الجنوب في أصعب مراحله

> ذلك ما توصي به كافة المؤشرات من أن الجنوب يمر دون شك بمرحلة ربما هي الأصعب في تاريخه، لا من منظور التعقيدات السياسية فحسب بل من حيث طبيعة الوضع الاقتصادي الذي يلقى بضلاله الكابية على حياة المجتمع بأسرة تأتي كل تلك التحديات بعد سنوات من المعاناة الحادة والتضحيات الجسام التي قدم فيها شعبنا خيرة أبنائه ومازال الحبل على الجرار كما يقول المثل.

بعد مضي كل تلك السنين الجادة والعصيبة في حياتنا المليئة بما أثر في صبرنا على الجور الذي جثم على صدورنا، إلا أننا للأسف نجد حالنا أمام ردهات تحدي ربما هي الأشد والأخطر من حيث تبعاتها على النفوس التي ضاقت جراء توالي عقود الظلم وغياب الحقوق وحالة الشلل التام في كافة مفاصل الحياة.

وضع لم يألفه الجنوبيون منذ زمن بعيد، وتحديات نفد الجلد والصبر إزاءها، خصوصاً وقد أخذت تمس عصب الحياة ولقمة العيش، وما كان لنا من مستوى هو الأدنى في المعيشة وتأمين قوت البسطاء. وجه الحياة تغير بصورة صارخة، ونفوس الناس ضاقت ذرعا مما يجري، بل فقد هؤلاء الثقة بكل الوعود التي تطلق من منظور تتابع السنوات العجاف التي أجهضت آمالهم، وتحديات الفوضى المجتمعية التي باتت تهدد القيم وتمس العقيدة والعادات، فالجوع كافر كما يقال، ولا يمكننا أن ننشد مجتمعا سليما دون عقول مدبرة وسلطات حازمة وأمن مستتب.

لقد شاخ كثيرون في ظل الواقع المأزوم في حين سلكت خيرة العقول وقدرات الرأسمال دروب الهجرة المعاكسة، ولم يعد الوطن ضمن أجندة هؤلاء بعد أن ايقنوا أن لا خلاص من شرنقة دوامات الفوضى التي ميزت العقود الأخيرة من تاريخنا فها هي دوامات الوضع السياسي التي لا نجد لها توقعات ولا مخارج كما هي الحرب العبثية بألسنتها التي لم تخبُ جذوتها على كافة الجبهات، ومن المثير للألم في ظل ما يجري هو استمرار تبايناتنا الداخلية التي هي في معظمها لا تستشعر مآسي شعبنا ولا تعبر عن تطلعاته، مما يجعلها عصب التحديات القائمة التي تتجاوز، للأسف، تضحيات شعبنا ونضالاته الشاقة على مدى عقود خلت بعد أن ناب عن طول لقيانا تجافينا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى