مَن يردع هذا؟!

> صباح الأربعاء المُنصرم، التقيت شيخاً واعظاً ويؤم النّاس أحياناً، وهو يعمل في مصفاة عدن، وباشرني مُهللاً: الحمد لله لقيتك، وطفقَ يُحدثني بشكواهُ، مع أنّني أوضحتُ له أنّ كل ما نكتبه كالأذان في مالطا، وصحيحٌ هو يلقى الاستحسان من الناس، أو يُصادقون عليه و.. و..، بل وأكّدت له بأنّكم أنتم عمّال المصفاة نيام ومبطوحون، وكل النقابات في المشمش، والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبات نائم، والنيابات خارج نطاق التغطية...إلخ.

* خلاصة الشّكوى: إنّ العمّال الجنوبيين المباشرين في المصفاة يتعرّضون للجزاءات والاستقطاعات من مرتباتهم عند الغياب أو التّأخير وخلافه، فهذا يُستقطع عليه 30 ألف ريال وذلك 40 ألفا وهكذا، لكن العمال الشماليين - أصحاب التوظيف السياسي - وبينهم كما يقال الفنّانون كالكبسي وأحمد عِنبه وغيرهم، وأيضاً تعيينات المراضاة وجبر الخواطر ومنهم العمال الفعليون، كل هؤلاء يستلمون مرتباتهم كاملة تماماً وهم غير موجودين بالمطلق! إذ يأتي شخص ويستلم لعشرة أو عشرين منهم، وآخر هكذا، ثمّ يُحولونها لهم إلى مناطقهم عبر الكريمي والعمقي!

* إذاً.. لماذا يحدثُ هذا؟! لأنّ مُبرر إدارة المصفاة أنّ في الشّمال حربا! فأين هي هذه الحرب في ذمار وصنعاء وإب وتعز وخلافه؟! ثمّ هل عند توظيف هؤلاء كانوا يأتون إلى المصفاة يومياً من مناطقهم في الشّمال ثم يعودون إليها بعد الدوام؟! أو أنهم استقروا في عدن بحكم عملهم في المصفاة.. لاحظوا أنّ معظم هؤلاء يشتغلون ويتاجرون في مناطقهم، ومنهم من التحق بشركات نفطية أخرى وما إلى ذلك.

* هذا المسلك مثيرٌ ومستفز أيضاً، خصوصاً وأغلب من يوقعوا الجزاءات والاستقطاعات على العمال الجنوبيين المباشرين هم من المتقاعدين الذين أعادهم البكري (مدير المصفاة) بالتعاقد معهم مُجدّداً، وهم من دائرته طبعاً، والغاية هي استمرار التطفيش لمن تبقّى من العمال، مع أنّ الطابور الأطول قد أُحيلَ إلى التقاعد، أو تمت إحالة مجاميع إلى الرقم 682 الخاص بالعجزة والمرضى وبدون أي علاوات أو حوافز أو امتيازات، وهذه تمثل جزءاً كبيراً من دخل موظف المصفاة، والبكري استخدم هذا الرقم (682) كعقوبةٍ للمقاومين لتدمير المصفاة أو إيقافها، أو لمن ينشر في الفيس بوك والواتس بهذا الصّدد!

* يقولوا: (المساواة في الظلم عدالة)، ولكن أن يستلم العمال الشماليون رواتبهم كاملة وهم غير مباشرين، وفي نفس الوقت تُمارسُ الجزاءات والخصميات بحق العمال الجنوبيين وهم يزاولون أعمالهم، فهذا هو الجورُ والعسفُ بأبشع صوره وتجلياته، ثمّ إنّ هذا البكري (مدير المصفاة) قد بالغَ وتجاوز بغرورهِ وشططه ونرجسيته كل مألوف.

* لندعَ نقابة المصفاة جانباً، وهذه موقفها معروفٌ، لكن أين اتحاد نقابات عثمان كاكو التي تستقطعُ كل خصميات النقابات إلى جيبه الخاص ولا تقدم شيئاً للعمال المطحونين في هذه المصفاة وغيرها؟! وأين النقابات الجنوبية التي فرحنا وهلّلنا بظهورها، ونقابات النفط؟ وأين الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبات؟ وأين النيابات والقضاء من كل هذا؟ والأهم لماذا يتخاذل ويصمت كل عمال المصفاة على كل هذا العبث والجورُ الفاضح؟.. أليس كذلك؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى