ما بين السيرة الهلالية والارتقاء إلى مستوى اللا مبالاة!

> تتوزع طريقة ونوع استقبال ذكرى الثورة، فبعضهم بندواته جرنا إلى سيرة بني هلال وتغريبتهم وشعرهم المكون من مليون بيت شعري (عبدالرحمن الأبنودي)، وبعد ذلك وقف على الأطلال يبكيها، وغير آبهٍ بما اجترته الذكريات الحزينة من التلويح بنحر التصالح والتسامح!

بينما نحن أمام سؤال كبير، وهو لماذا نحن بهذا الوضع؟ وما هي أسبابه؟ وما هي أدواته التي تلعب في المشهد المحزن والمبكي والذي أوصلنا إلى الذل والتسول للقمة العيش؟

كما أننا في هذا الظرف بحاجة لتوصيفه وبحاجة لمن يساعدنا ويدلنا ويقف إلى جانبنا للخروج من عنق الزجاجة التي حشرونا فيها، وبحاجة لمن يقول إنني على استعداد لتقديم العون بكذا وكذا، وسأعلمكم بمفاتيح كذا وكذا من مغارة علي بابا السرية والتي ألقى مفاتيحها وأسرارها عفاش الصريع في باطن السرداب.

لقد كنتم كحزب اشتراكي وقيادات تاريخية جزءا من هذه اللعبة، وعليكم واجب تقديم العون وتسهيل الوحدة الجنوبية وإعادة لحمتها إلى سابق عنفوانها ووهجها، ولسنا بحاجة لأعذار وعدم معرفة من هو المتحكم بخيوط اللعبة من 1967م وحتى اليوم، وكذلك لسنا بحاجة لشكر الآباء العظام والذين قضوا نحبهم فهم لن يسمعوا تشهيدكم ولا شكركم، يجب أن يكونوا محط اهتمامكم ورعايتكم.

وبالعودة للشعور بما نعانيه من حرب الخدمات وتدهور العملة وانقطاع دفع الرواتب، فلقد مللنا من سماع تلك الجمل السمجة (إنني أشعر بمعاناتكم وأتفهمها)، أين ذلك الشعور يا ترى؟ هل هو في البقاء بحي الريتز الدبلوماسي وفنادق خمسة نجوم بالرياض وهبر مليارات الدولارات باستثمار الحرب وأوجاع الشعبين شمالا وجنوبا؟!

هذا هو الشعور لديهم وهو تكديس الأموال واستثمار الحرب، والشعب له الهلاك، والنجاة لهم وعائلاتهم المقدسة والمولودة في سرير الذهب. أما حكاية ارتقاء الجميع إلى حجم المسؤولية فهي دعوة بواد غير ذي زرع.

إية مسؤولية ومنهم الجميع؟ فالمسؤولية ظهرت وبانت وهي اللامبالاة بحياة الشعب وتدهور الخدمات وكلفة المعيشة والتطبيب. هذه هي مسؤولية الشرعية وهذا هو مفهومها للمسؤولية.

لذلك ومع آخر كلمة لأعلى سلطة في الشرعية بالدعوة إلى الارتقاء إلى الفساد واللامبالاة، لن تجد هذه الدعوة صدى فالفساد طغى وغطى المساحة كلها واللامبالاة الحكومية بلغت مداها بدليل تدهور خدمة الكهرباء والامتناع عن دفع رواتب العسكريين منذ ستة أشهر ناهيك عن ثمانية أشهر لجميع الوحدات وتسعة أشهر للخدمات الطبية العسكرية، وآخر الأمر إعلان منشور في موقع الوطن تقول الحكومة إنها غير قادرة على دفع رواتب الأمن والجيش لهذا العام، وإنها تنتظر ميزانية العام القادم 2021م.

يا ليت نعلم من هم الجميع الذي سبقتهم كلمت الطلب بالارتقاء. فالجميع قد أصبح الإصلاح، والإصلاح هم الإخوان وهم الشرعية وهم ائتلاف دعم الشرعية. والخطبة خطبة والجمعة جمعة ولا سلام على الارتقاء الشرعي، والتفهم (بمعاناتكم) وترجمتها الحقيقية نحن مع ناتكو الشركة المعروفة NATCO.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى