رصيد محافظ عدن أمام تحديات ثلاثة

> تشهد عدن منذ انتهاء الحرب ترديا وتدهورا لجميع جوانب الحياة، ومواطنون فيها يترقبون انفراجة تنهي معاناتهم في ظل تعقيدات التحالف العربي والحكومة الشرعية التي تدفع نحو تطبيع الأوضاع المزرية والتعامل معها كأمر واقع والاكتفاء بإجراءات الترقيع لمهام إزالة أضرار الحرب وإعادة الإعمار.
أكثر من خمس سنوات وعدن ترزح تحت وطأة أزمة حرب لم تحقق أهدافها، فلا التحالف دحر الانقلاب ولا الحكومة الشرعية استعادة الدولة ولا الرئيس هادي رفع العلم فوق جبال مران، فقضت الأحكام الجبرية لتحالف دعم الشرعية أن يبقى التطبيع للوضع المزري في عدن.

أصوات تتعالى بدت رافضة للتطبيع مع الأوضاع المتردية، فعامة الناس تحت حر الأجواء المناخية يرفضون تطبيع العجز والفشل في توفير الكهرباء كأمر واقع، والعسكريون اعتصموا أمام مقر التحالف رافضين للتطبيع مع فشل الحكومة في صرف المرتبات المتراكمة لأشهر بغير وجه حق، والمعلمون والأطباء والقضاة وعمال المصافي والموانئ والمطارات في مرافقهم الحيوية يلوحون بالإضرابات والاعتصامات رفضا للتطبيع مع تدهور العملة وانخفاض الأجور والمرتبات وغلاء الأسعار، ومطالبين بإجراءات حقيقية بدلا من الترقيع وتعميم التطبيع مع العجز والفشل الحكومي بغياب الخدمات وتدني كفاءة الإجراءات الأمنية واختفاء الجانب الحكومي لفترة طويلة وتعطيل إجراءاتها الإدارية للمعاملات والمتابعات كإصدار الشهادات والبطائق الشخصية وجوازات السفر والتراخيص وغيرها من إجراءات الحكومة.

الشعب لم يعد يحتمل ولا أظن أحدا سيقبل بتنفيذ رغبة الكيان المعرقل لعودة الحياة الطبيعية في عدن  وتركها في ركن الانتظار تتدهور حتى تنتهي الأزمة السياسية وتعود الشرعية إلى صنعاء.
بارقة أمل بدأت تلوح في الأفق وبشائر تغيير أطلت بقدوم محافظ جديد طالما ظل يراقب أوضاع عدن ومأساة أهلها من خارج بيت السلطة ليحكم عليه القدر أن يقود دفة الحكم ويمسك بزمام الأمور فيها ومعه كامل الصلاحيات والدعم والتأييد المجتمعي من محبيه ومعارضيه على السواء، ومؤشرات نجاحه ظاهرة للعيان إذ الأرض بدأت تلين بين يديه والتفاف شعبي حوله وصار بإمكانه إحداث تغيير ملموس في وقت قياسي، ولكن تظل أمامه تحديات شاقة من مخلفات سوالفه المحافظين، فأبرز المهام التي سترفع رصيده وتضعه ضمن الأشهر عالميا لو اجتاز الأزمات الثلاث في عدن أولها أزمة الكهرباء، وثانيها أزمة مستحقات العسكريين والمعلمين المتعثرة، وثالثها فرض هيبة النظام والقانون ضد البسط والبناء العشوائي، بهذه التحديات الثلاث ومن خلالها ستسقر عدن وتهون بعدها غيرها لتنطلق عدن نحو البناء والتنمية الحقيقية وستنجذب نحو المحافظ جهود مخلصة ونوايا صادقة من الداخل والخارج ستعزز دوره وتقوي مساعيه وتدريجيا ستظهر حقيقة أهل عدن بعد أن ينفض عنها المحافظ أحمد لملس غبار الزمن الملوث.
فلا تراجع، سيادة المحافظ لقد جاءت بك الأقدار لتعيد لعدن ماضيها التليد والمستقبل الجديد، فدعك ممن يلتصقون بك فقد التصقوا بمن قبلك وسيلتصقون بمن هو بعدك، فهم تجارب ماضية ورهانات خاسرة، دعهم وابحث وتحرَّ عن الأقوياء الأمناء فقد حضر زمنهم.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى