سرطان الثدي يحصد الأرواح و25 ناجية نتيجة الكشف المبكر

> تقرير / خالد بلحاج

> إن من أكثر أنواع السرطان شيوعا في بلدان العالم المتقدمة والنامية على حد سواء هو سرطان الثدي، إذ تشير الأرقام إلى أن معدلات الإصابة به خلال السنوات الأخيرة آخذة بالارتفاع بشكل مطرد خاصة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، وذلك بسبب زيادة متوسط العمر المتوقع وعدد من سلوكيات وأساليب الحياة المؤثرة.
وبحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية، فإنه تحدث سنوياً نحو 1.38 مليون إصابة جديدة بسرطان الثدي و458 ألف حالة وفاة من جراء الإصابة به.

فقر وافتقار للوعي
وعزت المنظمة ذلك لعدم وجود إلمام كافٍ بأسباب الإصابة بسرطان الثدي، مؤكدة أن الإبكار في الكشف عنه لا يزال يمثل حجر الزاوية الذي تستند إليه مكافحة المرض.
وثمة فرصة كبيرة في إمكانية الشفاء من سرطان الثدي في حال كُشِف عنه في وقت مبكر وأُتِيحت الوسائل اللازمة لتشخيصه وعلاجه، ولكن إذا كُشِف عنه في وقت متأخر فإن فرصة علاجه غالبا ما تكون قد فاتت، وهي حالة يلزم فيها تزويد المرضى وأسرهم بخدمات الرعاية الملطفة تخفيفاً لمعاناتهم.

وتُنكب البلدان المرتفع فيها مؤشر الإصابة ومن بينها بلادنا بمعظم حالات الوفيات (حوالي 269 الف وفاة) حيث لا يُشخّص فيها جُلّ حالات إصابة المرأة بسرطان الثدي إلا في مراحل متأخرة، ويُردّ ذلك أساساً إلى الافتقار للوعي بالكشف عن المرض مبكراً وإلى العقبات التي تعترض سبيل الحصول على الخدمات الصحية لعلاجه.

وتروّج منظمة الصحة العالمية لتنفيذ برامج شاملة لمكافحة سرطان الثدي في إطار تطبيق خطط وطنية لمكافحته، وتوصى البلدان المتأثرة باتباع استراتيجيات بشأن الإبكار في الكشف عن المرض للوقوف على أعراض وبوادر الإصابة به في وقت مبكر وإجراء فحص سريري للمواضع الظاهرة من الثدي، إلا أن إجراء فحص الثدي بالتصوير الشعاعي يتطلب تكاليف باهظة وهو غير مجد إلا في البلدان التي تمتلك بنية تحتية صحية رصينة تمكّنها من تحمل نفقات تنفيذ برنامج طويل الأجل في هذا المضمار.

نتائج مبشرة للتوعية
ويخصص شهر أكتوبر من كل عام للتوعية بسرطان الثدي انطلاقاً من مبادرة منظمة الصحة العالمية للتوعية بالمرض، الذي يفتك بمئات الآلاف سنوياً، ويتخذ كشهر للتوعية بسرطان الثدي ورفع الوعي حوله وسبل الوقاية منه، ولمساندة المرأة عبر إطلاق حملات التوعية والتثقيف حول هذا المرض الفتّاك.
في حضرموت شهد هذا الشهر فعاليات متعددة حيث اعتمدت مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان "أمل" هذا العام شعار (التباعد حماية والكشف وقاية)، في دلالة للتوعية بسرطان الثدي، والتحذير من مخاوف جائحة كورونا التي اجتاحت العالم هذا العام.

وتشير الإحصاءات إلى ارتفاع معدلات الإصابة والكشف عن مرض السرطان في محافظة حضرموت كمثال، فأظهرت الأرقام أن عيادة المركز الوطني للأورام بحضرموت الوادي هي أكثر الأقسام التي يتردد عليها مرضى الأورام السرطانية مسجلة 801 خدمة وطلب علاج خلال شهر أغسطس الماضي 345 للرجال و456 للنساء وإعطاء 288 جرعة علاج كيماوي منها 139 جرعة لمريضات، فيما سجلت عيادة تخصصية في طب الأورام حوالي 522 حالة معاينة للمرضى فيما تم إجراء 418 تحليلا وفحصا للمرضى والمترددين على المركز للكشف والمتابعة.

وتواصل مراكز حضرموت العلاجية استقبال وعلاج مرضى السرطان من كافة محافظات الجمهورية، مؤكدة أن سرطان الثدي هو الأكثر انتشارا بين الحالات الوافدة، وعلى زيادة الإقبال على الكشف المبكر إذ سجلت عيادة كاشف للكشف المبكر عن سرطان الثدي 27 حالة معاينة و10 حالات فحص بالماموجرام وتقديم 36 جرعة صبغية للمصابين لأخذ جلسات الأشعة.

الكشف المبكر نجاة والدعم النفسي ضرورة
رئيس مجلس أمناء مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان "أمل" د.عبدالقادر محمد بايزيد أكد لـ "الأيام" أهمية إقامة الفعاليات التوعوية بسرطان الثدي لجعل المجتمع صحيحا وخاليا من هذا المرض الخبيث، منوهاً بضرورة دعم جهود المؤسسة لمكافحة هذا المرض.

وقال المدير التنفيذي للمؤسسة د.وليد عبدالله البطاطي "إن المؤسسة تهتم برفع الوعي حول سرطان الثدي وأهمية الكشف المبكر عنه في كل الأماكن ولجميع القطاعات وفي جميع فروع المؤسسة بمديريات ساحل حضرموت ومحافظتي شبوة والمهرة"، مشيراً إلى أن المؤسسة نفذت العديد من المحاضرات التوعوية مستهدفة أكبر عدد من النساء بفعاليات رياضية ومسابقات ثقافية وتوزيع مطبوعات توعوية ونشر المحاضرات والفلاشات التوعوية واللقاءات المباشرة مع المختصين عبر القنوات الفضائية والإذاعات المجتمعية ووسائل الإعلام المختلفة، والاحتفال هذا العام بـ25 ناجية من سرطان الثدي.

ويفيد القائمون على مراكز علاج الأورام بتفاعل الناس مع حملات التوعية، وذلك من خلال النتائج العلاجية الناجحة، وأن الآمال كبيرة بالعلاج من المرض في مراحله الأولى طالما هناك التزام بإجراء الكشف المبكر والاستفادة من خدمات الـ13 العيادة المنتشرة في حضرموت وعيادات محافظتي شبوة والمهرة التخصصية.
ورغم تأكيد المركز الوطني لعلاج الأورام في حضرموت الوادي والصحراء، تزايد أعداد الإصابات بالسرطان وخاصة سرطان الثدي، إلا أنه يواصل تقديم خدماته من تحاليل وصرف أدوية بشكل مجاني للمرضى من كافة المحافظات.

وقال مدير المركز د.هشام حداد بن سميط: "رغم عدم وجود ميزانية تشغيلية للمركز منذ افتتاحه في عام 1995م ظل يواصل تقديم خدماته المجانية لمرضى الأورام من خلال الدعم السخي من السلطة المحلية بوادي وصحراء حضرموت ومكتب وزارة الصحة ومنظمات المجتمع المدني والجهات المانحة، ونتطلع من وزارة الصحة العامة والسكان والجهات المختصة تخصيص ميزانية تشغيلية للمركز ومعاملته كباقي مراكز الأورام بالجمهورية".

وشدد على أهمية الحملات التوعوية التي ينفذها المركز على مدار العام وخاصة في أكتوبر، والتي أثمرت بالنتائج الإيجابية للكشف المبكر في المركز بشكل يومي.

وتقام في محافظة حضرموت معارض تشكيلية وتقديم أعمال فنية وإبداعية متنوعة من قبل عدد من الموهوبات اللواتي يسهمن في دعم المركز الوطني للأورام، إلى جانب العديد من الفعاليات التي يتم من خلالها تقديم الدعم النفسي لمريضة السرطان ونشر التوعية بخطورة المرض وأهمية الكشف عنه في مراحله الأولى للتمكن من علاجه، حيث يرجى من تلك الأعمال الحد من أعداد الإصابات المتزايدة ورفع الوعي حول السرطان في وقت تفشى فيه المرض وتنوعت الإصابات به بتنوع المسببات وانعدام الوعي ورداءة الوضع الخدماتي الصحي بشكل عام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى