"كازوز ولا غدرة" .. مباركين قرار إزالة الحواجز

> تقرير/ إيمان رياض- زينب يحيى:

> أهالي القطيع: فتح الطريق خفف من معاناتنا وننتظر إنهاء المظاهر المسلحة
بعد سنوات من الحصار وإغلاق الطرقات المؤدية إلى منطقة القطيع ومضايقة السكان القاطنين هناك، سعد أبناء القطيع والأحياء المجاورة له بقرار رفع الحواجز بشكل كامل تمهيدا لفتح الطرقات بين القطيع والعيدروس، وجاء تنفيذ القرار كبشرى قد يأسوا منها وبالغوا في التعبير عن فرحتهم بقدر ما كانوا غير مصدقين فقالوا "القطيع تنفست" إلا أنها وبعد برهة أخذت نفسا عميقا وكتمته، لم تستطع تلك المنطقة المحاذية لمبنى البنك المركزي أن تزفر أنفاسها، إذ يظل هناك عدد من الحواجز لم ترفع بعد، كما أن النقاط الأمنية تجعل روتين دخولهم وخروجهم من المنزل أمرا مملا هادرا للوقت مضيعا للجهد بلا أي فائدة تذكر.

حملة النظافة التي رافقت أعمال الإزالة عززت من الشعور بانفراجة ملحوظة حيث تم تنظيف أماكن تواجد الحواجز التي شكلت موقعا استراتيجيا لرمي المخلفات وتجمعها بفعل سيول الأمطار وزوايا لقضاء الحاجة أيضا لكثير من معدومي الأخلاق والذين لا يعرفون للطريق آدابه، الأمر الذي فاقم من مشكلة عرقلة حركة السير، لكن سكان المنطقة أكدوا لـ "الأيام" أن المعاناة ما تزال تخنقهم حيث أصبح الدخول إلى القطيع من جهة مبنى الهجرة والجوازات إجباريا بعد تخصيص الطريق مستشفى الشعب "الصين" قديما لخروج المركبات فقط.

عرقلة الطريق لتأمين البنك
يقول أحد حراسات البنك "دور العسكر يقتصر على التفتيش وتأمين البنك المركزي، ووضع الحواجز جاء بتوجيهات إدارية للمحافظة على البنك و الإيرادات الموجودة به ولكن نظراً لإعاقة حركة السير وتضييق الخناق على القاطنين بجوار البنك خاصة ومنطقة القطيع عامة تم رفع الحواجز لعودة حركة سير المواطنين بشكلها المعتاد دون مضايقات".

حارس آخر يرى أن تعرض البنك لعدة هجمات من سابق وتسجيل خسائر في الأرواح والمباني يجعل حماية البنك والإيرادات أمرا لا بد منه بغض النظر عن الضرر المتحقق للمواطن بفعل الحواجز والنقاط الأمنية.
ويوضح الجندي محمد علي: "دورنا كجنود ليس فقط حماية البنك المركزي بل حماية المنشآت السكنية القريبة منه التي تتأثر بأي هجوم إرهابي وتلحق الضرر بالسكان أو المارة، ونتيجة للهجمات المتكررة تم وضع الحواجز لحماية الجميع" .

وجود الحواجز وعدمها واحد من الناحية الأمنية
المواطن طه علوي أشار إلى أن هذه الخطوة جيدة لتسهيل حركة المواطنين القريبين من محيط البنك، "بعض المواطنين يشكون من الحواجز التي تم رفعها ووضعها على رصيف المشاة حيث بأنها قد تلحق بهم الضرر ويجب إزالتها من المنطقة بشكل نهائي".
حسن عبد الحبيب مواطن و صاحب محل بالمنطقة يقول بأن المواطنين سعداء برفع الحواجز التي كانت تسبب اختناق للمواطنين في حياتهم اليومية و بالذات سكان حي القطيع وأكد بأن وجودها وعدمها كان واحدا من الناحية الأمنية.

وقال أحد سكان حي القطيع: "الحواجز أعاقت الحركة وكلفتنا الوقت، كما أرهقتنا ميزانية المواصلات، نضطر إلى أخذ سيارة أجرة لتوفير الوقت والجهد رغم التكلفة".
محمد سائق باص يتردد إلى المنطقة باستمرار ويؤكد أنه بإزالة بعض الحواجز تم توفير الجهد والوقت له كسائق و للراكب كمواطن يريد إنهاء مشاويره و أعماله اليومية.

وأوضحت فدوى علوي قاسم التغيير الذي طرأ على حياتها نتيجة هذا القرار قائلة: "أهلي من سكان القطيع وحقيقة كنت أتعب في زيارتهم، معي سيارة لكني لا أقدر أن أصل لبيت أهلي بسبب ضيق الطريق، الوصول إليهم كالدوران حول رأس الرجاء الصالح، وهنا يجب أن نشكر المحافظ الذي وفى بوعده وأزال الحواجز تسهيلا على المواطنين في عملية الدخول والخروج من وإلى القطيع".

يا فرحة ما تمت
فتح طريق البنك المركزي كان بالنسبة لخديجة شيء من لا شيء والتي قالت: "عند عودتي من السفر كانت أحلى لحظة بالنسبة لي في طريق العودة لمنزلي أني وجدت الطريق مفتوح، كل من كانوا معي زغردوا وهللوا، الموضوع حقيقة أصبح "كازوز ولا غدرة" والفرحة لم تكتمل للأسف بسبب استمرار إغلاق الطريق من جهة الهجرة". وحسب قولها فإن الطرقات في هذه المنطقة خاصة حي المرسابة أصبحت ملعبا للأطفال، إلا أنها عادت وأكدت أن إزالة الحواجز يعد إنجازا يحسب لمحافظ عدن "لقد ارتحنا كثيرا مقارنة بما كنا نعانيه قبل القرار من زحام وضيق الطريق وبعد المسافة لخط المواصلات، كانت أزمة حقيقية خاصة في حالات الإسعاف أو الحرائق إذ يتعذر دخول سيارات الإطفاء إلى الحي بسبب العوائق".

وأضافت: "أكثر ما يوجعني هو المناظر التي تذكرنا بالحرب من نقاط عسكرية وحواجز ومتارس خاصة وأن هذا الحي عانى هذه الصراعات ومازال حتى باتوا أطفاله لا يتحدثون إلا في المآسي كون آثار الحرب ما زالت ماثلة أمامهم".
ويرى أهالي القطيع أن ما تم تنفيذه لغاية اللحظة يعد إنجازا مؤكدين أن بداية الغيث قطره وطريق الألف ميل يبدأ بخطوة، متأملين أن ترفع الخطوات اللاحقة المظاهر العسكرية ليتسنى لهم العيش في أجواء طبيعية آمنة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى