والآن... كيف ؟!

> مساء الثلاثاء الفارط، كانت الفضائيات تتناقل بيان هيئة كبار العلماء السعوديين بخصوص الإخوان المسلمين، والبيان جاء صارخاً بمحتواه ودلالاته، فهو وصمَ الجماعة بالإرهابية ولا تمثّل الإسلام، بل حذّر من الانتماء إليها أو التّعاطف معها ... إلخ .

* ثمّة كثيرون - وأنا منهم - نجزمُ أنّ هذا البيان جاء بعد إيماءةٍ سياسية عالية المستوى، والهيئة التي جاءت بمرسومٍ ملكي عام ١٩٧١م، ومنوطٌ بها إبداءُ الرأي فيما يُحال إليها بحثهُ، أو ممّا أشكل بصدده، فهي أصدرت بيانها القويٌ هذا، وفي هذا التوقيت، وجاء مُتخماً بالإيحاءات السياسية الصريحة والمقصودة، وبما يُوحي بأنه قد تقَرّر التعاطي مع هذه الجماعة بصورةٍ ما، حتى إن كان حضور هؤلاء في المملكة ملموساً قاعدياً وفي منظومة السلطة ولا شك.

* هنا لا أدري كيف ستتعاطى المملكة مثلاً مع سفيرها آل جابر الذي يُشاعُ بقوةٍ عن علاقاتهِ الوطيدة بالجنرال الإخواني علي محسن الأحمر؟ وهي علاقات مرتبطة بالمصالح والتجارة كما يتردّد، أو كيفَ ستتعاطى مع صِلات ونفوذ الأخير (محسن) على اللجنة الخاصة السعودية؟ وهذه اللجنة بمنزلة سلطة وإدارة للملكة السعودية في اليمن، أو سفارة لها فيها ؟ وكلٌ هذا شائك وثقيل ولا شك.

* بعد لقاء فخامة الرئيس عبدربه برئيس الانتقالي مرتين، وبعد استبشار الكل بالإعلان عن الحكومة، كانت المفاجأة بتفجير الإخوان للموقف في شقرة/ أبين، وقصفهم العنيف لمواقع الانتقالي الذي أفضى إلى مقتل عشرة أفراد، وجاء الرّدٌ القويٌ من قيادتنا ميدانياً، وبرسالةٍ الرئيس الزبيدي إلى المملكة أن لا حوار مع مثلُ هؤلاء، وتبعهُ رئيس الجمعية الوطنية (بن بريك) بالتوجيه برفع الجاهزية إلى الخطة "ب"، هذا جاء مشفوعاً بعبارته الشهيرة: "هؤلاء ما يمشوا إلا بالصميل".

* هنا تكونُ المملكة قد أجبرت على ولوج دائرة الحَرج، أو ضرورة اتخاذ موقف جدّي وحازم مع ما يجري، فالإخوان تمادوا وأكثروا في التّمادي بصلفٍ، وهم يعلنون هنا صراحةً أنّهم لا يأتمرون بأمرِ الرئيس الشرعي، وهذا تَعرفهُ السعوديّة جيداً، ويعرفهُ الإقليم والكل، لأنهم لا يأتمرون إلا بأمرِ العرّابين الكبار المُحركين للبيادقِ على الرقعة، ولذلك تتعاطى المملكة بشيء من التّهيب وربّما الحيطة مع هذا الشّأن !

* "لأنّها جماعة منحرفة قائمة على مُنازعة وُلاة الأمر والخروج على الحاكم وإثارة الفتن ... إلخ"، هكذا تحدّث صراحةً بيان الهيئة السعودية، وهو جاء بعد تفجير الموقف في شقرة، ونَفهمُ من هذا ما نفهمهُ، لكن الأكيد والقطعي أنّ هذا لا يحتاج إلى المسلك البراجماتي والمخاتل الذي اعتادت السعودية انتهاجه مع الإخوان وسواهم، لأنّ ما يجري هو تَحدٍ صارخ للملكة ولعاصفة الحزم و ... و ...، ثمّ إنّ سُمعة المملكة وحتى وجودها وحجم خسائرها ستكونُ بالغة جداً في هذه الحال ... أليس كذلك ؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى