> تقرير/عبدربه اليزيدي :

يستقبل مركز الأطراف الاصطناعية في مديرية المنصورة بالعاصمة عدن أكثر من 1500 شخص من ذوي الإعاقة الذين يزورون المركز بشكل دوري لتلقي خدماته المختلفة.
مركز الأطراف الاصطناعية والعلاج الطبيعي أنشئ في عام 2000م من قبل وزارة الصحة العامة والسكان، ومنظمة هاند كاب البلجيكية للمعاقين، ويقدم خدمات مجانية وبرسوم رمزية لذوي الإعاقة بكافة أعمارهم على مستوى عدن والمحافظات المجاورة.

معوقات في طريق المركز الوحيد للمعاقين
وحسب مدير المركز عبد الله القيسي، فإن المركز يعاني ضعف الطاقة الاستيعابية مقارنة بأعداد المستفيدين، كونه المركز الوحيد المعني بهذه الفئة ومجهزا بطاقم فني مؤهل علميا في العلاج الطبيعي للأطفال والكبار.

وأكد القيسي لـ "الأيام" أن الميزانية التشغيلية للمركز ذاتها منذ عام 2015م، الأمر الذي فاقم من إشكالات العمل إذ تعذر تثبيت المتعاقدين العاملين فيه، إضافة إلى حاجته لأرضية جديدة وتوسعة المبنى لاستيعاب الحالات كافة.
وشكا القيسي شحة دعم المنظمات العاملة في هذا المجال للمركز، مطالبا وزارة الصحة ووزارة التخطيط والتعاون الدولي بمتابعة المنظمات لدعم المركز بالآلات والمعدات، وزيادة الغرف.

وشكر مدير مركز الأطراف الاصطناعية بعدن، مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية لـ "وقوفهم الجاد مع المعاقين ودعمهم لهم عبر مرحلتين، بأطراف اصطناعية جديدة عددها 600 طرف مصنوعة من مواد عالية الجودة، وإعادة صيانة وتجديد 600 طرف أخرى، إضافة إلى قيام "سلمان الإنسانية" بتدريب وتأهيل 13 فنيا بأسلوب فني وعلمي فائق، أسهم في الرقي بالخدمات المقدمة في المركز"، مطالبا رئيس الوزراء د.معين عبد الملك بإصدار قرار رسمي باعتماد المركز كرئيس، حيث تم في وقت سابق نزول لجنة تقييم للمركز، وأوصت باعتماده مركزا رسميا مستقلا عن صنعاء.

"دعم المركز يمنع إهدار المال العام"
وأشار مدير المركز إلى الإهدار الذي يتم للمال العام فيما يخص جرحى الحرب، "جميع الذين يتم تسفيرهم للخارج لتلقي العلاج وتركيب أطراف اصطناعية يقضون فترة من الزمن في التمهيد والعلاج قبل تركيب الطرف، كل هذه الأموال إذا صرفت على المركز وتم دعمه بتوفير مواد صناعة خام لقمنا بصناعتها هنا ووفرنا تكاليف العلاج في الخارج ومنعنا إهدار المال العام على التذاكر والسكن، فهم في النهاية عندما يعودون إلى البلاد يحتاجون إلى تغيير مقاس الطرف مع مرور الوقت، إضافة إلى حاجة الطرف الاصطناعي للصيانة الدورية كل ست أشهر، وهذه الخدمات يقدمها لهم مركزنا في عدن".

وحول واجب الدولة تجاه هذه الفئة، ناشد القيسي ضرورة تلمس هموم ذوي الإعاقة والتعامل معهم كمواطنين لهم حقوق وعليهم واجبات، وعدم إغفال دورهم في المجتمع باعتبارهم أشخاصا منتجين يسهمون في البناء والتطوير وبحاجة لتأهيلهم ودمجهم في المجتمع ولعب أدوار فاعلة.

منتجون رغم الإعاقة
ويعمل في ورشة صناعة الأطراف، التابعة للمركز، حرفيون من ذوي الإعاقة تم تدريبهم وتوظيفهم بمساعدة المركز، من بينهم عبدالكريم الذي أصيب بلغم أرضي في حرب صيف 94م أفقده نصف جسده، ويعمل حاليا وهو جالس على كرسيه في صناعة الأقدام، وموظف في المركز ومتزوج من امرأة تعاني من إعاقة أيضا ولديه أطفال.
زيارة الورشة تبعث في النفس الأمل، إذ إن رئيس الورشة مصاب بشلل الأطفال ويدير الورشة ويشرف على صناعة الأطراف بكافة أنواعها تلك التي ينتجها أشخاص يعانون من نفس إعاقته أو إعاقات أخرى.

الجهل يضاعف الإعاقة
تزايد أعداد فاقدي الأطراف والمعاقين في اليمن يعد أحد الآثار القاسية للحرب، إلا أن هناك أسبابا أخرى تضاعف من نسبة الإعاقة في البلاد منها حوادث السير وزواج الأقارب دون إجراء فحوصات طبية، ما ينتج عنه حالات إعاقة وتشوه، إضافة إلى شلل الأطفال وإصابة المواليد بشلل جزئي أو كلي بسبب نقص الأكسجين عن الدماغ في بعض حالات الوضع داخل المنزل، فإلى جانب الحاجة الملحة لوجود خطط وبرامج تهتم وتراعي احتياجات ومتطلبات هذه الفئة المتزايد عددها لاستيعابها ودمجها مجتمعيا، يجب أيضا نشر الوعي بالعوامل المسببة والمعززة للإعاقة، فللجهل يد طولى في عدد حالات الإعاقة.