روسيا تدعو إلى إشراك أنقرة بمفاوضات إنهاء القتال في قره باج

> "الأيام" وكالات:

> رئيس فرنسا السابق يدعو لإعادة النظر في عضوية تركيا في الناتو
طالب الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند من حلف شمال الأطلسي (الناتو) إعادة النظر في عضوية تركيا، بسبب "السلوك العدواني" لرئيسها رجب طيب أردوغان، بالتزامن مع دعوة أطلقتها روسيا بشأن ضرورة مشاركة أنقرة في المفاوضات الرامية إلى إنهاء الأعمال القتالية بين القوات الأذربيجانية والأرمنية في ناغورني قره باج.
وهاجم هولاند، خلال حديثه لإذاعة "فرانس إنفو"، سلوك رئيس تركيا، سواء من خلال انتقاده الرئيس إيمانويل ماكرون، أو تدخله في شؤون عدد من الدول، مثل سوريا وأذربيجان وليبيا، إلى جانب خلافه مع اليونان في شرق المتوسط.

وقال: "في مرحلة ما سيكون من الضروري التساؤل عمّا تفعله فرنسا وتركيا في التحالف نفسه".
وأضاف: "سلوك أردوغان العدواني يمثل مشكلة لاستمرار بلاده في الحلف الأطلسي، ويشجع على عودة ظهور الجماعات الإرهابية".

واستطرد: "يجب مناقشة وجوده مع حلفائنا، لأن سياسته العدوانية تذكي النزاعات المسلحة على أبواب أوروبا".
ويرى هولاند أن بقية أعضاء الناتو غير مضطرين لقبول "السلوك العدواني من حليف لمجرد أن الولايات المتحدة تريد أن تظل أنقرة في الحلف".

من جهتها، اعتبرت عضو مجلس الشيوخ الفرنسي، ناتالي غوليه، في حوار مع "سكاي نيوز عربية": "الرئيس التركي لديه إستراتيجية شخصية للغاية، تقضي بالقطع مع القانون الدولي.. رأينا أنه يتدخل في عدد من الدول، وموقفه عدواني جداً في الساحة الدولية، هو يستمر في هذه السياسة العدوانية تجاه الرئيس الفرنسي أيضاً".
وتابعت غوليه: "أردوغان غير أجندته ويحاول أن يظهر نفسه كأنه يدافع عن الإسلام، وبكل تأكيد هذه إستراتيجية سياسية ثقيلة، وأنها موجودة بسبب غياب المجتمع الدولي الذي يقف أمامه.. أردوغان يستغل ضعف المجتمع الدولي.. كلنا مسؤولون عن هذا الوضع".

من جانبه، دعا رئيس البرلمان الأوروبي، ديفيد ساسولي، في تغريدة الأوروبيين إلى "الاتحاد ضد العنف وضد الذين يسعون إلى التحريض ونشر الكراهية". ما اعتبره بعض الخبراء إشارة لخطاب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي دعا في كلمته الأخيرة حول الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول، إلى تصعيد الوضع ومقاطعة المنتجات الفرنسية، بالإضافة إلى تشكيكه في الصحة العقلية للرئيس ماكرون، مما دفع باريس إلى استدعاء سفيرها في تركيا للتشاور.

وفي تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، قال النائب البرلماني عن حزب إلى الأمام، برونو بونيل: "العنف يولد العنف وإن كان بالكلمة فقط. لا يمكن إنكار أن الرئيس التركي ألقى خطابا راديكالياً، في حين أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم يستهدف أبداً الإسلام والمسلمين، هو ذكر فقط أن الإسلام يتم استغلاله من طرف الإرهابيين للوصول إلى مآربهم. ومبادئ الجمهورية الفرنسية تتناسب وتحوي كل الديانات".

إلى ذلك، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ضرورة مشاركة تركيا في المفاوضات الرامية إلى إنهاء الأعمال القتالية بين القوات الأذربيجانية والأرمنية في ناغورني قره باج.

وقال بوتين، في تصريح أدلى به أمس خلال منتدى "روسيا تنادي!" الاقتصادي: "في المرحلة الأولى يجب وقف الأعمال القتالية، وإنهاء سقوط القتلى والجلوس حول طاولة المفاوضات، وإيجاد حل توافقي وتوازن للمصالح بناء على المقترحات التي وضعتها مجموعة مينسك (لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا) ورؤسائها، روسيا والولايات المتحدة وفرنسا، ومشاركة أطراف أخرى في مجموعة مينسك، التي تتضمن دولاً كثيرة، بما في ذلك تركيا وعدد من الدول الأوروبية".

ويأتي هذا التصريح بعد محادثات هاتفية بين بوتين ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، يوم 27 أكتوبر، حيث بحثا تطورات النزاع في قره باج.
وطالبت تركيا سابقاً الاضطلاع بدور أكبر في مفاوضات السلام، بينما شدد الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، على ضرورة مشاركة الجانب التركي في عملية التسوية، وهو ما يرفضه بشدة الطرف الأرمني.

وتعتبر تركيا حليفاً رئيسيا لأذربيجان، التي تخوض قتالاً عنيفاً مع قوات جمهورية ناغورني قره باج، المعلنة من طرف واحد وحليفتها أرمينيا ساعية إلى استعادة السيطرة على الأراضي التي خسرتها خلال الحرب مع الجانب الأرمني في 1992 - 1994.
واندلعت في 27 سبتمبر اشتباكات مسلحة على خط التماس بين القوات الأذربيجانية والأرمنية في إقليم قره باج والمناطق المتاخمة له في أخطر تصعيد بين الطرفين منذ أكثر من 20 عاماً وسط اتهامات متبادلة ببدء الأعمال القتالية وجلب مسلحين أجانب.
وعلى خلفية هذه التطورات أطلقت الحكومة الأذربيجانية هجوماً واسعاً على القوات الأرمنية في قره باج، مؤكدة أن الحل الوحيد للقضية يتمثل في تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، والتي تنص على عودة "الأراضي المحتلة إلى أذربيجان".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى