مدير بريد عدن لـ«الأيام»: نريد تأسيس عاصمة لتلافي الأخطاء لا لممارسة احتكار صنعاء

> حوار/ وئام نجيب

> نواجه تحديات كبيرة وفصل شبكة عن صنعاء مسألة وقت
يؤكد مدير بريد عدن أحمد صالح عبدالعزيز، في حديثه لـ "الأيام" عن صعوبات كبيرة يعاني منها بريد منطقة عدن، وهو الأمر الذي يضاعف معاناة المسنين والمتقاعدين أثناء استلامهم لرواتبهم غير المنتظمة عبر مكاتب البريد.
وفي المقابلة يشير مدير البريد إلى إجراءات عقابية اتخذتها إدارته بحق عدد من الموظفين الذين يتلاعبون بصرف رواتب المتقاعدين ويعمدون إلى السمسرة بها.

أحمد صالح
أحمد صالح
وفي البداية توجهنا بسؤالنا حول التلاعب بصرف المرتبات من قبل بعض الصرافين فأجاب: "نحن غير بعيدين عن البريد وبالأخص بريد عدن العام في مديرية صيرة الذي نزوره بشكل متواصل وأكثر بريد نعززه بالنقدية، كونه المركز الرئيسي لنا، وتمثل عدن أكثر محافظة على مستوى الجمهورية لديها متقاعدين يبلغ عددهم 36 ألف متقاعد بعدن، بإجمالي تعزيز مبلغ وقدره مليار ومائتان ريال يمني، بينما محافظة لحج متقاعديهم وتعزيزهم بإجمالي مبلغ 270 مليون ريال، وفي الضالع تعزيزهم 70مليون ريال يمني، الفرق كبير جدا.

الموضوع ليس استغلال وإنما بعض المتقاعدين لا يريد الالتزام بالطابور، وهناك موظفين في البريد ضعفاء نفوس تغرهم المادة ونحن بدورنا نحارب هذا الشيء، وعلى ضوء ذلك قمنا بتوقيف عدد من الموظفين وأحلناهم إلى النيابة والبحث الجنائي بتهمة السمسرة والاختلاس.

ما هي أبرز المشكلات والصعوبات التي تواجهونها والتي تفاقم من معاناة المتقاعدين؟
مشكلتنا تتمثل بنقص السيولة وتوافد متقاعدين المحافظات الأخرى إلى عدن لاستلام معاشاتهم، وقمنا بمنع المحافظات الأخرى من استلام المعاشات من بريد عدن، وكنا قد قررنا أن الصرف في بريد عدن لأبناء عدن فقط، وبالفعل تحسن الوضع لدينا، ولكننا واجهنا ضغوطات من إدارة التأمينات وأن المتقاعد لازم يستلم من أي موقع، مع أننا أخبرناهم بأن ذلك يسبب لنا عجز وقالوا لنا: (هذه مشكلتكم اعملوا لها حلول)، وقد التقينا في الأسبوع الماضي بالهيئة العامة للتأمينات بقيادة الأستاذ علي ناصر الهدار وقيادة الهيئة العامة للبريد والمكلفة حاليا بإنشاء مركز هيئة في عدن وسنعمل على حل المشكلة فيما بيننا من ناحية المقاصصة ما بين الفروع، وذلك سيحتاج وقت، وأنا نبهتهم وقلت لهم لو صرفنا للمحافظات الأخرى سينتج لدينا عجز مالي ومن اليوم الثاني سنكون بدون نقدية في مكاتب البريد ولكن المواطن لم يفهم ذلك ويريد معاشه.

مشكلة أخرى نواجهها تتمثل في أن شبكة البريد لا تزال في صنعاء وأي زيادة بالشبابيك فذلك بحاجة للموافقة من الهيئة العامة في صنعاء ومن هناك يتم عرقلتنا ولم يوافقوا على أي توسع، حيث أنه سبق وأفادونا بأن رفضهم ذلك كون أن مكاتب البريد بعدن لا يوجد لديها نشاط كبير وعملها محدود ، الغرض من التوسع هو تخفيف الازدحام مع أننا أخبرناهم بأن الناس تريد ترتاح خاصة كبار السن وأن يتحصلوا على معاشاتهم بسهولة.

نتحصل على مخصص عدن فقط مع أن المحافظات الأخرى تستلم معاشاتها من عدن، وذلك باتفاقية مع هيئة التأمينات التي تشترط أن أي مواطن يجب أن يستلم معاشه من أي موقع، ويقولوا لنا أنتم اعملوا مقاصصة بينكم وبين الفروع، وهو تحويل المبلغ (المعاش) الذي تم صرفه في عدن من فرع لحج مثلا، وهذه عملية تحتاج لوقت، ونود التنويه إلى أنه قبل حرب 2015 كان بريد عدن لديه سيولة وأموال خاصة فيه، ويوجد حد أدنى للنقدية في المكاتب، كان أقل مكتب لدينا رصيده 10 مليون ريال يمني وذلك قبل أن يستلم التعزيز الخاص بالمتقاعدين، الآن هذا الشيء غير موجود والحاصل هو أن الذي نستلمه من البنك المركزي الخاص بمعاشات المتقاعدين نبدأ بصرفه، وفي اليوم الثاني ينتهي المبلغ ومن ثم نطالب فروع البريد في المحافظات الأخرى وهنا يحدث العجز ويتأخر صرف بقية الرواتب ويتسبب بازدحام الناس في الشوارع في انتظار السيولة .

مشكلة أخرى تضاف لما سبق هو أنه حاليا يتم اعتماد بيانات المتقاعدين بحسب عام 2018م وهذه البيانات قد تغيرت وتزايدت بسبب النزوح والوفود إلى عدن، ولكنهم متمسكين بمخصصات 2014م، بل كان لا بد من إدارة التقاعد العسكري والمدني أن تعمل على مسح جديد للتأكد من مواقع المتقاعدين، لتعديل المخصصات.

طيب ..ما هي المعالجات التي بدورها ستحد من معاناة المتقاعدين؟
المعالجات تقتضي بتكاتف جهود الجميع، فلا بد من عمل حل بالتنسيق مع الهيئة العامة للتأمينات، الأفضل أن تكون التعزيزات بعدن وهي من تتولى توزيع النقديات لمكاتب البريد بالمحافظات كما كان الحاصل بصنعاء التي كانت مركز رئيسي يتم تعزيزها بكل مخصصات الجمهورية وهي من تقوم بتعزيز الفروع، ولكن حاليا كل محافظة تأخذ مخصصها لحالها، مطلوب من عدن أن تكون عاصمة، وبالنسبة لتعزيز كل فرع بمفرده فذلك لا يشجع أن تكون عدن عاصمة، بل لا بد أن تتولى عدن تعزيز المحافظات، البعض قال لنا بأنه قد انتهينا من مركزية صنعاء فكيف لكم أن تكرسوا المركزية في عدن، ولكننا أخبرناهم بأنها ستكون فترة مؤقتة لكي نستطيع من خلالها ترتيب أوضاع المتقاعدين في عدن والمحافظات الأخرى، و حاليا يتم اعتماد بيانات المتقاعدين بحسب عام 2018م وهذه البيانات قد تغيرت وتزايدت بسبب النزوح والوفود إلى عدن، ولكنهم متمسكين بمخصصات 2014م.

في السابق كان عندنا توسع في عدن لأكثر من 39 مكتب من أجل الخدمات التي كنا نتحصل عليها من مرتبات الصحة، التربية، الأشغال وتحصيل الفواتير ولكن هذه الإيرادات تضاءلت، وأصبح حاليا لدينا 17 مكتب واقتصر عملنا على التقاعد المدني والعسكري فقط، ولا يمكن لنا التوسع من أجل تلك الخدمتين كونها عملية مكلفة بحاجة إلى إيرادات، وفي حال تحققت الوعود من وزارة المالية في تفعيل وإعادة الخدمات إلى البريد سننتشر ونعمل على إضافة عدد من الشبابيك.

ما هي الإجراءات المتخذة لديكم؟
نحن نعمل بكل جهد ولكن الظروف تعيق عملنا وقد نضطر أحيانا إلى تأخير صرف المعاشات لليوم الثاني، ونضع الأموال بالبريد وذلك له خطورة من الناحية الأمنية، نأمل أن تتحسن الأمور، وبالنسبة لما يُقال عن مدة الصر ف التي لا تتجاوز الساعتين فذلك لا أساس له من الصحة، فالعمل يستمر لأربع ساعات، ومن عام 2016 حتى 2020 هناك تحسن ملحوظ، ولكن الناس تطمح بالمزيد، كما أننا عملنا في مكاتب البريد على تخصيص شبابيك للصرف لكبار السن والعجزة وكنا من سابق نقدم خدمة للمنازل، وتوقفت هذه الخدمة للمنازل حتى لا يتم اتهامنا بالسمسرة من قبل المتقاعدين المتواجدين في البريد، كما أننا أوقفنا خدمة الصراف الآلي فليس من المعقول أن ندخل ملايين الريالات للصراف الآلي والمتقاعدين انفسهم متواجدون على شبابيك البريد.

ما هو تعليقك على مقولة (كملت الفلوس) الذي تواجه المتقاعدين في مكاتب البريد ؟
هذه المقولة واردة في غالبية الخدمات في المدينة كمحطات البترول ونفاذ المازوت، وهذه من الأشياء التي تُحارب بها عدن، الهجوم على عدن من كل الأطراف بغية إفشالها من أن تكون عاصمة على مستوى البريد والأمن والخدمات الأخرى ، الإخوة في المحافظات الأخرى يعتقدون بأننا نريد ممارسة احتكار صنعاء، ولكننا نريد تأسيس عاصمة لتلافي الأخطاء، وتخفيف المعاناة على المواطنين.

ما هو سبب الازدحام الخانق في البريد شهرياً وافتراش المتقاعدين الأرض أمام بوابات البريد؟
الازدحام أمر لابد منه خصوصا في الأيام الأولى للصرف ولكثرة أعداد المتقاعدين، أما بالنسبة للمسنين الذي يجلسون بجانب أبواب البريد فدعيني أقول لكِ بأنه ليس جميعهم لديهم معاشات في البريد، بل أن غالبية العاملين القدامى أصبحت هواية لهم الجلوس بجانب البريد والذي بات كمنتدى وملتقى مع رفاقهم وتبادل الاحاديث فيما بينهم، وهذا لا يمنع بأن هناك متقاعدين يأتوا للبريد ولم يتحصلوا على معاشاتهم.

يشتكي المتقاعدين من تكرار عبارة (علقت الشبكة) على لسان الصرافين لماذا؟
قد يكون ذلك بسبب انقطاع الكهرباء عن المركز الرئيسي، وقد يكون لدى الشبكة في صنعاء صيانة وهذا سبب لتوقفها في عدن حد قولهم.

أود الإيضاح هنا بأن بريد عدن هو فرع من فروع الهيئة العامة للبريد، ولابد أن توجد هيئة مستقلة عن صنعاء وقرار بنقل المركز المالي لها من صنعاء إلى عدن، كوننا لدينا أموال خاصة بنا كودائع التوفير البريدي من الضروري نقلها من صنعاء لعدن، وذلك يتم من خلال مخاطبة رئيس الوزراء والبنك المركزي وتسهيل عملنا لنا كما تم في كل الهيئات الأخرى .

لدينا تكليف لمدير عام الهيئة العامة للبريد لا يوجد لدينا قرار نقل الهيئة العامة للبريد إلى عدن، وهذا لابد أن يتم مع نقل المركز المالي، وفي حال كان لدينا ذلك فلن نحتاج إلى المالية.
عملية فصل الشبكة عن صنعاء تحتاج إلى شراء سيرفرات، حاليا متمسكين بالمالية وتتم المتابعة من أجل دعمنا لكي نتمكن من فصل الشبكة عن صنعاء، الموعد ليس بالبعيد ولكن لا نستطيع تحديده.

كم هي مكاتب البريد الذي تعمل في عدن؟
17 مكتب مؤهلين لعملية الصرف، ولكن مكتبنا الرئيسي وهو البريد العام في مديرية صيرة غير مؤهل من ناحية المبنى ومهدد بالانهيار في أي لحظة ولابد من إعادة تأهيله بشكل كامل، وقد رفعنا أكثر من مذكرة لمكتب الأشغال وبدورهم رفعوا التكلفة إلى مجلس رئيس الوزراء وتمت الموافقة وإدراجه من ضمن صندوق الإعمار وحتى الآن لم تُنفذ بسبب الظروف السياسية، ناهيك وضرورة إجراء صيانة مؤقتة لأعمدته المتهالكة، وبهذا الخصوص أجرينا دراسة للكلفة وبانتظار اعتمادها من قبل وزير الاتصالات إلى أن تُنفذ موافقة إعادة التأهيل الكلي.

لماذا لم يستأنف البريد مهامه فيما يخص الحوالات وتحصيل الفواتير؟
بالنسبة لخدمة الحوالات فقد أوقفتها الشبكة في صنعاء كونهم لا يريدوا الدخول بمضاربة مع التجار، أما عن تحصيل الفواتير فقد أبدت لنا مؤسسات الكهرباء، المياه والاتصالات عن قبولها بأن يجري التحصيل من قبلنا ولكن بعد أن يتم الفصل عن الشبكة في صنعاء، تجنبا للدخول في برامجهم.

هل من خطط قادمة لديكم للتخفيف من معاناة المتقاعدين؟
نعم، حاليا ندرس كيف لنا أن ننقل البريد من الإدارة التقليدية إلى الإدارة الإلكترونية، على الرغم من أن المتقاعدين ليس لديهم الوعي الذي يتناسب مع الإدارة الإلكترونية من ناحية استخدام الرواتب عن طريق تطبيقات الهواتف المحمولة، ولكن فيما بعد يمكن للناس أن تستوعب وتتماشى مع ذلك، كما أنه لدينا مشروع برامج خاصة بالبريد منفصلة عن صنعاء، وسيتم فصل الشبكة عن صنعاء والمسألة مسألة وقت، من جانب آخر نتمنى تعاون المجالس المحلية معنا، وتجاوب المحافظات الأخرى بسرعة عمل المقاصصة بيننا وبينهم، وكذا ضرورة صيانة مكاتب البريد وعمل المقاعد والتكييف وغالبية الأجهزة القديمة، وذلك بحاجة إلى دعم مالي من قبل رئاسة الوزراء والمالية، ولابد من وزارة الاتصالات الوقوف معنا في هذا الجانب.

كلمة أخيرة؟
نحن صرافين للهيئة العامة للتأمينات، وكبريد نسعى جاهدين لتحسين مستوى البريد بما يخص البنية التحتية والفوقية ولابد من تأهيل الكادر، وسنلمس التحسن من خلال تنفيذ اتفاق الرياض والذي سينعكس على تحسن الوضع في عدن بكافة المجالات، بدورنا نشكر صحيفة "الأيام" على قربها من معاناة الناس والمتقاعدين وتنبيهنا لقضاياهم.

كمدير عام للبريد غير راضٍ عما يحدث، وقد اجتهد وقد أخطئ ونحن بشر، ومن الطبيعي أن يكون والدي أو أحد أقربائي من فئة المتقاعدين، وأنا أيضا سيأتي يوم وأُحال للتقاعد وسأواجه طوابير البريد، فلهذا يجب على الشخص العمل والتحسب للقادم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى