لكم الله يا أسرة الشهيد زياد عدنان

> نجيب محمد يابلي

> إذا وقفت أمام كشوفات بأسماء شهداء الجنوب منذ الحرب الظالمة في صيف 1994م، والسنوات التي أعقبت ذلك حتى اليوم ستقف أمام أرقام مروعة للضحايا الجنوبيين، والمحزن أن الجنوبيين بكل مكوناتهم لم يقفوا أمام هذا الملف الحافل بأعمال الاغتيالات والقتل، التي حصدت الآلاف والآلاف من الجنوبيين والجنوبيات، ولم يظهر الجنوبيون من مختلف مراكز المسؤولية أي قلق تجاه ما يحصد الجنوبيين، ووقفت أكثر من مرة أمام هذا الملف المشين الذي برزت فيه بصمات جلادين من الشمال ومجندين جنوبيين مدفوعي الأجر وما أكثرهم.

مسألة أن تقول: إن هذا شهيد فأنت خاسر، وأعرف حالات لا حصر لها عن تظلمات جنوبيين طالبوا برفع المظالم بإنصاف أسر الشهداء بدفع رواتبهم، أو الإعانات الموازية المرصودة للشهداء، ولا تفسير لذلك إلا انحدار القيم الأخلاقية وخلو الضمائر من الحياة وغياب الأمر بالمعروف والنهي عن
إنه لأمر مؤسف أن أطرح مثل الملاحظات والأحكام لولا أنني أقف أمام إحصائيات وبيانات عن واقع سوداوي ساد الأعوام من 1994م حتى يومنا هذا، ولا يملك من يقف أمام هذه البيانات والإحصائيات إلا أن يفرغ ما في صدره من احتقار لهذا الواقع، ولا يجد من يجب على أسئلته حول الجرائم المرتكبة والعقوبات الغائبة ولم يجد إجابة لسؤاله: ليل إلى متى يا أولي الأمر ويا أهل الحل والعقد؟

من هؤلاء الضحايا أسرة الشهيد الشاب زياد عدنان محمد ثابت الذي استشهد يوم 15 نوفمبر 2018م، والذي تم توقيف راتبة منذ يونيو 2019م على خلفية عدم استلام راتب مايو 2019م عبر مصرف
أسرة هذا الشهيد معروفة، وأنا شخصياً أعرف هذه الأسرة التي ارتبط بها شقيقي الأكبر رحمه الله منذ بواكير خمسينات القرن الماضي، ومعاناة الأسرة اتسعت لأن والد ووالدة وزوجة الشهيد عاطلون عن العمل.

اللواء شلال علي شايع مدير عام أمن عدن تفاعل بشرف يستحق التقدير عندما وجه مذكرة إلى وكيل قطاع خدمات الشرطة رئيس لجنة صرف الرواتب ومرجع الرسالة 558/ 18/ 45/ 1/ 1 ومؤرقة 8 يونيو 2020م، حيث وجه بعودة راتب
منذ صدور التوجيهات الجهة المختصة في إدارة أمن عدن ممتنعة عن دفع مرتب الشهيد زياد لأسرته المتضررة، وبإمكاني أن أراهن على أن أوضاع شعبنا الفلسطيني في الضفة والقطاع أفضل بكثير من أوضاع أسر الشهداء وسائر الأحياء. من ينهي هذا المنكر يا خلق الله؟.

هل ذاكرتنا تعيسة إلى هذا الحد؟
حصاد الموت عندنا لا يتوقف وهو ابتلاء من الله، الموت العمد بالاغتيالات أفراداً وجماعات يضعنا أمام حقيقة مسمى هذه الفترة أو لمرحلة "سايكس بيكو 2".
أمر مرعب جداً أن ترى وتسمع سقوط الشباب والأطفال ظلماً وعدواناً، وتمر الأمور بصمت دون استنكار، ودون التفوه ببنت شفة لأمر يعود إلى الغرابة.
سالت نفسي يقولون إن العربي مصاب بفقدان الذاكرة، نعم فقدان الذاكرة، الذاكرة التعيسة وقفوا معي أمامها.

العام 2015:
27 مارس: استشهاد كابتن بكري من نادي شمسان.
30 مارس: سقوط (9) شباب بينهم عمرو مرشد شمسان وأمير أمين الكوشاب.
31 مارس: استشهاد الناشطة سالي وهي تسعف الجرحى، استشهاد محمد أحمد امشعوي في التواهي.

2 أبريل: استشهاد (13) شخصاً في قصف عشوائي استهدف كريتر، بينهم خالد عبدالرسول الدنجي، واستشهاد سهيل علي، زوج شقيقة الشهيدة بشرى التي استشهدت مع زوجها يونس قاسم الطيب.
الفترة من 26 مارس حتى 2 أبريل 2015: إجمالي ضحايا الأحداث في عدن ولحج والضالع بلغ 136 شهيداً.

4 أبريل: مجزرة المعلا بإجمالي 30 شهيداً.
- استشهاد الطالب محمد السيد من ثانوية باذيب.

- الإعلان عن اختفاء الطفلتين كاميليا شكري وحنان أحمد عبده.
6 أبريل: استشهاد نادر ياسين ورافت البدوي وسالم محمد عبيد الرياشي.

7- أبريل: استشهاد فاكر وهيب، واستشهاد امرأة وهي تمشي في طريق عدن تعز برصاص قناصة حوثيين. واستشهاد الخضر محمد الخضر العسل وأحمد حيدرة الحسني (شقيق ليزا الحسني).
8 أبريل: شباب يلقون القبض على قناص حوثي لعنة الله كان فوق مستشفى الصداقة بعمر المختار وهو قاتل الحسني والعسل.

9 أبريل - الحوثيون لعنهم الله يقصفون منطقة العيدروس وسقوط ضحايا بين قتلى وجرحى.

- استشهاد الشاب محمد مراد من شباب القطيع برصاص قناص حوثي لعنه الله.
القائمة طويلة جداً اقتطعت منها هذا الجزء؛ لأذكر إخواننا بأن ذاكرتنا تعيسة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى