تكريم الشاعر الغنائي الكبير صالح نصيب.. هل يتحقق؟

> أحمد فضل ناصر

> ماذا فعلنا لصالح نصيب، وكيف احترمنا أدبه وفنه بعد رحيله، هل تذكرنا مرة ذكرى رحيله بفعالية ثقافية نظمها مكتب الثقافة بلحج، أو شهادة تقديرية من قبل السلطة المحلية، أو أسبوع فني من قبل جهات فنية وأدبية بلحج.. هو رائد مدرسة الأدب التجديدي في الساحة وخصوصاً في ساحة الإبداع اللحجي التي ازدحمت بالرواد والفرسان والنجوم، والتي غطت إبداعاتهم وروائعهم ساحتنا الفنية ولازالت خالدة إلى يومنا.

الأستاذ الشاعر الراحل صالح نصيب الذي ملأ لحج وملأ الدنيا بقصائده الرومانسية الجميلة لم يحظ بأي تكريم يليق به نظير ما قدمه من إبداعات تخلدت في وجداننا جميعا بمختلف معانيها وصورها الإبداعية. وهو يعتبر من أبرز مجددي الأدب والشعر في لحج والساحة الفنية بشكل عام بأسلوبه ولهجته الواضحة والمفردات والجمل والمعاني في مختلف ألوان الشعر، وأسهم بروائعه الشعرية في تطور الموسيقي والغناء في العصر الذهبي بلحج، وتواصلت وتخلدت إبداعاته وبصماته في مجال الشعر الغنائي الغزلي والعاطفي والوطني والحماسي وغير ذلك، وقد بذل جهوداً كبيرة في ذلك وقدم خدمة نوعية لمجتمعه ووطنه وقد اختزل ذلك معاتباً الجهات المعنية قبل مماته متحدثاً بلسان حال المبدعين الأحياء منهم والأموات الذين لم ينلهم شرف التكريم، بل ظلوا ولازالوا في سلة الإهمال من خلال قصيدته العصماء التي نشرت، وألقيت بلسانه في الكثير من المحافل، وقد وصلت للجميع حيث جاء في مطلعها:

كرموني وأنا عيش
بعد الموت ما أشتيش

الأستاذ الشاعر صالح نصيب شق لنفسه طريقاً وأسلوبا أدبيا خاصا وأسس مدرسة شعرية تجديدية متميزة من خلال إبداعاته الشعرية الغنائية التي وصلت إلى قلوب الجماهير المتذوقة للأصالة في الشعر والنغم الجميل. كما جاءت مدرسة نصيب وفضل محمد اللحجي في مقدمة الأعمال الخالدة، بالإضافة لتلك الألحان البديعة التي ابتكرها فنانون آخرون أبرزهم محسن أحمد مهدي والصنعاني وحسن عطا وسعودي أحمد صالح وفيصل علوي وغيرهم من البلابل من جيل النجوم الذين صدحت، وشنفت المسامع عذوبة أصواتهم وقد أشجانا جميل أدائهم لروائع نصيب وأبرزهم:

عبدالكريم توفيق ومهدي درويش وأحمد وصالح يوسف الزبيدي والعودي ومحمد رزق وحمدون وفضل وحسن كريدي ويسلم حسن صالح وحنش ومحمد عوض شاكر وسعودي أحمد صالح وفيصل علوي وفضل ميزر وبشير ناصر وغيرهم من فناني لحج وخارجها.
وكم تأخذنا قصائد نصيب، طيب الله ثراه، لفضاءات رحبة وعالم آخر وتعيد بنا الذاكرة لأحلى زمن كان فيه الإبداع صادقاً وصوره أصدق بمفردات تفرد بها نصيب وأحسن توظيفها وابتكارات شعرية تجديدية مفهومة للقاصي والداني ترجمت كل ما يجيش بمشاعرنا، بل ولازالت ملامسة لواقعنا خالدة ومواكبة لهمومنا وعذابنا وآمالنا وتطلعاتنا.

ذي رماني سهامه بالجفاء والخصام

بعدما القلب هام

في الهوى والغرام

ضاع حبي حرام

منيتي يا سلام

وقوله:

يا اللي تركت الدمع يشوي مقلتي

يا اللي تركت الآه يسلي وحدتي

أشتكي لليل ظلمي والعذاب

لا طلوع الفجر وأنا في عتاب

عاتب النجمة وطالبها جواب

وقوله:
أخاف والخوف منك أخاف منك عليك

أخاف يغريك حسنك وتحسب انك مليك

وأيضاً:
كم يقلي الليل يا ولهان توب
كم تقلي العين لا تبكي ذنوب

يا قلبي الجريح أعلنها صريح
قله انك تحبه وأحلف له بربه إما يرحمك وإلا يظلمك

با تعرف بقدرك عنده من صحيح
ناهيك عن إبداعاته في الجانب الوطني والموضوعي والإنساني وغيره.

وقد تتلمذ الكثيرون وتتلمذنا نحن أيضاً على يديه، وكان خير معلم وموجه، بل كان مرجعاً وأباً حنوناً وفياً لنا لم يبخل عنا بشيء، حيث تغنى وردد أعماله الكبار الصغار.
هذا هو صالح نصيب.. تربوياً وتعليمياً وأدبياً وفنياً.

فمتى نكرمه التكريم الكبير الذي يستحقه بعد ربع قرن من الرحيل؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى