مكتبة القمندان.. لحج تعيد إحياء تراث الأمير الشاعر

> عُرِفت محافظة لحج اليمنية بتاريخها الغنائي والفني وإرثها الثقافي، الذي حفظه لها شعراء أعلام، ارتبط اسمهم بالتغني بجمال ومفاتن المحافظة.
ولعل أبرز هؤلاء الشعراء والمثقفين، كان الأمير الشاعر، وربيب العائلة الحاكمة في سلطنة لحج التاريخية، أحمد فضل العبدلي (القمندان)، الذي ما فتئ المغنون اليمنيون يصدحون بكلمات قصائده، والتي باتت تراثًا غنائيًا يمنيًا.

ولإحياء ذكرى هذه القامة الشعرية والثقافية في محافظة لحج، سعت السلطة المحلية بالمحافظة وبالتعاون مع وزارة الثقافة اليمنية، الأيام الماضية، إلى افتتاح مكتبةٍ ثقافية، تزخر بالكتب والعناوين العلمية والثقافية والفنية، تحمل اسم الشاعر والأمير الراحل (القمندان).
"تحتوي مكتبة القمندان على العديد من العناوين في مجالات مختلفة، فنية وثقافية وعلمية"، وفقاً لمدير عام مكتب الثقافة بمحافظة لحج، الفنان أحمد فضل ناصر.

وقال ناصر لـ"العين الإخبارية": "سُميّت بمكتبة القمندان لما للشاعر والمؤرخ ومؤسس مدرسة الغناء اللحجي، أحمد فضل القمندان، من رمزيةٍ تاريخيةٍ وثقافيةٍ ليس في لحج فقط، وإنما في كافة أرجاء اليمن وخارجه".
وأكد مدير ثقافة لحج أن القمندان من أوائل الرواد، الذين رفدوا الساحة الثقافية في لحج بالعديد من المؤلفات والكتب، وأبرزها مؤلفاته ودواوينه الشعرية التي أثْرت المكتبات بنفائس ودرر الأعمال الإبداعية والأدبية.

وأشار إلى أن أعمال القمندان الفنية جسدت تاريخنا وحضارتنا في لحج، والتي نفخر بها، وستظل أجيالنا فخورةً بها، كاشفًا عن أن أهم تلك المؤلفات: "هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن"، و"ديوان المصدر المفيد في غناء لحج الجديد"، وغيرهما من الكتب والأعمال الثقافية والإبداعية، منحت المكتبات التي اقتنتها حظوةً عند المتابعين والقراء والمؤرشفين.

واعتبر ناصر أن مكتبة القمندان ستسهم في إثراء الحركة الثقافية والأدبية، في محافظة لحج، خاصةً في المجال الثقافي والفني والإبداعي، وما يرتبط به من تاريخ بدء الحركة الشعرية والأدب الغنائي في المحافظة، التي اقترنت باسم القمندان.
وتزامن افتتاح المكتبة مع الذكرى السابعة والخمسين لثورة 14 أكتوبر/تشرين الأول المجيدة، والتي ساهمت في جلاء الاستعمار البريطاني عن المحافظات الجنوبية من اليمن، وكانت انطلاقتها في عام 1963 من جبال ردفان التابعة لمحافظة لحج.

وفي هذا الشأن، يؤكد مدير عام مكتب الثقافة بلحج أن ثمة ارتباطاً وثيقاً ورمزيةً خاصة حرص القائمون على الشأن الثقافي في لحج على تجسيدها من خلال افتتاح مكتبة القمندان بالتزامن مع هذه المناسبة الوطنية الغالية.
ولفت إلى أن القمندان كان ثوريًا في إنتاجه وإبداعه الثقافي والأدبي، حتى أنه كان متميزًا عن محيطه الذي عاش فيه؛ ولهذا أنتج فكرًا شعريًا متفردًا، كسر به قيود التقليد، وخرج عن المألوف ليقدم لنا هذا الثراء الغنائي والفني.

لذلك تم اختيار موعد إعادة افتتاح هذه المكتبة القمندانية في موقعها الكائن داخل مبنى إدارة مكتب الثقافة في لحج، بالتزامن مع الإحتفال بذكرى ثورة أكتوبر، حاملاً للكثير من الدلالات الثقافية والأدبية التي أنتجها فكر القمندان الثوري.
أحمد فضل العبدلي (1881 - 1943) الملقب بالقمندان، هو شاعر وملحن وعسكري يمني، ينتسب إلى أسرة "العبدلي" التي حكمت سلطنة لحج.

كما أنه مؤرخ وباني النهضة الزراعية في لحج، وهناك من يطلق عليه صفة الفقيه، شارك في تأسيس نادي الأدب العربي في عدن سنة 1925، وكان مضطلعاً بنشاطاته، وتولى رئاسته في فترة من الفترات.
ويعد من أشهر شعراء العامية في اليمن، ولأشعاره شعبية هائلة في لحج والمناطق المحيطة بها، أما كملحن فهو يعد مؤسس الغناء اللحجي الحديث، أحد الأساليب والأنواع الغنائية الرئيسية في اليمن إلى جانب الغناء الصنعاني والحضرمي.
ويُنظر إلى القمندان كجزء من النهضة الثقافية والأدبية التي شهدتها مدينة عدن، المجاورة لمحافظة لحج، مع بدايات القرن العشرين، وساهم فيها، فقد أخذ على عاتقه بناء العديد من المدارس والمنتديات الأدبية، وكان صديقاً للأديب اليمني العدني محمد علي لقمان المحامي.

العين الإخبارية​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى