صحيفة "الأيام" والاستقلال وميدان الحبيشي

> من بين ما سوف يسجله التاريخ بأحرف من نور لـ "الأيام" المؤسسة والصحيفة وناشريها والقائمين عليها، الذين ينتمون لثلاثة أجيال من أسرة آل باشراحيل العريقة، هو أنهم بقيادة فقيد الوطن المغفور له هشام باشراحيل قد نهضوا في ظروف عصيبة في وقت واحد بمهمة الدفاع عن عيد الاستقلال الوطني (30 نوفمبر)، باعتباره حقيقة تاريخية وحدثا له مكانته ورمزيته ودلالته في تاريخ الجنوب وحاضره ومستقبله، عندما سعت قوى السلطة آنذاك بشكل هستيري محموم، في إطار مشروعها للإجهاز على تاريخ الجنوب وهويته، لطمس مصطلح الاستقلال، بل وشطبها ليحل مكانها ما سمي "بالجلاء" بما يكرس اليمننة السياسية ومشروع الضم والإلحاق والفرع والأصل.

في ذات الوقت، وليس بعيدا عن الأولى تصدت "الأيام" أيضا لمخطط إلغاء ميدان الحبيشي، أحد أهم معالم مدينة عدن، والشاهد على الكثير من الأحداث والنجاحات التي دارت على أرضه، سياسية ورياضية وثقافية وفنية، واحتضانه للحركة الرياضية على مدى عقود من الزمن، وذلك عندما طرح مخطط إلغاء وجود الملعب من الأساس، وتخصيص أرض الملعب للسماسرة تحت غطاء للاستثمار.

لقد تبنت "الأيام" يومها نشاطا مبتكرا حاز على التفاف شعبي واسع، وكان له أثر كبير، تمثل في تنظيم مهرجان سنوي رياضي جماهيري عام بمناسبة عيد الاستقلال بتاريخ الـ 30 من نوفمبر وعلى أرض ميدان الحبيشي، ببرنامج أنشطة متنوع، لا تخلوا من بعد سياسي، أهمها دوري كأس الاستقلال لكرة القدم لفرق الدرجة الأولى، إلى جانب تكريم قدامى الرياضيين وغيرها .

لقد انتظم تنظيم المهرجان خلال اربع سنوات، من 2006 إلى 2010، ولم يتعثر أويتوقف إلا بعد أن شددت السلطة من إجراءاتها القمعية ضد الصحيفة وناشريها، التي تحولت إلى حرب شاملة استخدمت فيها السلطة كل أسلحتها وأدواتها وأعمال البطش والتنكيل، وارتفع سقف الأهداف، وتجاوز تعطيل صدور وتوزيع الصحيفة إلى استهداف حياة الناشرين وأسرة تحرير الصحيفة والعاملين فيها. وكانت هجمات البربرية على مبنى "الأيام" وسكن أسرة آل باشراحيل تطبيقا لهذه السياسة العدائية المتطرفة.

خلاصة القول، أتمنى بإخلاص على الأعزاء الذين يواصلون اليوم بكل كفاءة واقتدار ومهنية حمل الراية ومواصلة الدور والرسالة وإدارة "الأيام" أن يدرسوا إمكانية أن تواصل "الأيام" ذلك الدور في تنظيم مهرجان عيد الاستقلال، بتلك الروح وذلك الحماس والتفاعل الجماهيري العام الذي أعاد للمناسبة ألقها ومكانتها في وجدان عامة الناس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى