مبدعون وآلات موسيقية

> سليمان حنش

> الراحل المبدع "عبده سيف" المتخصص بأعمال النجارة، عرفه أهل الفن والموسيقى والطرب واشتهر بمهارته في صناعة آلة "العود"، وكذا القيام بترميمها وصيانتها.
ولتعريف القراء بما قدمه هذا الإنسان المبدع في مجال عمله، عادت بي الذاكرة إلى فترة الستينات واوائل السبعينات من القرن الماضي، حيث لم تقتصر مهارات وإبداعات الراحل عبده سيف على صناعة العود فقط، وإنما قام يدوياً بصناعة آلات موسيقية وترية أخرى، وهي (الكونترباص، التشيللو، الجيتار الأسباني).

سليمان حنش
سليمان حنش
وجميع هذه الآلات الموسيقية الغربية هي من عائلة "الكمان" وتشبهه من حيث الشكل، لكنها تختلف عنه من حيث الحجم والأوتار المستخدمة وطريقة العزف عليها، ولم يتوفر منها في عدن إلا القليل، كما أنها لم تعرف إلا عند عدد محدود من الفنانين والموسيقيين، إضافة إلى أن الفرق الموسيقية التي ظهرت في عدن خلال تلك الفترة لم تستخدم أو تضيف تلك الآلات إلا في وقت متأخر، وبعد أن تم صناعتها محلياً على يد النجار المبدع الراحل عبده سيف، وفي محل النجارة الخاص به، بجوار جامع العيدروس التاريخي في مدينة كريتر.

وتمكن المبدع عبده سيف من صناعة هذه الآلات الموسيقية بالتعاون مع الفنان والموسيقي الراحل شكيب جمن، والذي إلى جانب مهاراته في الموسيقى والعزف على مختلف الآلات الموسيقية كان أيضاً بارعاً في الخط والرسم وأعمال النحت، فقدم للمبدع عبده سيف تصاميم ورسوماً على الورق لتلك الآلات الموسيقية المطلوبة، وبدوره قام عبده سيف عملياً بتحويل هذه الأشكال والنماذج المرسومة على الورق إلى آلات موسيقية محلية الصنع لها نفس مواصفات الآلات المشابهة لها والمصنوعة خارجياً.

وهذه الآلات الموسيقية الوترية الأربع التي جاء ذكرها وهي (العود، الكمان، التشيللو، الكونترباص) لكل آلة منها طريقة يتم اتباعها عند العزف عليها.

فعند العزف على آلة (العود) يكون العازف جالساً على الأرض أو كرسي محتضناً الآلة بين الصدر والبطن، وبإحدى أصابع يده (اليمنى أو اليسرى) يمسك بالريشة التي يعزف بها على الأوتار، بينما يضع إبهام اليد الأخرى على رقبة العود، ويبقي الأصابع الأربع طليقة لاستخدامها عند العزف بوضعها على الوتر الذي ستنطلق منه النغمة المطلوبة.

أما العزف على (آلة الكمان) فيتم بوضع الوقوف أو الجلوس على كرسي، وعازف الكمان يحمل الآلة بين الكتف والذقن وجزء من الخد، وبإحدى يديه يمسك بـ (القوس) المخصص للعزف، والجزء الذي يحتوي رقبة الكمان يضعه على كف يده الأخرى، مبقياً الأصابع طليقة يتنقل بها بين الأوتار لعزف النغمة المطلوبة.

وبالنسبة لطريقة العزف على آلة (التشيلو) التي تتميز بالصوت (الهجير) أو (القرار) يكون العازف جالساً على كرسي وبإحدى يديه يمسك بالقوس المخصص للعزف، بينما يضع اليد الأخرى على رقبة الآلة مستخدماً أصابع هذه اليد للتنقل بين الأوتار التي يتم العزف عليها بواسطة القوس، وأحياناً وحسب اللحن والنغمة المطلوبة يتم العزف على هذه الآلة بطريقة النقر أو بسحب الأوتار باستخدام السبابة والإبهام.

وفيما يتعلق بآلة الـ (كونترباص) وهي أكبر حجماً من الكمان والتشيلو، وبرغم أنها تنتمي لعائلة الكمان إلا إنها أقرب إلى الآلات الإيقاعية، لذلك فإن العازف لها يتطلب منه أن يكون واقفاً، وعلى عكس طريقة العزف على آلة التشيلو يتم العزف الـ (كونترباص) بالنقر أو بسحب الأوتار بواسطة السبابة والإبهام وأحياناً يجري استخدام القوس الذي عادة ما يكون أصغر من الأقواس المستخدمة على الكمان وآلتشيلو.

وتحتفظ ذاكرة عدن الفنية بأسماء العديد من المشاهير بمجال الموسيقى والطرب، الذين برزوا وأبدعوا في استخدام تلك الآلات الموسيقية الوترية المشار إليها آنفاً وهي: (العود، الكمان، التشيلو، الكونترباص)، ومن هؤلاء نذكر على سبيل المثال لا الحصر: جميل غانم، أحمد قاسم، أحمد فتحي، أنور أحمد قاسم، يحيى محمد فضل، فيصل علوي، فضل كريدي وعوض سليمان (على آلة العود)، وأحمد تكرير، نديم عوض، سالم عبدالله سالم، صالح عبدالباقي وشكيب جمن (على الكمان)، وسعيد فندة، شهاب مصلح ومحمد المسلمي (على آلة التشيلو)، وفضل تكرير، وشقيقه عادل تكرير (على آلة الكونترباص).

هامش: عائلة الكمان (بالإنجليزية: Violin family)‏ مصطلح يشير إلى عائلة الكمان الموسيقية، حيث تتكوّن من أربع آلات وترية وأساسية في الأوركسترا، وهي من الأكبر إلى الأصغر: الكونترباص (بالإنجليزية: Double bass)‏ أو الكمان الأجهر، والتشيلو أو الكمان الجهير، والفيولا أو الكمان المتوسط، وأخيراً الكمان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى