​بين مد وجزر.. تشكيل الحكومة يزيد المخاوف ويطبع الحياة

> تقرير/ فردوس العلمي:

> يأس شعبي من الخروج بتشكيلة تضع حدا للمعاناة واتهامات للتحالف
حكومة المناصفة ستحكم من صنعاء أو عدن؟!
فيما يدخل توقيع اتفاق الرياض عامه الثاني ويتعمد الساسة المماطلة في وضع حد للحروب الإنسانية التي قضت على الشعب مستغلين ذلك في تضخيم رؤوس أمولهم وضمان مواطئ قدم لهم في الخارج بعد ما أسهموا في تمزيق الوطن وأنهكوه حتى بات يبصق شعبه ويتقيأ ثوابته، تضيّق الأزمات المفتعلة خناقها على المواطن في عدن بشكل خاص، فإلى جانب الحرب الخدماتية والاقتصادية يعيش في قلق وتوجس وترقب، وتتردد أسئلة عن شكل الحكومة متعسرة الولادة وأفرادها المخلّصين وعما إذا سيتحسن الوضع عقبها ومن أي عاصمة ستحكم وما إذا كانت ستعيد صنعاء إلى أحضان الدولة، والكثير من الأسئلة المملوءة باليأس والاستسلام عن مصير الفسدة.. "الأيام" استقرأت آراء المواطنين متحسسة مواضع الأمل لديهم في الحكومة المرتقبة.

د. نجيب إبراهيم
د. نجيب إبراهيم
الباحث السياسي د.نجيب إبراهيم سليمان قال "نحن في وضع الدولة الفاشلة بكل مؤشرات الفشل وملامح الانهيار منذ ما قبل الحرب، وأتت الحرب لتكمل على ما تبقى من أثر للدولة الغائبة فعلاً، عندما تنهار المؤسسات وتغيب المسئوليات يحدث تغول للفساد وتنفلت الضوابط مما يجعل الفوضى سيدة الموقف.
لا شك أن تشكيل الحكومة قد يخفف من حالة الاحتقان السياسي وربما العسكري، ويفترض أن يكون لتوجهات الحكومة، إذا ما كتب لها النجاح، أن تساعد على إعادة الحياة إلى مؤسسات إدارة شئون المجتمع".

وأردف "طبعاً حكومة المناصفة هي حكومة (القِوَى المتناقضة) هل تستطيع أن تحدث فارقا في الوضع العام سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، أم ستكون إطارا لشرعنة الفساد واقتسام الموارد والإجهاز على ما تبقى من الأراضي وتوظيف إمكانيات الدولة للمصالح السياسية لفرقاء الأزمة؟ باعتقادي أن تشكيل الحكومة قد يحدث توسيعا للأزمة ولن يكون تشكيلها نهاية المأساة بل بداية فصل جديد من فصول الصراع على المصالح.. أنا لا أقول ذلك تشاؤما ولكن قراءة المعطيات وتعسر ولادة حكومة من هذا النوع يؤكد صعوبة النجاح في الظروف الراهنة".

وحمل الباحث التحالف المسئولية القانونية والأخلاقية لما يحدث "كون الدولة فاقدة للسيادة والقرار السيادي المستقل، وأصبحت السُّعُودية هي صاحبة الوصاية على البلاد وحاضنة للقوى المتصارعة وتستخدم الدولة الهلامية كأوراق سياسية تغطي بها مصالحها في منطقة الصراع وجغرافية الأزمة (اليمن شماله وجنوبه)".
وقال: "الحرب هي السبب الأول والرئيس لعرقلة استقرار الوضع والاستتباب السياسي والأمني الذي ينعكس على الحياة العامة وعلى مؤسسات الدولة، فالحرب تعمق الأزمة وتنشئ أرضية وبيئة خصبة لتجار الحروب وبالتالي تكوين منظومة فساد تنخر المؤسسات وتجند كل ثروات وخيرات البلد لمصالحها، ظهور شبكة المصالح بشكل فاضح وجريء يتمادى في تجاوزاته على القوانين والأنظمة والقضاء والعدالة بل ويجير كل شيء لخدمته، علما أن الفساد لم يعد ذا طابع بل تشابك مع الفساد الإقليمي والدولي، وهذه الخصوصية نشأت في بلادنا وساعدها كثيراً غياب الدولة على الأرض، لدينا حكومة سياحية تلتهم كل الإمكانيات وتعيش حالة البذخ وتنمية أموال الفساد والعقار ليس في الوطن بل خارج الوطن.. أمام كل ذلك هل نعتقد أن هذه الأساطين ستسعى لضرب مصالحها بتشكيل حكومة تحد من سطوتها على الأرض والثروة والمال؟ بالتأكيد هي تتضامن مع الفساد وهي المستفيد الأول من عرقلة تشكيل الحكومة".

وأشار إلى أن هناك أسبابا أخرى ترتبط بالحاجة الإقليمية والدولية التي لا تعتبر الأزمة اليمنية أولوية في الاهتمام والتنازل والمعالجة والحل، لأن ذلك قد يعيد بعضا من مقومات السيادة الوطنية وبالتالي فقدان التحكم في الموقع الجيو سياسي والجيو استراتيجي في ظل احتدام الصراع على النفوذ في المنطقة والعالم المعاصر، مؤكدا أن الكل يتحمل مسئولية ما آلت إليه الأمور في البلاد، والهروب من المسئولية وإدارة الظهر لتلك التراكمات المخيفة في حياة المجتمع ستقود إلى عواقب يصعب إحكام السيطرة عليها.

 وقال: "إن الخروج من مستنقع الأزمة والمراوحة بين خدمة مصالح الإقليم والتشظي الداخلي وإعادة استتباب الأمن والاستقرار سيتم من خلال تشكيل حكومة إدارة الجنوب التنموي المحرر وحكومة إدارة الحرب في الشمال، نظرا لاختلاف الظروف والمهام في الشمال والجنوب، ربما هذا الحل ينتزع فتيل الصراع داخلياً ويمكن إدارة الجنوب بحكم رشيد وحكومة حرب في الشمال، ذلك قد يمهد لحلول أخرى أكثر ضمانة وثباتا في مستقبل العلاقات في المنطقة".

عهد جعسوس
عهد جعسوس
مدير دائرة المرأة بصندوق الرعاية الاجتماعية في عدن عهد جعسوس قالت: "في اعتقادي أن تشكيل الحكومة سيزيد الطين بلة، لأنه حتى لو اتفقوا على الورق وقسمت المناصب والكراسي سيظلون يتقاتلون على الأرض والموارد، للأسف سوف نوصل لحال أصعب وأسوأ مما نحن فيه بسبب حب الذات، والوطن له الله".
 وتابعت عن دور السياسيين في إنهاء الأزمات الراهنة "السياسيون هم رأس الهرم في الفساد، هم الفاسدون الحقيقيون بمرتبة الشرف والباحثون عن مصالحهم فوق مصلحة الوطن والأرض والإنسان".

م. حسن سعيد
م. حسن سعيد
م.حسن سعيد يرى أن تشكيل الحكومة لن يحسن الوضع إطلاقا، لأن "أي حكومة محاصصة بين أطراف سياسية متناقضة إلى أبعد حد، كل طرف يتربص بالآخر ويبحث عن الأعذار لإفشال تشكيلها منذ بداية الاتفاق إلى الآن، فما بالكم عند تشكيلها؟ ستزداد المكايدات السياسية بين جميع الأطراف ليفشل كل طرف الآخر، والنتيجة في الأخير ازدياد المعاناة على المواطن التي وصلت إلى حد لا يطاق ويظل المواطن يدفع الثمن في الوقت الذي يزداد فائدة كل طرف وعدم معاناتهم لتواجدهم بعيدين عن معاناة المواطن وخارج الوطن يتنعمون هم وأسرهم بالعيش الرغيد".

وأضاف: "أعتقد وبكل وضوح أن هناك التحاما متكاملا بين الفئتين؛ الفاسدين والسياسيين، وأصبحوا يشكلون وجهين لعملة واحدة لا تستطيع أن تفرق بينهما أو تفصلهما، وهم المستفيدون من وجع وألم المواطن، ويستثمرونه لمزيد من التكسب في مختلف مناحي الفساد بالبلاد".
علي محمد يسلم بافقاس، مدير مبيعات وتسويق سابق، أكد أن "تشكيل الحكومة أو عدمه لا قيمة له مادامت القرارات بيد السفير السعودي"، مشيرا إلى أن من يعرقل تشكيل الحكومة هم الفاسدون والسياسيون "كلهم ألعن من بعض".

علوي اليزيدي
علوي اليزيدي
المواطن علوي صالح اليزيدي ليس لديه أمل في أن تشكيل الحكومة سيحسن الوضع، مجيبا على سؤالي من المعرقل الفاسدون أم السياسيون؟ "وهل يوجد فاسدون غير السياسيين؟!".
إيمان زبيدي
إيمان زبيدي
التربوية إيمان زبيدي قالت: "نحن في عدن ننتظر الجديد لعلى وعسى أن تتغير الموازين إلى الأحسن، وطبعا السياسيون هم الفاسدون، والفاسدون هم السياسيون".

شوقي السقاف
شوقي السقاف
رئيس مركز القادة للتدريب والاستشارات شوقي السقاف متفائل بأن تشكيل الحكومة سيسهم في تحسين الوضع "تشكيل الحكومة سيحسن الوضع إذا أُحسن اختيار الأشخاص وكانت حكومة تكنوقراط".
واستغرب المواطن عفان الناصري من تشكيل حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب قائلا :"هل تحررت صنعاء حتى تشكل الحكومة؟! يشكلون حكومة حينما تتحرر صنعاء هنا يحق لهم أن يتكلموا على تشكيل الحكومة، لدي تساؤل.. لو تشكلت الحكومة هل ستحكم من صنعاء أو عدن؟!".

محضار السعدي
محضار السعدي
عقيد ركن محضار السعدي أكد أن هناك أطرافا ليس في صالحها تشكيل حكومة، لاختلاف الأهداف والمشاريع والمصالح، ولكن ممكن أن تشكل تحالف عصابات وقوى متنفذة تمارس خططها واستراتيجيتها الناهبة لخيرات الشعب واستمرار حكمه تحت غطاء وعباءة يطلق عليها حكومة وشرعية مختطفة، مضيفا "اتفاق الرياض أعطى للقوى التقليدية التي تعودت أن تكون في قمة السلطة بممثليهم ما سنطلق عليه حكومة ونسبتهم ستكون 75 % منها، بينما من يمثل القضية الجنوبية نسبته 25 %  فقط، ورغم ذلك نحن في العام الثاني من توقيع الاتفاق والحكومة لم تشكل بعد".

وقال إن تشكيل حكومة بوجود أطرافها من عصابات حرب 94م ضد الجَنُوب لن يحل الوضع مطلقا، وإن "دولا إقليمية بكل أسف تلعب باستقرارنا السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي والإعلامي والمعيشي دون خجل أو احترام لمهامها ومسئولياتها التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدُّوَليّ وفقا والفصل السابع منه، مع الأسف تدار المعركة في وطني الجنوب بالحرب والنار واستنزاف الرجال والعتاد وصنع الأزمات لخدمات المواطن وقوته، ولن نتخلص من هذه المعاناة إلا بقرارات حاسمة وجريئة وشجاعة من الجهة المخولة شعبيا قيادة المجلس الانتقالي وبالتعاون مع المقاومة الجنوبية وجيش الجنوب الوطني والوحدات وقوات المسلحة الشابة وبمساهمة فاعلة وبتعاون كل فئات شعبنا الصامد الحر".

وجاء رده عمن المعرقل: "الفاسدون المخضرمون وأصحاب أكاديميات الفساد في اليمن هم السياسيون، فالفساد متأصل فيهم، صفاتهم وأخلاقهم واختيارهم، فهم لن يكونوا سياسيي البلد وواجهتها في قمة الحكم والنفوذ إذا لم يكن مشهودا لهم بالفساد عند صناعهم في الداخل والخارج، السياسيون في اليمن هم ناهبو الثروات مدمرو وبائعو المواقف والمبادئ والأوطان، والفساد الإداري أو المالي ممكن يكون مقدورا عليه عندما تكون قيادة الدولة والحكومة والجهات السيادة التشريعية والتنفيذية مخلصة ووطنية تحترم القيم والأخلاف والواجبات الدستورية واحترام القانون والقضاء، ولكن الموجود في اليمن وفي كل حكوماته هو الفساد السياسي، وهذا لا يتغير بالإصلاح والتطبيب، وإنما بالتجذير والتغيير الكامل باستراتيجيات وأهداف جديدة بعد تقييم شامل لكل جذوره وأسبابه.. الفساد السياسي لدينا ليست له حدود أو مقياس، وواقع معاناة الشعب في الشمال أو في الجنوب يعكس ذلك بوضوح تام".

جهاد عوض
جهاد عوض
ويظن المواطن جهاد عوض أنه إذا لم تصدق نوايا الحكومة المشكلة وتضع نصب عينها هدف إخراج البلاد من دوامة الأزمات التي تعصف بالمواطن لن يكون عملها ملموساً وفاعلاً على الواقع.
وقال "إن تشكيل الحكومة يجب أن يكون بعيدا عن المحاصصة والتكتلات الحزبية، باختيار كادر من الشباب متخصص وصاحب يد نظيفة وأمينة، وإن أي حكومة قادمة ستواجه صعوبات جمة إذا لم تحارب الفساد وتضارب المهام والأعمال بين المؤسسات وتوقف غلاء الأسعار وتدهور العملة".

وتابع "أكيد في ناس مستفيدة من بقاء الأوضاع هكذا من الجهات والطبقات المختلفة سواء فاسدين أو سياسيين، لأنهم يستغلون الوضع المتردي لغياب الحكومة في تعميق الأوضاع والأزمات لمصالحهم الشخصية والحزبية، ولا يبالون بما يعانيه المواطن فالأهم عندهم أنفسهم وحاشيتهم".
د. فضل الربيعي
د. فضل الربيعي
وقال د.فضل الربيعي أستاذ جامعي إن: "تشكيل الحكومة أخذ مدا وجزرا كبيرا جدا، هذا أمر يحتاج إلى قراءة مثالية، فهل فعلا التحالف وبالذات المملكة العربية السُّعُودية لديها النية لإيقاف الصراع الداخلي بين المعسكر المتحالف ضد الانقلابيين أم أن الوضع تسويف وتمرير وقت لمشاريع وأجندات خارجية لا نعرفها نحن في الجَنُوب تحديدا؟".

وألمح إلى أن تشكيل الحكومة سيساعد إلى حد كبير جدا في استقرار الأوضاع الأمنية، وثم سينعكس على استقرار الأوضاع الاقتصادية وسيكون له أثر في عودة الحكومة وخاصة في القطاع الخدمي، منوها بأن عدن واقعة تحت ضغط مزدوج، "الضغط العسكري من الخارج محور عدن والضغط الخدمي من الداخل، وفي ظل هذا الوضع أظن أن عدن لن تصمد كثيرا وربما هناك من يريد استمرار هذا الوضع وهذه الضغوطات على عدن، فإذا ما أخلصوا نواياهم حول استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية في المحافظة الأمور ستسير نحو حلحلة الأزمة اليمنية برمتها".

وأوضح أن هناك أجندات غير معلن عنها سواء فيما يخص الحرب أو فيما يخص التسويات السياسية تعرقل نجاح إعلان الحكومة، مؤكدا أن أطرافا سياسية لديها أجندات أخرى تحاول الانتقاص من هذا المجتمع الذي قدم تضحيات كبيرة وتجاوز فترة التعاطي الإيجابي مع دعوات التحالف، وأن العرقلة تتم من قبل أطراف كثيرة أولها المستفيدون من بقاء الحرب وهي الخاسرة.

وأكد "لا فرق بين الفاسدين والسياسيين، عندما أتكلم عن السياسيين أعني الذين لديهم سلطة اتخاذ القرار، فهم الفاسدون بذاتهم، المستفيدون سياسيون وفاسدون، الفاسد اليوم لديه سلطة وبالتالي هو سياسي.. سياسي فاسد".
ماجد الداعري
ماجد الداعري
الصحفي ماجد الداعري قال: "نعم سيتحسن الوضع إذا كانت حكومة كفاءات وطنية وليست محاصصة سياسية كما هي المعطيات القائمة للحكومة المرتقبة"، مشيرا إلى أن من يعرقل تشكيلها لوبيات سياسية فاسدة من القوى النافذة داخل حكومة الشرعية.
ولاء وديع
ولاء وديع
ولاء وديع ثابت، مواطنة، لا تظن أن تشكيل حكومة جديدة سيحسن الوضع العام، معللة ذلك بأن كل تشكيل حكومي سابق وجديد يتم فيه إعادة تدوير نفايات، "نفس الوجوه، واختيار الحكومة لا يتم بناء على كفاءات بل محصصة شلة فاسدة تسترزق من الوضع الراهن، والنية لإصلاح البلد معدومة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى