من لا يكسب الحرب لا يصنع السلام

> نعيد ونكرر هذه المقولة للرئيس الفرنسي العظيم شارل ديجول الذي قاد بلاده في أتون الحرب العالمية الثانية.. منها أقل من سنة اضطر لقضائها في بريطانيا نظم فيها ورتب تكوين المقاومة الفرنسية، ثم عاد إلى بلاده ليقود المقاومة الفرنسية، ويلتحم مع دول التحالف العالمي (لا يشبه تحالفنا الذي نعيشه) في عملية تحرير فرنسا ويتم طرد المحتل الألماني وتحرير فرنسا.

هذا كله يحظر في الخاطر ولا إراديا تتم المقارنة بين ما حدث في فرنسا وبين ما يحدث لنا في بلادنا المنكوبة بقياداتها الفاشلة، والعاجز وغير المؤهلة لقيادة البلاد. تجد نفسك تقارن بين ما يفعله الفاشلون المنتفعون من تجارة الحرب في اليمن وما فعله من دخلوا التاريخ ممن قادوا شعوبهم في أسوأ الحروب وأنجزوا عملية تحرر بلدانهم ببطولة واقتدار في كل العالم. هؤلاء من قيادات الفنادق فاشلون في إدارة الحرب مثلما هم فاشلون في إدارة العملية السياسية لإحلال السلام وهنا تكمن المأساة.

لا جديد إن قلنا إن هؤلاء القيادات مسؤولون عن كل ملفات الفشل السياسي والاقتصادي والإداري والتعليمي والصحي والأمني، لدولة فاشلة أصلا بمعايير الأمم المتحدة منذ ما بعد غزو الجنوب في العام 1994. سقط النظام العفاشي وذهب معه جزء لا بأس به من عتاولة الفشل، وما يزال بين ظهرانينا الكثيرون منهم. واستُنسخ واستجدوا الكثيرين أيضا، وظهرت بدائل أكثر عتوا ونهبا ولصوصية تحت مسميات لم تعجز آلاتهم الإعلامية ومنظري الفيد والنهب، في الداخل والمحيط الإقليمي في إيجاد مسميات مثل الصناديق الداعمة والمنظمات الخيرية والمشبوهة التي أصبحت تتوالد كالأرانب تحت مسمى دعم الشعب المنكوب من كل الجهات.

القيادات الجديدة بمسمياتها الحقيقية والوهمية لا يزالون يمارسون خيبتهم بالرقص على رؤوس الأفاعي، سطوا ونهبا وسرقة، على رؤوس أبناء الشعبين في الشمال والجنوب أو الثعابين كما يحلو لهم تسمية الشعب. ومعهم يرتقص الحلفاء والمتحالفون.. الذين سيحتفلون بخيبتهم الكبرى السادسة، قريبا، بعد بضعة أشهر.

لسنا دعاة حرب، لكن حينما تتحول الحرب العسكرية إلى حروب عدة تشمل العملة المنهارة بفعل فاعلين، وحينما تتصاعد الأسعار إلى درجة الإفقار. حينما يبقى عشرات الآلاف من رجال الجيش و الأمن بما فيهم المتقاعدون بدون رواتبهم المستحقة، حينما يسحق قطاع المعلمين معيشيا دون استلام مستحقاتهم القانونية، حين تتآكل رواتب العاملين في القطاعين العام والخاص لتتحول إلى دراهم معدودات لا تكفي لسد رمق الجائعين. حين يتم البسط على أراضي الدولة والشعب من قبل الفئات المستقوية من نتاج مرحلة الانفلات الأمني والقانوني، حينما يمرض الناس من الأوبئة، ولا يجدون مشفى حكوميا يمكنهم العلاج فيه، وحينما لا يستطيع المريض أن يجد دواءه نظير ثمن معقول... سنقول نعم للحرب على كل هؤلاء المتسببين في عذاباتنا.. فلا فرق بين أن تموت جوعا أو مرضا، وبين أن تسقط شهيدا مدافعا عن كرامتك ولقمتك، التي استلبها منك التعساء ممن يهيمنون على مقدرات البلاد والعباد. وفي وجود هؤلاء من خائبي الرجاء، اصبروا وصابروا يا قوم، عل الله أن يحدث لنا معجزة تزيحهم من على رؤوسنا، فقد أرهقنا حملهم وهم يرتقصون على رؤوسنا حينا وكذا على حلبات الرقص أحايين أكثر، في فنادق تتنوع بين الخمسة والسبعة نجوم أو في حدائق القصور التي وجدوا أنفسهم يسكنونها في غفلة من الزمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى