الجنوب بعيد المنال

> بعد أن اطلعت على صحيفة "الأيام" الغراء ليوم الأحد الموافق 4 أكتوبر 2020 بعنوان (ترشيحات المجلس الانتقالي لحكومة المناصفة) للمراقب السياسي، استرعى انتباهي لما احتواه من تنبيه للانتقالي خصوصا وللشرعية عموما بخصوص التعيينات المرتقبة لحكومة المناصفة والتي نوه فيها بأنهم سيفقدون المصداقية الوطنية الجامعة لو أغفلوا بالتعيينات القائمة الوطنية والفدرالية والتي حرمت عدن خصوصا من هكذا ممارسات وحيثيات، ناهيك عن لحج العبدلية وأبين الفضلية تلميحاً وتعريضاً والتأكيد على ضرورة الانتباه لهذا الأمر لئلا يكرر المكرر، إضافة إلى موضوع آخر أيضا استرعى انتباهي كذلك وهو تشكيل تنسيقة المجلس الانتقالي في جامعة عدن والتي سأتكلم عنه لاحقاً.

ما ذكرته أعلاه ألح عليَّ أن أكتب مقالي هذا وقد حاك في صدري كثيرا، إني أعلم أن هناك لجانا عدة شُكلت وخاصة في 2017 و2018 م لكتابة وتوثيق لوائح المجلس الانتقالي قبل الإعلان عنه وكثير من الشخصيات الوطنية الأخرى قد استُثنوا من هذه اللجان وحصرت بمناطق معينة، والقليل أدرجوا جبرا للخاطر ورفع العتب، أين د. أبوبكر السقاف، د. محمد علي السقاف، جميل مكاوي، رضية شمشير، د. أسمهان العلس، تمام باشراحيل، د. خالد بامدهف، د. علي عبيد، د. حسين بن لقور، م. بدر ناجي، م. حسن سعيد، د هشام السقاف، د حازم شكري، د عبدالرحمن الوالي وغيرهم كثر؟ وجميعهم وغيرهم لهم إسهامات فكرية وآراء لاشك ستغني الوثائق والأطروحات بشكل أروع وأجمل، أعلم أن اللجان درست عدة خيارات ووثائق، ولا أدري هل درست وجهة نظر وتصور حكومة المناضل الذي قدمها لحكومة بريطانيا لتشكيل حكومة الاتحاد، وهل اطلعوا على وثائق ورؤى حزب الشعب وحزب الرابطة ورؤى أخرى متواجدة قديما وحديثا.. قد يقول قائل البعض غير موجود في عدن، أقول الوسائل الاجتماعية سهلت التواصل وسريعا.

أما تشكيل تنسيقية المجلس الانتقالي في جامعة عدن هذه فاجعة أخرى ويعكس بحد ذاته تطبيقات المجلس الانتقالي عموما وعلى كافة الهيئات قصدا أو بدون قصد، لن أتكلم على مناطق التنسيقية، وللأسف النوع هو من يتكلم عن محتواه مع بعض التلميع، ولكن سأتكلم عن هذه الممارسة!! كيف نتكلم عن ديمقراطية وفدرالية ونحن نمارس ممارسة شمولية في الجامعة والتعليم والأعمال عموما ألا يكفي ما جربناه من سابق؟! نحن للأسف لم نتعظ ولم نتعلم مما جرى وصار.

ست سنوات ونيف كنت طالبا جامعيا في الهند وكنت عضوا في الاتحاد الطلابي الهندي وأنا أجنبي ولكني طالب في إحدى الجامعات الهندية مثلي مثل أي طالب ومن أنحاء العالم وقد كرمت لنشاطي، فمتى نربو عن ممارسات الشمولية دون أن نعلم؟!

أعتقد لو أشركوا المذكورين أعلاه وغيرهم، وبالذات خبراءنا في المنظمات الدولية والذين درسوا في بلدان الغربية كانت وثائقنا وتطبيقاتنا متنوعة وستكون أكثر مواكبة مع الآخرين وبهذا الوقت والزمن الحالي، وأعتقد جازما أن ما يحدث في الجنوب يراقب وبدقة، وهل فعلا نحن نواكب العالم القريب المجاور والبعيد؟ لا أعتقد، وأكرر.. الجنوب بعيد المنال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى