لقاء هادي والزبيدي مؤشر إيجابي

> خطوة جريئة وكسر للتابوه (إن كان هناك تابوه في وجه الجنوب وشعبه)، تلك كانت خطوة اللقاء بين الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية المختطفة من الانقلابي في صنعاء، والانغماسي في الرياض، وعيدروس الزبيدي رئيس هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، ذلك الاجتماع والخطوة من وجهة نظري أراها جبارة واقتحاما لأسوار تابوهات عدة ظلت تقف في وجهيهما وبالتالي تقف كعقبة أمام تقارب المشروعين.

فهناك مشروع لم ولن يكتب له النجاح يسعى له الرئيس هادي، بل فجر ذلك المشروع حربا إقليمية دفع أكثر ثمنها أبناء الجنوب في الحد الجنوبي للمملكة والساحل الغربي، وقبل ذلك في تحرير عدن وبقية محافظات الجنوب، فمشروع هادي تمخض عن انقلاب حوفاشي استلب الجمهورية السابقة، وأصبح الهم الآن استعادة الجمهورية من أيادي إيران العابثة.

ومشروع أبناء الجنوب هو استعادة دولتهم الجنوبية بحلة فيدرالية جنوبية يحمل لواءها المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو مشروع أصبح قاب قوسين أو أدنى من التحقق.

تطورات حرب الست السنوات وتصرف الانغماسيين داخل شرعية الرئيس هادي وكذلك دعم قوى دولية للحوثي، كل ذلك رسخ وثبت أقدام الحوثي بمناطق الجمهورية العربية اليمنية السابقة ووطدها، ما عدا مساحة ثلاث مديريات متفرقة كأرخبيل من الجزر لا رابط حدودي بينهما ولا تماس جغرافي بينهما، ولا نعتقد أن هناك جدية حقيقية في دحر الحوثي من مساحات سيطرته، بل بعد أن وصل سفير إيران وسيلحقه سفراء عرب قريبا جدا سنرى تسارع الجهد والضغط الدولي بوقف الحرب والأوضاع كما هي، أي أن كل قوى ستظل في مساحتها، وبذلك يكون من العبث للتحالف أن يكافئ الحوثيين باستلام اليمن كاملا، ومن العبث أيضا أن يظل هادي متمسكا بمشروع لم ولن يتحقق، بل قسم أرض وشعب الجنوب فقط إلى ما يشبه المحميات سابقا (شرقية وغربية)، وأدخل قوى نافذة للاستحواذ على الجانب الشرقي بعد أن سلمت الشمال كاملا للحوثي.

اللقاء بحد ذاته بادرة إيجابية وخطوة شجاعة للالتقاء على طاولة للتباحث بجدية بعد أن وصلت الأمور إلى النهاية ولم يخسر في كل تلك المعركة إلا أبناء الجنوب وأرضهم.

إن النهاية والإعلان المشترك والذي لم يشر لقضية الجنوب ولم يشر لاتفاق الرياض 1 و2 بنصف جملة، ولن أخوض في أسباب ذلك الآن، كل ما يهمنا أن يدرك الرئيس هادي أن السكين يستهدف اقتسام الجنوب وجعل جزء كبير من مساحته وثروته بيد الانغماسيين داخل شرعيته بينما أرضهم وجذورهم وموقعهم حتى 2014م هناك بصنعاء ونواحيها وهم مجموعة نافذون سياسيون ومشايخ وليسوا شعبا حتى. ولكنهم بشراكتهم في نهب الثروات الجنوبية يريدون حكم تلك المساحات والتحكم بها غصبا عن أهلها.

هل أدرك الرئيس هادي الحقيقة الآن، أم أنها جبر خواطر من خلال الالتقاء لرفع العتاب؟
السلام لن يتحقق إلا بسيادة أبناء الجنوب على أرضهم، وأما التحايل والتجاهل لقضيتهم وتضحياتهم فلن ينجح ولن يستقر الحال.

أتمنى من ذلك الاجتماع أن تصفى النفوس وتطوى صفحة التباعد الجنوبي، والذي يبدو أن جهات كثيرة تدفع به نحو الاتساع. اللقاء خطوة شجاعة نتمنى أن تثمر توافقا جنوبيا جنوبيا حقيقيا وراسخا.
أما اجتثاث الحوثي وإخراجه من صنعاء فقد غدا من المستحيل ووقف الحرب يجب ألا يسلم الجنوب لأي فئة شمالية أبدا، فالتسليم للحوثي يضعنا تحت سيطرة إيران، وإشراك الانغماسيين الإخونج يسحبنا لمشروع تركيا وقطر، وكلا الأمرين هزيمة للتحالف وللمشروع العربي، لا قدر الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى