جدار مستشفى الجمهورية وجدار مرضانا في القاهرة

> إن القارئ للأحداث والأوضاع على المستوى القطري والقومي والإسلامي يصاب بالإحباط، وعزاؤه في زاده من الأيمان بالله عز وجل، فهناك حلقة مفقودة عند المواطن على المستويات الثلاث التي ذكرناها (القطري والقومي والإسلامي) لأن رأس الحكمة مخافة الله القائل: "إن أكرمكم عند الله اتقاكم" وقل أن تجد ذلك عند الملتحي والأمرد أو المستخدم لموس الحلاقة.

عجبت من أمر مرضى وممرضين وممرضات بل وأقارب المرضى المرابطين مع مرضاهم أنهم غاضبون من أمر البوابة التي كانت قائمة في مستشفى يصلون منها إلى مرافق مرتبطة بأعمالهم أو بخدمات تهمهم، وكانوا يصلون إليها بمنتهى اليسر، وفوجئ الجميع بإزالة تلك البوابة وحل محلها جدار إسمنتي عزلهم تماما عن مقاصدهم، وقد استنزفوا طاقتهم ووقتهم، وإذا كان هذا الجدار قد أصبح نقطة تدمر حياة المواطن، سواء أكان مريضا أم ممرضا أم مرافقا أم زائراً، فإن الحكمة تقتضي إزالة الجدار وعودة البوابة، ولعلها إن شاء الله طريق القائمين على مستشفى الجمهورية إلى الفردوس الأعلى، لأن من كان في صالح العباد سيجد نفسة قريبا من خالقه ورازقه، فلا تأخذكم العزة بالإثم، يامن أزلتم البوابة أو بوابة اليسر ليحل محلها جدار العسر.

وماذا عن جدار مرضانا في القاهرة
حدثني بعض الأصدقاء أو من تربطني بهم علاقة معرفة أو ممن خدمتهم الذين عادوا من رحلاتهم العلاجية من قاهرة المعز بأنهم عانوا الأمرّين من جماعات تسمي نفسها جماعة الخير أو جماعة البر والإحسان، وسألتهم كيف تعانون من جماعات الخير أو جماعة البر والإحسان؟ حقيقة لم أهضم مثل هذا الطرح غير المنطقي!

جاء الرد والتوضيح صاعقاً أو صاعقين لأنهم بالفعل (أي تلك الجماعات أو ممن تفوضهم تلك الجماعات) ولأن مقاصدهم خيرية وبحوزتهم المال الوفير والغزير فترى المرضى من مناطق معينة يرابطون أمام أماكن إقامة أهل الخير، وهم من نفس مناطق أولئك المرضى، ويتردد المرضى على أماكن إقامة أهل البر والإحسان، ويرون مرضى من المنطقة الفلانية، وهي نفس منطقة أهل البر والإحسان، ولا يكون البر برا ولا الإحسان إحسانا إلا إذا أنفقوه على مرضى منطقتهم.

لا شك أن أهل البر والإحسان على يقين أن ما أنفقوه على مرضى مناطقهم فيه إشارة قاطعة إلى العصبية التي قال فيها نبينا محمد صلوات ربي وسلامه عليه: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ دَعَا إِلَى عَصَبِيَّةٍ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ قَاتَلَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ مَاتَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ".
ومع ذلك يتجرد من إسلامه بالتشبث بالعصبية، ويغلب طريق النار على طريق الجنة، ونصيحتي:

يا ولاة الأمر في مستشفى الجمهورية، اهدموا الجدار وأعيدوا البوابة إلى سابق عهدها.
يا أهل البر والإحسان، أنفقوا مالكم على المسلمين من المرضى سواء من حبيش أو عدن أو بنجلاديش.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى