مدرسة الفقيد يحيى قحطان في الحصين.. نموذج آخر للتعليم المدمر في الجنوب

> تقرير/ طه منصر

> غالبا ما تكون البداية في مشروع ما هي العقبة والخطوة الأصعب وما يليها من خطوات تكميلية تأتي متسلسلة تباعا، وهذا ما افترضه أهالي مركز الصرفة في منطقة الخلة بمديرية الحصين شمال الضالع، حيث بادروا وأسسوا مدرسة في منطقتهم من لا شيء وبجهود ذاتية، آملين أن تلفت هذه المبادرة الأنظار إليهم ليتم استكمال ما نقص في المدرسة، إلا أن ذلك لم يحدث وظلت المدرس على حالها منذ 24 عاما، بل وتدهور حالها بالطبع بفعل العوامل الطبيعية وضاقت ذرعا بأعداد الطلاب المتزايد عاما عن الآخر .. "الأيام" زارت المدرسة لتلمس معاناتها وأوجه النقص التي تعتريها ما يعيق سير العملية التعليمية ويضع الطالب والمعلم في ظروف غير ملائمة لتنفيذ الحصص الدراسية، ورغم ذلك ظلت العملية مستمرة، ننقل هنا جانبا منها ومن الجهود المبذولة لاستمرارها.

المدرسة أسست في العام 1996م على أكتاف أبناء المنطقة الذين استشعروا ضرورة ذلك، وحاولوا سد النقص ببناء ثلاثة فصول دراسية تتلاءم مع عدد الطلاب في تلك الفترة، إلا أن زيادة الكثافة السكانية ضاعفت من أعداد الطلاب في المدرسة التي لم ينفذ فيها أي تدخل سواء من قبل الصندوق الاجتماعي للتنمية الذي أنشأ على نفقته سبعة فصول إضافية، وبعدها دعم المجلس المحلي بالمديرية المدرسة بأربعة فصول لم يتم استكمال بنائه حتى اليوم.
بعض الفصول فيها شبابيك بدون نوافذ ومعاناة الطلاب تزداد في فصل الشتاء
بعض الفصول فيها شبابيك بدون نوافذ ومعاناة الطلاب تزداد في فصل الشتاء

فضل قرواش
فضل قرواش
مدير المدرسة أ.فضل قرواش أطلعنا على أبرز المشاكل التي تواجهها المدرسة واحتياجاتها وقال: "المدرسة تعاني بدرجة أساسية من نقص في الفصول الدراسية والأثاث والكتاب المدرسي ونواقص أخرى، اليوم يبلغ عدد الطلاب 377 طالبا، 201 ذكر و176 أنثى، والنقص في الفصول الدراسية قد يقلل من استيعاب الطالب للدرس، ففي الصف الأول على سبيل المثال يدرس داخل فصل واحد 75 تلميذا وتلميذة، وهذا يعد كثافة طلابية تقلل من فرص وصول المعلومات إلى ذهن المتلقي بسبب الازدحام خاصة في الصفوف الأولى".

وأشار قرواش إلى أن نقص الكادر التعليمي أيضا مشكلة تتسبب بإرباك العملية التعليمية إلى جانب عدم توافر الكتاب المدرسي، ما يثير المشاكل بين الطلاب أنفسهم، مردفا: "المدرسة تحتاج كذلك إلى سور لحمايتها من العبث والتخريب، حيث لا يوجد حارس، وتحتاج إلى توفير كراسي مزدوجة وفردية، إذ إن بعض الفصول يدرس فيها الطلاب على (البلاط)، وكذا سبورات حديثة أسوة بالمدارس الأخرى".
الطلاب يدرسون بالطبعات القديمة وجزء قليل من الطبعة الأخيرة إلا أن هناك نقص كبير في الكتاب المدرسي
الطلاب يدرسون بالطبعات القديمة وجزء قليل من الطبعة الأخيرة إلا أن هناك نقص كبير في الكتاب المدرسي

نقص الفصول الدراسية تسبب بإشكالية أخرى غير الازدحام الطلابي، وهي ترك الفتيات التعليم، فإدارة المدرسة اضطرت إلى نقل طلبة الصف التاسع إلى مدرسة أخرى بعيدة تعذر على الفتيات الذهاب إليها. والفصول العشرة المبنية بالكامل في المدرسة بحاجة مستعجلة للترميم وإعادة بناء أسقف لها بدلا من تلك التي تآكل خشبها بسبب الأمطار، ناهيك عن النوافذ ودورات المياه التي هي بحاجة لصيانة وإعادة تأهيل وتوفير خزانات مياه.
السور بحاجة إلى إكمال بناءه
السور بحاجة إلى إكمال بناءه

ووجه المدير قرواش مناشدة عبر "الأيام" للجهات المعنية والمنظمات لاستكمال تجهيز الفصول المبنية منذ عام 2014م، والتي لا يمكن الاستفادة منها كونها مكشوفة، ولترميم الفصول القديمة وإيصال التيار الكهربائي لها.
جزء من الفصول الدراسية بدون أسقف منذ 2014
جزء من الفصول الدراسية بدون أسقف منذ 2014

رئيس مجلس الآباء في الصرفة وضاح عيدروس قال إن المدرسة بحاجة إلى تشجيع وتحفيز من قبل الآباء والمعلمين وكل أبناء المجتمع، موضحا أن المدرسة كانت تحظى بنشاطات في الأعوام الماضية وتوقفت، "لكن بجهودنا جميعا ستعود الأنشطة أفضل مما كانت عليه، نحن سند للطلاب، وندعو أولياء الأمور وإدارة المدرسة للمضي بهؤلاء الطلاب الذين هم أبناؤنا إلى غد مشرق، ونحن سنتابع عمل تحسين وضع المدرسة أولا بأول".
تظهر في الصورة تلميذة مُعاقة، برغم ذلك إلا أنها ملتزمة بالذهاب للمدرسة يوميًا لتتعلم
تظهر في الصورة تلميذة مُعاقة، برغم ذلك إلا أنها ملتزمة بالذهاب للمدرسة يوميًا لتتعلم

أما رئيس الصندوق التعليمي في المدرسة صلاح أحمد فقد أشار إلى أن الصندوق التعليمي بذل جهودا حثيثة لتفعيل نشاطه، واستطاع توفير معلم مادة الرياضيات على حساب الصندوق، مؤكدا سعيهم المستمر لتوفير النقص حسب المتاح.
بعض الفصول الممولة من الصندوق الاجتماعي للتنمية
بعض الفصول الممولة من الصندوق الاجتماعي للتنمية

"الأيام" سألت أمين عام السلطة المحلية بالمديرية محمد حسين صالح عن سبب تعثر استكمال الفصول الدراسية الممولة من قبل المجلس المحلي حتى الآن، وأجاب بدوره بأن "البرنامج الاستثماري متوقف منذ 2015م، ولذلك كل مشاريع المديرية المركزية والمحلية موقفة، وما يتم من تدخلات في المرافق الصحية هي من منظمات دولية فقط.. إن شاء الله سنسعى جاهدين إلى التواصل مع الجهات الممولة بهذا المجال لأجل استكمال المشاريع المتعثرة في إطار المديرية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى