أكسجين حياتي

> جيهان عثمان

> طالما وددت أن أتنفس مجددا" كما أنا الآن أتنفس بعمق الكلمة والحرف الصادق الذي أكتبه هنا. للكلمات وقع عميق ومؤثر أكثر من أي فعل نفعله أو يفعل بنا، فالكلمات التي تكتب أو تقال هي من صنع أفكارنا وهويتنا، وما الشعر والقصة و الرواية والأدب إلا تجارب خضناها وتأثرنا بها، حكايات جدتي وأمثالها وحكمها التي حفظتها في طفولتي ماهي إلا نتاج خبرتها في الحياة وأهدتني إياها، وربما أصبحت مثل الجدات أجيد الحياة.

منذ أن وعيت وأنا جدتي، تلك المرأة الحكيمة التي جعلتني أتنفس وألهمتني الحياة، فكانت الكتابة هي متنفسي و أكسجيني و البداية كلمة كتبتها صرخات أسمعت من حولي كثيرا، و رغم كتم أكسجيني لبضع سنوات؛ إلا أن الأقدار شاءت أن التقي بزميل إعلامي ( محمد الإيطالي ) كان يحاول (و مازال ) ومستمر في محاولة نشر الأكسجين عبر مركزه المتواضع (أكسجين حياتك) و شعرت أن الحياة لن تستمر بدون أكسجين، رغم أنه كان يخيل لي أنني على قيد الحياة!

لن أنسى وجود أشخاص في حياتي كان لهم الفضل في جعلي أتنفس كتابة.
أبو محمد الأغبري ذلك الصديق ، الكاتب الخجول الذي يحاول اختزال الكلمات بتكثيف عميق و معنى كثير للكلمات وكأنه يتنفس بأخذ شهيق عميق ويكتب بزفرة ( كثيرة أنت. . ككل النساء)عبارة أحفظها له يذهلني معناها الكثير!

التنفس بالكلمات من أسمى معاني الأدب والحكمة، يشعر من يقرأها بانشراح وراحة وكأنك تتنفس ذات الإحساس!
الكتابة والتنفس بعبق الحرف إبداعا" شعرا و نثرا و قصة و رواية و حكي ما يزال هو صديق الإنسان".

أتذكر ذلك العمر الجميل الذي كنا نكتب فيه مذكراتنا و نتبادلها مع الصديقات و نبوح بما تكنه مشاعرنا الجميلة من إخلاص ووفاء. و تلك البطاقات التي ندون فيها عبارات الحب و الامتنان والذكريات، حتى معلماتنا كن يشاركنا البوح الصادق.
و اليوم بعد أن صار البوح والكتابة والحرف مهنتي، أحببت هذا التنفس الجميل و نشر أكسجيني للناس، تيقنت أن الحياة لا تكتمل دون كلمات تبث فينا الحياة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى