نجيب سعيد ثابت: شكّل صوت توفيق توأمة مع أنفاس ونسائم شواطئ عدن أبين

> ألقى الفنان الكبير نجيب سعيد ثابت، وكيل وزارة الثقافة لشؤون المسرح والفنون في حفل التأبين الأول لعندليب اليمن والجزيرة عبدالكريم توفيق يوم الأحد الماضي الموافق 1 نوفمبر 2020م في قاعة مسرح إدارة إنتاج الفنون بحافون المعلا كلمة باسم وزير الثقافة.
وفي مستهل الكلمة قرأ أبيات كتبها الشاعر اليمني والتربوي الكبير الأستاذ إدريس حنبلة، وهو يشاهد سهرة غنائية للفنان توفيق تعرض في تلفزيون عدن قبل الاستقلال وهو في سجن المنصورة كما يقول، ولإعجابه بتوفيق كتب هذه القصيدة له:

غرد فصوتك في الدنى مقبول

واصدح فأنت الملهم المأمول

واسكب دبيب الصوت

في أعماقنا

حتى تتيه مشاعر

وعقول

فالصوت من فمك الجميل

محبب

واللحن مقترب إليك

يؤول

عبدالكريم موفق

في فنه

نور المحافل بل

هو القنديل

وحين أكمل قراءتها قام بأداء لحنها للحاضرين وهو على منصة الكلمة على خشبة المسرح قبل بدء الكلمة، وكان هذا تلطيف منه لجو الحفل وإبعاد الرسميات لسير الفعالية وبشكل حميمي، ونال من الارتياح من قبل الحضور تصفيقاً حاراً أراح نفسيته كثيراً.

وجاء في مطلع الكلمة: (بسم الله الرحمن الرحيم.. أسرة الفقيد الفنان عبدالكريم توفيق.. الإخوة الوكلاء والإخوة مدراء العموم الحاضرين جميعاً.

في البدء يتقدم لكم الأخ مروان دماج وزير الثقافة بتحياته الخالصة متمنياً لحفلكم الكريم النجاح والتوفيق.

تمر علينا اليوم الذكرى الأولى لرحيل عندليب اليمن والجزيرة الفنان الكبير عبدالكريم توفيق، صوت نكهة دانات وأنغام لحج، وصوت بنأ وحسان الممتزج والمنصهر برائحة فل نيسان وعطر كاذي ومشموم لحج الخضيرة. الصوت الذي شكل توأمة مع أنفاس ونسائم شواطئ عدن أبين، التي تعانقت وانصهرت مع حنايا أنغام صوته النادر الخلاب، الصوت الذي أشبهه بالقادم من السماء ليشق طريقه إلى وجدانات البشر.

هذا الفنان الذي اتخذ عدن مقراً له في نهائيات الستينيات من القرن الماضي العشريني للعيش، وإطلاق إبداعاته بين حنايا وتلافيف وجدانات ناسها، ولم يتركها: أي عدن، واليوم نراه يرقد معانقاً ثراها بعد أن أسس مداميك حياته الفنية الغنائية منذ طفولته حتى ريعان الشباب في حوطة لحج الثقافة والأدب والفن والأصالة بأجمل الألحان، لحنها وصاغها له كبار ملحنيها العظام بالعاصمة المباركة الحوطة في الخمسينيات الستينيات.

وحقيقة أنا لا أؤمن بأن هناك فاصلاً يفصل ثقافة وأدب وفن عدن ولحج وأبين عن بعضهما البعض، وهذا أيضاً يسري في المسألة الاجتماعية في العادات والتقاليد وبشكل جلي.

فثقافتنا في عدن ولحج وأبين واحدة لا تتجزأ، ومن الصعب فصلها عن بعضها البعض.

توفيق الصوت النابغة وزرياب لحج كما أسماه أخي وصديقي الأديب والكاتب الكبير د. هشام السقاف.

هذا الفنان الخلاق تبناه سيد درويش لحج الموسيقار فضل محمد اللحجي الذي لحن له عشرات الأغاني، وكان أول لحن غناه توفيق أغنية:

يا قلبي الجريح أعلنها صريح

قول انك تحبه واحلف له بربه

إما يرحمك وإلا يظلمك

با تعرف بقدرك عنده من صحيح

وعند قراءة هذه الأغنية غنى نجيب جزءاً منها وجزءاً من أغنية (تباني ابكي). هذه الأغنية من ألحان الموسيقار أحمد بن عوذل، وكلمات صالح نصيب.

وعاد الأستاذ الفنان نجيب سعيد ثابت يقول:

يا قلبي الجريح سجلها توفيق وهو في سن الحادية عشرة أي وهو طفل في إذاعة عدن عام 1957م.

وغنى توفيق لعدد كبير من الملحنين من حوطة لحج، وعلى رأسهم:

1- فضل محمد اللحجي، سيد درويش لحج.

2- محمد سعد الصنعاني، سنباطي لحج صاحب أجمل الألحان الذي غناها توفيق وهي أغنية "أبو العيون السود"، وله عشرات الأغاني الأخرى.

3- الموسيقار محسن بن أحمد مهدي.

4- الموسيقار صلاح محسن كرد.

وجاء بعد هؤلاء في السبعينيات والثمانينيات الملحنون:

1- سعودي أحمد صالح.

2- أحمد بن غوذل.

3- محمد محسن عطروش.

4- محمد سالم بن شامخ.

5- أحمد باقتادة.

أخيراً أكتفي بهذا القدر لإعطاء الفرصة للإخوة المختصين لمزيد من تسليط الأضواء على فنان لحج الكبير عبدالكريم توفيق، الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته.. آمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى