لكَم أُشفقُ على فخامة رئيسنا!

> كُلنا يعرفُ أنّ دولتنا مُهلهلة، بل هي فاشلة تماماً، فالحوثي يطبقُ على مُعظم الشّمال، والانتقالي يهيمنُ على نصف أرض الجنوب، ولهُ حضورهُ المؤثر في كل رقعته، والإخوان يقبضون على أرض شبوة ووادي حضرموت، ولهم حُضورهم في المهرة، كما في بعض تعز ومأرب، أي أنّ السلطة الشرعيّة مجرّد مُسمّى ديكوري وحسب، برغم الإقرار الإقليمي والعالمي بها.

* مع نهايات الربع الأول من عام 2016م، وقد ثَبُت وجود إيران على خارطة الشّمال، آنئذٍ كُنت أُمارس المشي على ساحل منطقتنا بعد كل صلاة فجرٍ، وذلك بمعيةّ شخص تربطهُ قرابة ما بفخامة الرّئيس، وهو رجل أمنٍ ولهُ شأنهُ، كما هو شخصية محبوبة في منطقتنا عموماً، يومئذٍ قلتُ لهُ: طالما وحُلم عودة السلطة إلى صنعاء كعشمِ إبليس في الجنّة، وهذا بحسب أداء جيشها، فمن الأفضل للرئيس الاستقالة، وحتى لا يتحمّل وزر عبث الحوثيين بشعبِ الشّمال المحسوبين من رَعيّتهِ، أو أن يتّخذ موقفاً جلياً من الجنوب.

* ابتسم الرجلُ وأجابني: الرّئيسُ قلمٌ بيد مُحرك، والسلطة هي للأمم المتّحدة والتحالف و.. و..، قُلتُ: إذاً لماذا يتحمّل آثام شعب هو مَحسوبٌ رئيسه ولا سلطة فعلية له عليه؟! واليوم وصلت أحواله إلى الحضيض، وجزءٌ كبير منه سيتسوّلُ فعلاً. وذكّرتهُ بقصّة الخليفة عُمر رضي الله عنه عندما قال: "لو تعثّرت ناقة من بيت مال المسلمين في العراق سيحاسبني الله عليها يوم القيامة"، فكيف الحال هنا؟ وكل هذا العبث بالشعب، وكل أموال الشعب تُنهب من السلطة وبشراهة أيضاً.

* أمام كشك خضار، وقفت سيدة يحتفظُ وجهها ببقايا أيام عز كان، وكانت تُلملمُ شرشفها على كتفيها مذهولة من الرّقم الذي طلبهُ البائع ثمناً لخضارها، وفاجأتنا بالصراخ: (أيش نؤكل الأطفال تراباً أو ندورُ بهم على الكداديف؟!)، وأردفت: (الله... أبوها سلطة ويحرق لهم عيالهم و.. و..)، طبعاً الآلاف مثلها يدعون في كل البلاد، وكل هذا على كاهلِ المسكين المحسوب رئيسنا!

* يتّضحُ للكل أن لا سلطة للرئيسِ على المليشيات والمرتزقة في تخوم شقرة، أو أمرها بالانسحاب، وهذا حدثَ مِراراً، فهؤلاء يتبعون علي محسن، وهذا يخضعُ للتنظيم العالمي للإخوان والدول القطرية المُتدخلة في شأننا، كما هو - الرئيس - لا يستطيع إيقاف تَغوّل حيتان النهب، وهؤلاء مُرتبطون ببعضهم تنظيمياً واقتصادياً.. إلخ، وهُم وراء كل العبث الذي يسحقنا اليوم.

* مِن ملامحِ وجه الرئيس، وبحكمِ صحّته وسِنّه، وهو في مقام الوالد، ومن ما حدّثني بهِ قريبه عن بعض سجاياه، حقيقي وبدون مبالغةٍ، أشعرُ بالألم يَطحنني ويمزق نياط قلبي على وضعهِ، حتّى وإن كانت السعوديّة تضغطُ عليه بالبقاء رئيساً ولو صورياً لحساباتٍ تخصها، فإنّ السلطة بالنسبة لهُ فهي مُنَتّنةٌ، لأنها تََضعُ على رقبتهِ آثام وذنوب كل العبثِ بهذا الشّعب المطحون اليوم، وأثقُ أنّكم تُوافقوني الرّأي.. أليس كذلك؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى