الهوية الجنوبية ثابتة.. واتفاق الرياض زائل

> د. جواد حسن مكاوي

> وبدأت عملية تواهان فكر المواطن الجنوبي في عدة اتجاهات بين دهاليز علم السياسة.. اتفاقية الرياض 1 و2 والإعلان المشترك والصراعات السياسية والعسكرية والاقتصادية وغيرها من المفاهيم التي أدرجت في إطار حياتنا.
الخطاب الإعلامي الوطني الجنوبي لم يعطِ تغطية إعلامية كافية للمواطن توضح كل تلك المسائل بل تركته أن يجتهد ويبحث، والبعض نال مراده، والبعض الآخر تاه في سكة السياسة والصحافة.

ما زال الخطاب الإعلامي الجنوبي يدور في حلقة مفرغة ولم يستفد من تجارب الماضي رغم الإمكانات المتاحة والصرفيات والجهد الذي تبذله قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي في النهوض به ولكن الواقع أمامنا ولا يحتاج مبررات واهية أو مسببات لا تقدم ولا تأخر.
فالشرعية في حالة النزاع الأخير، بسبب وضع أنفسهم في زاوية ضيقة ويلهثون وراء المصالح الشخصية في الجاه والمال والسلطة وخسروا وطنهم وشعبهم وسمعتهم.

المجلس الانتقالي الجنوبي مصدر قوته شعبه ومصدر ثباته هويته، رغم العراقيل والضغوطات التي تتقاذف به كأمواج البحر ولكنه يعلم هدفه العظيم ويسعى لتحقيقه سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً وعسكرياً بدبلوماسية وبقاعدة النفس الطويل الذي يمارسه ليس في استعادة الدولة الجنوبية فحسب ولكن في انتزاع استقلالية الدولة الجنوبية كدولة حرة مستقلة كاملة السيادة على كل أرض الجنوب العربي وانتزاع الاعتراف بها إقليميا وعالميا.

وفي حالة زوال الشرعية تزول اتفاقية الرياض، وفي حالة حسم المعركة عسكرياً لمصلحة الجنوب العربي تزول اتفاقية الرياض، وفي المعادلتين تتضح الصورة أن اتفاقية الرياض أخبث وأخطر من اتفاقية الوحدة المشؤومة، لأنها جاءت لإطالة فترة الحرب وفتح عدة جبهات قتالية، ونتيجتها النزيف الدموي وإزهاق أرواح شباب الجنوب وتدمير البلد اقتصادياً تدميراً ممنهجا وعلى نار هادئة، وبث روح الفوضى أمنيا وانتشار دائرة الجريمة.

فيجب حسم الأمر دبلوماسيا مع سفراء دول مجلس الأمن والأمم المتحدة والجامعة العربية والمنظمات الدولية، وعودة الفريق المفاوض في الرياض إلى أرض الوطن.
الناس تعبت والأنفس أرهقت والفقر والبطالة والفساد زاد عن حده، رغم أننا دولة غنية في كل شيء أولها الإنسان وآخرها الموارد الطبيعية، فيجب الحفاظ على ما تبقى وكفاية الذي ضاع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى