العالم في أمريكا ينتخب

> وأمريكا هي العالم بكل طوائفه وأجناسه، بل بكل ألوانه أيضا. وأمريكا وحدها في العالم عالمٌ مصغر. كم دولة لا نعلم عن انتخاباتها شيئا، وأخرى نعلم من الفائز سلفا وبنسبة 99.99 % دائرة، أما أمريكا فهي تهم وتعني الكثير، فهي الأب الاقتصادي العالمي الروحي، ولآخرين هي عرِّاب عروش الجلالات وكراسي الفخامات وحاميهم آناء الليل وآناء النهار والـ God Father يظل هو هو، وإن تغير الشخوص من آنٍ إلى آن.

ظهرت نتائج انتخابات أمريكا إعلاميا، وانتشرت برقيات التهاني أثيريا ولا زالت، وإن لا زالت الأنباء تتوارد عن احتمال اللجوء إلى المحاكم العليا؛ للبت في الأمر وحسمه بحكم بعض النتائج المتقاربة، والتشكيك بصحة آلية العد.
أمريكا هي الوحيدة التي تابعنا، ولا سيما هذه المرة، آلية الانتخابات فيها بدقة، والكثير من حيثياتها لا نعلم ولا ندرك، وكأننا أمريكيو الأصل والنسب.

وانطلاقا من مبدأ "أمريكا أولا"، وجميع رؤساء أمريكا ينطلقون من هذا المبدأ بصور مختلفة، جميعهم ينظرون لأمريكا العالم، وترامب الوحيد الذي ينظر العالم أمريكا وبعنصرية مطلقة وشوفينية مقيتة، ومن لف لفه من معظم البيض ونكرات ألوان الطيف متعدد غامق أطياف الألوان. ترامب بمبدئه الضيق نظر لكل العالم خدما له ولأمريكا، بغض النظر إن كانوا أوربيين أو أسيويين أو أفارقة وعرب. البعض حاول أن يتجنبه وأن لا يعيره أي اهتمام، نظرا لما لديهم من أموال وولاء شعوبهم، وآخرون تقربوا لترامب بمليارات الدولارات ومن أفراد عائلته، بل تجاوزوا إلى إذلال انفسهم بشكل أكثر مهانة وابتذال، ومعظمهم في غناء عن ذلك ولكن حلاوة الكراسي وتحقيق شهوات النفس والذات جعلهم يكونون كذلك، وإن ارتكبوا بحق أوطانهم ومواطنيهم المحرمات وغيرهم من دول الجوار برغم ما لديهم من ثروات وأموال.

بغض النظر عما يحمل قادم الأيام، لزم على من خابت ظنونهم ورؤاهم أن يقرؤوا ما يدور في أمريكا والعالم، وأن يروا أن العالم أيضا بلدانهم ومواطنوهم، ويجب أن يخدموا أوطانهم ومواطنيهم بصدق وإخلاص، وهم فقط سيكونون حينها محميين بولاءات مواطنيهم، لا أحد غير، وبعد أن أوضحنا بعض ما يجب أن يوضح، وبعد أن تنفست قيادات بعض الدول الصُعداء، هل يعي ولاة الأمور في بعض الدول الذين يتخبطون ولا يدرون كيف تسير أمور العالم، والعالم ليست أمريكا فقط، وعليهم أن ينظروا للعالم ما بين شمالٍ وجنوب و شرق وغرب، عليهم أيضا تصحيح إدارة شؤون بلدانهم بالطرق السوية المتعددة، ليلحقوا بالركب مع الجمع، وليتعظوا أن الولاءات لا تأتي ولا تكتسب بالأحمر والأخضر، بل قبل كل شيء احترام أنفسهم، ودولهم هي أساس الحكم في العالم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى