قادة عسكريون جنوبيون يتحدثون عن خسائر كبيرة في صفوف الإخوان

> تقرير/ عبدالله الظبي

> قائد مكافحة الإرهاب بأبين: جميع المقاتلين من نسيج الشعب العظيم الذي عقد العزم لكسر القيود
البيحاني لجماعة الإخوان المسلمين: خذوا جثث قتلاكم لا تتركوها في رمال أبين
تتلقى مليشيات القوات الموالية للحكومة اليمنية ضربات موجعة وخسائر كبيرة في جبهات القتال بمحور أبين على أيدي أبطال القوات المسلحة الجنوبية، وتمثلت الخسائر بعدد من القتلى والجرحى وتدمير معداتهم العسكرية، وخصوصاً في جبهتي الطرية وادي سلا خلال الأسابيع الأخيرة.

وذكرت مصادر لـ "الأيام" أن قرابة 15 جثة نقلت يوم أمس إلى مستشفى لودر، عقب آخر المحاولات الهجومية التي تحاول القوات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، من خلالها أحدثت اختراقات بين الحين والآخر باتجاه جبهة الطرية وادي سلا في تحدٍ صارخ لقرار وقف إطلاق النار، الذي أعلن عنه التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.

وتواصل القوات المسلحة الجنوبية بكافة تشكيلاتها التصدي بقوة، والتعامل بحزم مع مصادر النيران وسحق أي محاولة تسلل لمجاميع من عناصر المليشيات بوادي سلا وسط التزام القوات بالتهدئة وفقاً لآلية تسريع اتفاق الرياض.

وباتت جبهات الطرية ووادي وسلا والشيخ سالم مسرحاً لمعارك كسر عظم بين قوات المسلحة الجنوبية ومليشيات الإخوان المسلمين التي تقاتل تحت عباءة الحكومة والمدعومة من قطر وتركيا وتستميت لإسقاط محور أبين، ومن ثم التقدم ناحية العاصمة الجنوبية عدن التي ينظر إليها على أنها مفتاح للربح والمقايضة السياسية وإثبات الوجود في المعادلة واللعبة السياسية بعد أن تخلت عن كافة التزاماتها وتعهداتها للأشقاء في دول التحالف العربي بمحاربة المد الإيراني في المنطقة، وتركت معاقلها الرئيسة في محافظة الجوف ومأرب وسلمتها لمليشيات الحوثي، وحشدت جحافلها وترسانتها العسكرية لغزو مناطق الجنوب المحررة.

ومؤخراً تزايدت أعداد الخسائر في صفوف مليشيات الإخوان، حيث تعلن الجماعة عبر منابرها الإعلامية عن تشييع عشرات القادة الميدانين البارزين في المناطق التي تحتلها، من بينهم عشرات الضباط والقادة الكبار الذين كانوا يمثلون أرقاماً صعبة، وقادوا الكثير من المعارك في جبهات متفرقة.
"الأيام" التقت بعدد من القيادات العسكرية في جبهات القتال بمحور أبين، الذين تحدثوا عن آخر التطورات العسكرية.

خروقات مستمرة
المتحدث الرسمي للقوات الجنوبية النقيب محمد النقيب قال: "بالنسبة للمستجدات تتلخص حتى هذه الأثناء باستمرار المليشيات الإخوانية الإرهابية بخروقاتها بقصف متقطع مستخدمة مدافع الهاون والرشاشات، وقواتنا ترد على مصادر النيران المعادية بقوة وحزم".
وتابع: "استمرار المليشيات الإرهابية في خروقاتها التي أخذت تصعيداً مسعوراً منذ أسبوعين وصولاً إلى محاولة تنفيذ هجمات وتسللات، ينتهي بكسرها وإلحاق خسائر فادحة بآلياتها وعناصرها".

وأشار النقيب إلى أن هجمات مليشيات الإخوان هدفها إعاقة العملية السياسية، والإثبات لداعميها ومموليها الإقليمين أن اتفاق الرياض الذي تخشاه هذه الأطراف لم يحقق وقف إطلاق النار، وكما يُكرَر دائماً القول إن هذه المليشيات تستهدف اتفاق الرياض وتعمل على إجهاض آليته التزاماً منها لأطراف إقليمية وجدت بحزب الإخوان ومليشياته يداً تمكنها من تنفيذ أجنداتها المعادية للتحالف العربي والمملكة العربية على وجه التحديد.

وأضاف: "أقدمت المليشيات الإخوانية منذ الساعات الأولى من فجر أمس على تنفيذ هجوم على محورين: الطرية ومنطقة بربرة في القطاع الأيسر بوادي سلا مستخدمة غطاء نارياً بمختلف الأعيرة".

وتابع: "هذه المليشيات حاولت المناوشة باتجاه الطرية فباشرها أبطال قواتنا بنيران التصدي الفتاك، ثم انتقلت مجاميعها المتقهقرة لمحاولة شن هجوم على منطقة بربرة التابعة للقطاع الأيسر، وهناك استكملت قواتنا العمل التأديبي الموجع لهذه المليشيات الإرهابية، حيث استمرت المواجهات 5 ساعات، وأسفرت عن خسائر كبيرة في صفوف مليشيات العدو بعد انكسارها وانهزامها، ومن هذه الخسائر مصرع 10 من عناصرها وجرح آخرين، وتدمير 4 آليات: أطقم - مدفع 23 - رشاش 14/ 7 والآلية التي تحمله، إضافة إلى تصاعد الدخان من مواقع مصادر نيران المليشيات التي استهدفتها مدفعية قواتنا".

وقال الناطق باسم القوات الجنوبية في محور أبين: "تعتبر الخسائر التي منيت بها مليشيات العدو الإخوانية صباح أمس أكثر فداحة من خسائرها السابقة، وهي مؤشر يؤكد التطور النوعي للقدرة القتالية لقواتنا، وبالعكس من ذلك يكشف مستوى الضعف وفقدان السيطرة في صفوف المليشيات ما تلقته المليشيات الإخوانية أمس هو مفتتح لأيام سوداء على هذه المليشيات التي تمادت في تصعيدها، وهي في حقيقة الواقع أضعف من أن تفكر بشن هجوم لولا استغلالها التزام قواتنا بوقف إطلاق النار".

واختتم النقيب حديثه: "نحن لهم بالمرصاد ومصيرهم الهلاك".

من جهته، قال العميد أكرم الحنشي قائد اللواء 11 صاعقة: "هناك الكثير من الخسائر في صفوف قوات بن معيلي غزاة الجنوب في 94م وفي 2015م، وها هم يعودون مجدداً اليوم في 2020 وهمهم غزو دولة الجنوب، ونحن لهم بالمرصاد ومصيرهم المحتوم الهلاك في تراب وطننا الجنوبي الطاهر، ولهم عبرة في كل الحروب التي شنوها على شعبنا سابقاً".

وأضاف: "قوى الإرهاب لا يهمها وقف نار ولا يهمهم سوى إراقة الدماء، فما حصل يوم أمس درس تلقته الجماعة الإخونجية التي انكسرت بعد هجومها الهستيري على مواقع دفاعات قواتنا وتم سحقها".

وتابع: "حرصنا كل الحرص على تجنيب البعض ممن غرر بهم، وسنبقى حريصين كل الحرص، وستضل قواتنا نظامية والدليل على ذلك الأسلوب القتالي الذي حصل يوم أمس، أما تلك العصابات التي تزج بمقاتليها بشكل يوحي بالتخلص منهم، لا يهمهم سوى تحقيق مكاسب خاصة مهما كانت التضحيات، لكن الحمد لله حاولنا تجنيب الكثير من تلك العناصر في معركة أمس على الرغم أن نيران قواتنا كان باستطاعتها تدمير الجميع إلا أن الحرص من مقاتلينا هو إنذار لهم لعل وعسى".

خسائر كبيرة بالعتاد والأرواح
من جانبه، قال العقيد عبدالسلام البيحاني، أركان عمليات محور أبين: "أنتم تعرفون جيداً حقيقة الصراع المسلح وحجم المؤامرة على شعب الجنوب الصابر والمحتسب، هذا الشعب الذي قدم آلاف الشهداء والكوادر المؤهلة منذ عام تسعين، ومازال يقدم قوافل الشهداء حتى اليوم".
وأضاف: "شعبنا جبار لا يقبل العيش بدون كرامة ولا يقبل بأي احتلال، ويقدم تضحيات كبيرة من أجل حريته واستقلاله، وهذه حقيقة يجب على الإخوة في العربية اليمنية فهمها جيداً".

وأشار إلى ما يخص الوضع العسكري في جبهة أبين بالقول: "نحن متواجدون في مواقعنا الدفاعية وملتزمون بأوامر القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، وبوقف إطلاق النار واستمرار التهدئة، وترك فرصة للاستمرار في تنفيذ اتفاق الرياض، إلا أن الطرف الآخر منزعج من تنفيذ الاتفاق ولا يريد التنفيذ بدليل الأعمال الهجومية التي يحدثها هنا وهناك، والتي يتكبد على إثرها خسائر فادحة بالعتاد والأرواح ويخوض حرباً بلا هدف، ولا نعرف ماذا يريد؟، فلو افترضنا جدلاً أن أبناء الشمال تهمهم الوحدة ويقاتلون من أجلها، فنقول لهم أرضكم التي تريدوننا أن نتوحد معها مغتصبة مع الحوثي بالكامل، فاذهبوا لتحرير أرضكم بالأول، ثم طالبوا بالوحدة، وإلا فأنتم في نظرنا غزاة معتدون، وفي نفس الوقت مطرودون من بلادكم، وكان الأصح أن تطلبوا منا حق اللجوء وسنرحب بكم".

وأضاف: "أما إخوتنا وأبناء جلدتنا نقول لهم على ماذا تقاتلوننا؟!. نحن نضحي بأنفسنا وأبنائنا فداء لهذه الأرض التي هي أرضنا جميعاً، ونقاتل لكي نعيش كلنا في عزة وكرامة أحراراً على أرضنا. يكفينا عقدان من الزمن ونحن تحت الاحتلال العفن، فلماذا استمراركم في التبعية وقتل إخوانكم؟".

وألحق: "كل أبناء الجنوب مع التحرير والاستقلال إلا أنتم، ونحن نقولها دائماً باستمرار دم الجنوبي على الجنوبي حرام، فلماذا أنتم مصرون على سفك الدماء الجنوبية بلا سبب؟! فإذا كانت حربكم لغرض المناصب، فنحن نقول لكم تعالوا والجنوب يتسع للجميع بغض النظر عن أي معتقد، وسوف تحصلون على مناصب، فالقوات المسلحة الجنوبية تمتلك عزيمة مثل الجبال وعندها القدرة على تنفيذ أي عمل عسكري، وقتالنا لأجل حرية وكرامة وطن ولن نسمح لأي غازٍ أن يطأ أرضنا ونحن مازلنا أحياء".

واستطرد: "لن استعرض خسائر العدو في معركة يوم أمس، لكن أقول للمعتدين خذوا جثث قتلاكم ولا تتركوها في رمال أبين، فإكرام الميت دفنه، والرحمة والمغفرة لشهداء الجنوب الأبطال، والشفاء العاجل للجرحى، والحرية للأسرى والمعتقلين".

أما العميد حيدرة السيد، قائد اللواء الأول حزم مكافحة الإرهاب بأبين تحدث لـ "للأيام" حول آخر تطورات الأوضاع في جبهة وادي سلاء والطرية قائلاً: "إن وحداتنا لاتزال متماسكة بتماسك جبال شمسان بمعنويات عالية، وكل المقاتلين هنا هم من نسيج هذا الشعب العظيم الذي عقد العزم بآفاق وانطلق لكسر القيود وحطم الذل والأغلال".

وأضاف: "نحن هنا نقاتلهم ليس بفوهات بنادقنا فقط، لكن بتلك الإرادة الجبارة لشعبنا العاشق للحرية والاستقلال. إذاً إرادة شعبنا لن تقهر أبداً وعزيمتنا جبارة أقوى من تلك الأسلحة ومعداتهم القتالية التي يمتلكونها. هنا في هذه الجبهة المعارك كانت ضارية للغاية، والهجوم الذي تشنه لم يكن لقوات جيش، بل عصابات إرهابية من تنظيم القاعدة وداعش. هذه الهجمات تواجه بتماسك وحداتنا وعزيمتنا. حققنا النصر وألحقنا أضراراً بالغة في أرواح تلك العصابات التي لا ترى في الجنوب إلا السلب والنهب والاستحواذ".

وتابع: "نحن سنظل نحترم وقف إطلاق النار الذي أعلنته دول التحالف العربي، ونطالب دول التحالف العربي بسرعة اتخاذ الإجراءات الصارمة لوقف عنجهية هذه العصابات التي لم تلتزم بقرار التحالف، وعدم الجدية في تنفيذ اتفاق الرياض، وليس خوفاً من تلك القيادات المارقة التي تعشق العبث بمقدرات هذا الوطن، ومن خلال هذا اللقاء اسمحوا لي أن أدعو كل إخواننا الجنوبيين إلى عدم قبولهم الدخول في مثل هذه المعارك بالخسارة، والعودة إلى صفوف الجيش الجنوبي أو البقاء في منازلهم سلامةً للأرواح، وتعالوا للعناق والتلاحم والمضي على قطرات دماء الشهداء الأبرار، والسؤال الذي نوجهه لكل من كان ولا يزال معهم: لما أنتم هنا، وكل شعبكم يرفض أن يعيش معهم تحت الذل والمهانة؟، ومن أجل أن تعرفوا الحقيقة: فتلك العصابات لا تقاتل من أجل مصلحة شعب الجنوب، ولا تبحث عن مصالحها الشخصية".

واختتم العميد السيد أنه ومقاتلوه يشاركون في هذه الحرب بموقف دفاع منذ اندلاع تلك الحرب حتى مطلع العالم كله ليس خوفاً، بل للارتقاء إلى مستويات الحفاظ على الأرواح وإحلال نوع من التقارب بالقول: "ونقول لدول التحالف نحن ننشد بناء دولة ووطن، ولا نريد الدمار والخراب لهذا الوطن الجنوبي الذي قتلته تلك العصابات بقيادتها المارقة، لأنها لا تنتمي بصلة إلى البناء والحفاض على الأمن والاستقرار والسكينة العامة. فمنذ اندلاع الحرب مواقفنا واضحة ونريد استعادة وطن وليس تخريب وتدمير وطن، لأن هذا الوطن الجريح كان في يوم أرضنا التي نبحث عنها، والبيت والإرادة لشعب الجنوب الذي قدم عشرات الآلاف من الشهداء الأبرار".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى