلها تصرف رواتبنا من غير تلكؤ؟

إن اللعبة على القوات المسلحة وعلى الشعب الجنوبي بشكل عام مكشوفة، ويبدو أن التحضر والسلمية غير نافعة وأن لا مناص من الخروج المسلح، والموت واحد مهما تعددت أسبابه والكرامة واحدة لا تتجزأ.
هل تجبروننا على أن نفترق عن مشروع الوهم والذي أنتم لم تستطيعوا أن تكونوا في مستوى الحدث والمواجهة؟

يبدو أن ساعة الافتراق قد دنت وكلمة الرصاص ورفض وجود التحالف والشرعية الهاربة والتي مكانها الطبيعي صنعاء إن أرادت، يبدو أن المواجهة قادمة وهم، وليس سواهم، من أجبر الناس مكرهين بعد أن بلغ السيل الزبى.

ليس من الإسلام الممايزة، بعض يستلم بالدولار، والملايين يستلمون بالريال اليمني المنهار، عيب يا هؤلاء. ليس من الإسلام قتلنا جوعا وعدم صرف حقوقنا دون مماطلة وتسويف. ليس من الإسلام أن تجعلونا نعيش في الحر الحارق ويموت الناس بينما أنتم ترمون بالأموال يمينا وشملا على ما لا نحب أن نتفوه به. ليس من الإسلام أن مأرب وتعز وصنعاء وبقية المحافظات لا تورد ريالا إلى ما سمي زورا وبهتانا بالبنك المركزي بعدن، وفوق ذلك يسحب من إيرادات عدن الموردة لوحدها فقط، ليصرف على أهل ريمة وصنعاء والحديدة ومأرب وبقية المحافظات بينما عدن تحرم من إيراداتها. وتذكروننا هنا بغيل الشلالة من رأس الجبل يسقي غير أهله والذي ينبع من أرضهم وهم يعطشون وماء الغيل للغير.

كأننا اليوم قد أصبحنا تركة رجل مريض والغرباء يتقاسمون إرثه، وأهله ليسوا بالقصر ولا الأطفال، فما هي الحكاية؟ وما هو الحل الحاسم؟ نتمنى أن تكون الإجابة نابعة من قلب نقي وتقي وصدر رحب ليس به غل ولا حسد!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى