أطفال اليمن يرزحون في ظل الحرب تحت وطأة حياة صعبة غذائيا وتعليميا وصحيا

> صنعاء «الأيام» شينخوا:

> في اليوم العالمي للطفل الموافق الجمعة 20 نوفمبر، يشهد أطفال اليمن معاناة شديدة مع استمرار الحرب التي تقف على مشارف عامها السابع، مسببة حسب وصف الأمم المتحدة أكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث يعتمد أكثر من 80 % من سكانها على المساعدات الإنسانية الخارجية.

وتتفاقم معاناة أطفال اليمن مع استمرار الحرب في البلاد، حيث تشير التقارير الأممية إلى ارتفاع أعداد المصابين من الأطفال بسوء التغذية إلى جانب أمراض وأوبئة أخرى. هذا علاوة على الصعوبات الجمة التي يواجهها الطلاب اليمنيون في العملية التعليمية لأسباب عديدة ناتجة عن الحرب، من بينها تهدم الكثير من المدارس، وعدم توافر عدد كافٍ من الكادر التعليمي.

الجوع
قالت ليز جراندي، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، إن الأمم المتحدة تحذر منذ يوليو من أن اليمن على شفا كارثة تتعلق بالأمن الغذائي. فقد قدرت الأمم المتحدة أن واحداً من كل خمسة أطفال دون سن الخامسة في أجزاء من اليمن يواجه الآن سوء تغذية حاد، وبحاجة ماسة إلى العلاج.
ويقوم مئات الآباء كل يوم بإحضار أطفالهم الذين يعانون من سوء التغذية إلى عنبر متخصص لعلاج سوء التغذية في مستشفى السبعين بصنعاء. لكن معظمهم يصاب بخيبة أمل.

فهذه الأجنحة المتخصصة تعمل بشكل أساسي ارتكازاً على المساعدات الإنسانية المقدمة من الأمم المتحدة، التي تمثل الأمل الوحيد للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد. وقال الأطباء في الأجنحة المزدحمة بالأطفال المرضى: إن نقص التمويل والأدوية يعني أن لا سبيل أمامهم لإنقاذ هذا العدد الكبير من الأطفال.

ومن ناحية أخرى، أثرت معدلات سوء التغذية المرتفعة على الأطفال اليمنيين الملتحقين بالمدارس، إذ قالت فاطمة جمال، مديرة مكتب التربية والتعليم الحكومي في مديرية ميدي المطلة على البحر الأحمر بمحافظة حجه شمال غرب اليمن، لوكالة أنباء "شينخوا" إن "معظم الطلاب هنا يعانون من سوء التغذية، ما ينعكس سلباً على مستوى تحصيلهم التعليمي".

لقد أودت الحرب بحياة عشرات الآلاف من اليمنيين، أغلبهم من المدنيين، وأجبرت نحو 4 ملايين على النزوح من منازلهم، ودفعت أكثر من 20 مليون يمني نحو حافة المجاعة.

التعليم
وفقاً لبيانات الأمم المتحدة، تسببت الحرب في اليمن بتضرر وتدمير أكثر من 2500 مدرسة. وأجبرت مليوني طفل على ترك المدرسة، كما أدت إلى توقف رواتب الكثير من المعلمين هناك.
ولم يتمكن العديد من الطلاب من العودة إلى مدارسهم منذ أكثر من خمس سنوات. وأولئك الذين حالفهم الحظ بالعودة غالباً ما يضطرون إلى الدراسة في أكواخ من القش أو تحت الأشجار، لأن الحرب دمرت مبانيهم المدرسة. كما تواجه العملية التعليمية نقصاً في المعلمين ومرافق التعليم وغيرها من البنية التحتية اللازمة.

فعلى سبيل المثال، يدرس التلاميذ في مدرسة علي بن أبي طالب الواقعة في مديرية ميدي، في فصول جديدة بناها آباؤهم من القش والأخشاب بعدما دمرت الحرب مدرستهم بالكامل أثناء المعارك مطلع 2018م.
وقال مدير المدرسة، عبدالله متنبك، لـ "شينخوا" إن "الأمية تفشت بسبب توقف التعليم والمدارس خلال المعارك في ميدي، حيث أصبح هناك أطفال في سن العاشرة وما فوق لا يستطيعون القراءة".

إلى جانب ذلك، يواجه الطلاب اليمنيون صعوبات، من بينها نقص المتطلبات الدراسية نتيجة تردي الأوضاع، حيث قال الطالب محمد طيب متنبك (12 عاماً): "نحن نعيش ظروفاً معيشية قاسية. أسرتي لا تستطيع شراء مستلزمات الدراسة الأساسية لي مثل الحقيبة المدرسية والزي المدرسي، وهذا بسبب الوضع الاقتصادي لعائلتي، والناتج عن الحرب والنزوح المتواصل".

ولفت المعلم محمد عبده شبيكة، من مدرسة الزبير بن العوام الواقعة في ميدي، إلى أن "الحرب عكرت أجواء الدراسة، وبات الخوف يسيطر على الكثير من الطلاب، دافعاً البعض إلى ترك المدرسة، حيث انخفض نسبة حضور الطلاب في المدرسة إلى النصف".

الصحة
الحياة في هذا البلد الذي مزقته الحرب صعبة. لكن بالنسبة للأطفال الذين يكافحون السرطان، يمكن أن تكون الحياة هنا قاسية. فغالباً ما يضطر مرضى السرطان، بمن فيهم الأطفال، إلى الانتظار في طوابير طويلة والسفر لأميال، للحصول على العلاج الحيوي.
وقالت وزارة الصحة، التي يسيطر عليها الحوثيون في صنعاء: إن معدل وفيات مرضى اللوكيميا ارتفع إلى ما يقرب من 50 % بسبب ندرة الكادر الطبي والأدوية والمعدات.

كما يواجه الأطفال في اليمن العديد من التهديدات الصحية الأخرى، بما في ذلك الكوليرا. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، أصيب أكثر من مليون يمني بواحد من أسوأ أوبئة الكوليرا في التاريخ الحديث. ويمثل الأطفال دون سن الخامسة 23 % من إجمالي الحالات المشتبهة في إصابتها بالمرض.
وقد أكدت سارة بيسلو نيانتي، الممثل المقيم لليونيسف في اليمن قائلة: "يحتاج الأطفال في اليمن إلى سلام واستقرار دائمين في بلادهم. وإلى أن يتحقق ذلك ينبغي علينا أن نفعل كل ما بوسعنا لإنقاذ الأرواح وحماية الطفولة".
الجدير بالذكر، أن اليوم العالمي للطفل أُعلن في عام 1954 باعتباره مناسبة عالمية يُحتفل بها في 20 نوفمبر من كل عام لتعزيز الترابط الدولي، وإذكاء الوعي بين أطفال العالم وتحسين رفاههم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى