قصف وملاحقة واختطاف.. وحشية «إخوان اليمن» لقمع المعارضين

> «الأيام» العين الإخبارية

> أصبح حزب الإصلاح الإخواني باليمن حاكما فعليا لمحافظتي تعز وشبوة، وعلى الرغم من أن ذلك لا يزال تحت غطاء الشرعية، فإنه أماط اللثام عن إرهاب ممنهج مارسته مليشياته باستخدام القوة المفرطة ضد جميع المعارضين لمشروع التنظيم الإرهابي.
وطيلة 5 سنوات من تحرير أجزاء واسعة بمحافظة تعز، ذات الثقل البارز في رسم المشهد السياسي في اليمن، شن الإخوان حربا مستعرة ضد المعارضين ورفاق السلاح للهيمنة عليها.

كان آخرها قبل أيام، عندما اجتاحت حملة لحزب الإصلاح قرى "الأشروح" جنوب مديرية جبل حبشي غربي تعز، المحسوبة سياسيا على اليسار، محاولين إخضاع جماعي للسكان باستخدام القوة المفرطة.

وقالت مصادر حقوقية يمنية لـ"العين الإخبارية"، إن دوريات مسلحة يقودها القياديان بحزب الإصلاح، سعيد عبدالقاهر وفهد الصالحي، قصفت بالسلاح الثقيل قرى البلدة قبل أن تشرع في اقتحامها وتشن حملة اختطافات ومداهمة للمنازل وملاحقة لمعارضين سياسيين وعسكريين شاركوا مع الأهالي في رفض عمليات منظمة للتهريب بين الحوثيين والإخوان.

وأوضحت المصادر أن حملة حزب الإصلاح، والتي شاركت فيها مليشيا الحشد الشعبي المدعومة قطريا، اختطفت 8 من أبناء البلدة بينهم جرحى عسكريون أصيبوا خلال معارك سابقة ضد مليشيا الحوثي في عملية تحرير تعز، فضلا عن إطلاق الرصاص الحي على مواطن سلم نفسه ما أسفر عن إصابته بشكل بليغ.

 عنف متجذر
وسعت مليشيا الإخوان لفرض قبضتها العسكرية بالحديد والنار على المرتفعات الاستراتيجية في ريف تعز، حيث امتد نفوذها من مدينة تعز القديمة إلى جبل حبشي والمعافر والشمايتين في القرى المتناثرة طول الخط الحيوي الواصل إلى العاصمة المؤقتة عدن وإلى المخا وباب المندب على حد سواء.
ووفقا للمحلل السياسي عبدالستار الشميري، فإن نهج القوة بدأ عند إحراق الإخوان للمدينة القديمة كتجليات لحقد يمتد اليوم لمناطق ريف تعز و تتجه بوصلته نحو المخا التي تنعم حاليا باستقرار وأمان، وصولا لمضيق باب المندب، الذي تحاول الجماعة الوصول إليه بدعم تركي وقطري كبير.

وقال الشميري، وهو سياسي بارز تعرض للاعتقال والملاحقة من قبل الإخوان بتعز، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن سلوك الإخوان المفرط في العنف ليس وليد اللحظة ولا الظروف الراهنة، بل هو متجذر تراكم خلال عقود من التعبئة الأيديولوجية الفاسدة.

واعتبر الشميري القوة المفرطة بأنها أنعم أساليب الإخوان التي تعتمد على إيجاد حلول جذرية للتخلص من الخصوم المعارضين، وأفضل تلك الحلول كما يراها منظرو الإخوان هي "الاغتيالات"، وفي ظروف أخرى تعمد إلى العنف كحل ناجع لكسر المناوئين، حيث برز ذلك بالعداء الموجه للأحزاب السياسية أبرزها المؤتمر الشعبي العام، شريك السلطة خلال أكثر من 3 عقود.

وأوضح أن موجات القوة المفرطة المستخدمة في ريف تعز بدأت بحملات تخوين إعلامية مهدت لعملية اغتيال غادرة طالت العميد ركن عدنان الحمادي قائد اللواء35 مدرع والذي كان أبرز معارضي الإخوان بتعز، ثم اجتياح البلدات الريفية وتعرض الكثير من السياسيين والنشطاء والإعلاميين للاغتيال والتشريد والاختطاف، بجانب مصادرة ممتلكاتهم.

ولفت إلى أن الموقع الاستراتيجي للحجرية المخا وباب المندب جنوب وغربي تعز يشكل هاجسا تركيا قطريا لن يتركه الإخوان كما يتصور البعض، ومن خلاله يرغبون ضرب الجنوب والتحالف العربي وتهديد مصالح مصر الشقيقة، في معركة كشفت مدى دموية تنظيم الإخوان الإرهابي.

شبوة نموذج آخر
وفند تقرير حقوقي، أعده مجموعة حقوقيون يمنيون معنيون بالدفاع عن حقوق الإنسان، حصلت "العين الإخبارية"، نسخة منه، مدى حجم جرائم القوة المفرطة للإخوان في محافظة شبوة وذلك خلال الفترة من أغسطس 2019 وهو تاريخ سيطرة التنظيم، وحتى نهاية الشهر الماضي، تنوعت بين القتل والاختطاف والإخفاء والتعذيب والقمع الوحشي.

واعتبر التقرير، شبوة نموذجا للقمع في المناطق الخاضعة لسيطرة الإصلاح، وهو أقوى التيارات الدينية المتطرفة والمسيطرة على القرار السياسي في الحكومة، وأفكاره العقائدية تعود إلى إلغاء الآخرين الذين يختلفون معه، بل ومصادرة حقوقهم أكان بالقمع والتهديد أم بالاغتيالات، وهي التي طالت الكثير من النشطاء السياسيين والحقوقيين والإعلاميين.

وخلافا عن الأهمية الاستراتيجية لشبوة، يتشبث إخوان اليمن بقوة على المحافظة باعتبارها مصدر تمويل لما تضمه من حقول ومنشآت نفطية، وميناءين استراتيجيين يتم من خلالهما تصدير الغاز والنفط.
كما زجت المليشيا الإخوانية بأكثر من 50 معتقلاً في سجونها، كسلوك ونهج يستخدمه الإخوان لبث الخوف وترهيب المناوئين محاولين إسكات أصواتهم، ومورست القوة المفرطة والتعذيب والاعتقالات، بحق أكثر من 600 معتقل بينهم 85 معتقلا، اختطفوا خلال يوم واحد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى