استعداداً لمواجهة الموجة الثانية من فايروس كورونا.. المحجر الصحي بمستشفى الجمهورية يرصد 24 حالة

> متابعة/ فردوس العلمي:

> نكران لحقيقة الجائحة رغم المأساة!
فيما لا يزال العديد من المواطنين ينكرون حقيقة وجود الفايروس، على رغم رؤيتهم آثاره المميتة خلال الأشهر الماضية، تستعد الجهات الصحية لمواجهة الموجة الثانية من جائحة كوفيد-19 المرتقبة في محاولة لتدارك الأخطاء التي حدثت في الموجة الأولى، وحفظا للأرواح التي أزهقت دون وعي.
مركز الحجر الصحي في مستشفى الجمهورية بخورمكسر جاء نتاج جهد مشترك بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر والصليب الأحمر النرويجي والفنلندي والهلال الأحمر اليمني.

ويعمل في المركز 11 طبيبا، أربعة منهم أجانب وطاقم تمريضي مكون من 100 شخص، و11 عامل نظافة، و 12 عامل صيانة، و 18 حارسا، و10 سائقين، ويتوافر لدى المركز عدد من سيارات الإسعاف لنقل المرضى من وإلى المركز.
مدير مركز الحجر الصحي السيد ماركوس أوضح لـ "الأيام" أن مجمل الحالات المؤكدة الواصلة للمركز التي دخلت منطقة "الترياج" 24 حالة من أصل 292 حالة أجرت الفحص المجاني منذ الافتتاح في 21 سبتمبر 2020م حتى الآن.

ونظمت اللجنة الدولية زيارة ميدانية للمركز بالتنسيق مع مبادرة " كن فاعلا" التي استمرت على مدى ثلاثة أيام، شارك فيها 22 شخصا من رؤساء وقيادات منظمات المجتمع المدني في عدن.
وحسب اللجنة فإن الزيارة جاءت بعد ورشة عمل تعريفية للاطّلاع على مدى استعداد مركز الحجر الصحي، ونشاط اللجنة والتجهيزات المتوافرة لمواجهة الموجة الثانية من الجائحة، وقد تم استعراض الزي الذي أُلزم العاملون بارتدائه، وآلية الوقاية المتبعة لمنع العدوى والرعاية المقدمة للمرضى.

وطمأن رئيس البعثة السيد عبد الرحمن إسماعيل المشاركين في الزيارة، وقال:" سعداء أن يكون المجتمع المدني في عدن بهذه القوة وهذا الوعي والتماسك في خدمة مواطنيه، ونحن في اللجنة نعي دوركم الكبير في توضيح الأمر للمواطنين وإزالة القلق والخوف، الذي علق في فكر وقلب المواطن اليمني عامة والعدني خاصة، الذي ربما فقد الثقة في القطاع الطبي"، مؤكدا أن اللجنة الدولية على قدر عال من الاستعداد لمواجهة الجائحة.

وتابع: "في الفترة الماضية كان الوباء جديدا، ولم يكن الجميع على استعداد؛ لذا زاد الخوف والقلق وهذا يعود لطبيعة الإنسان المتوجسة عند مواجهة الجديد، ولكنا، الآن، نعلم كثيرا عن هذا الفايروس، ونعلم كيف الوقاية منه، وتم تجهز مركز الحجر الصحي المتخصص لمواجهة الوباء، وتوجد فيه خبرات أجنبية ومحلية في الجانب الصحي، ومتوفرة هنا كل الأجهزة والمستلزمات الضرورية للتصدي لكوفيد -19".

وكانت الزيارة فرصة للتعبير عن الأسف والغضب نتيجة الخذلان وعدم المبالاة التي واجهتها مدينة عدن خلال الفترة السابقة، وما ألحقه من فقد الأعزاء أمام أعين أحبتهم دون أن يكونوا قادرين على إنقاذهم أو مساعدتهم، بسبب إغلاق المرافق الصحية، ورفض المستشفيات استقبال الحالات المرضية في منتهى الأنانية والاستهتار الذي أعقبه العديد من الوفيات.

وأكد الحاضرون أنه كان يمكن تجنب الكارثة فيما لو كان القطاع الصحي قد قام بالدور المناط به، بدلا عن التخلي واستغلال الحاجة عن طريق رفع قيمة العلاج والفحوص والمستلزمات الوقائية؛ مما اضطر الكثيرين إلى البقاء في المنزل واستخدام الطب البديل أو الرحيل بصمت وألم، مشيرين إلى قلقهم البالغ من تكرار المأساة في حال ضربت المدينة موجة ثانية من الفايروس.

ولم يخف الزائرون للمركز تخوفهم من الإصابة وانتقال الفايروس إليهم في أثناء الزيارة، لكن فريق عمل اللجنة الدولية طمأنهم أن بقائهم خلال فترة الزيارة سيكون في المنطقة الآمنة، مع تطبيق مبدأ التباعد الاجتماعي، وقد قسموا إلى ثلاث مجموعات، وتعرفوا على الأجهزة المتوافرة في المركز وطاقته الاستيعابية وأساليب الوقاية والعناية للمرضى.

وقسمت لجنة الصليب الأحمر المركز إلى منطقتين: صفراء، وهي المنطقة الآمنة التي تضم عددا من الخيام الخاصة بالعاملين والأطباء والممرضين وخيمة خاصة بالمستلزمات الطبية والأدوية، وأخرى خاصة بالأشعة، وأخيرة لتغيير الملابس قبل الدخول إلى المنطقة الحمراء الخاصة بالمصابين التي تحوي قسمين: أحدهما لتغيير الملابس بعد الخروج لضمان تجنيب العاملين العدوى.

وأوضحت د. كاثرين الطبيبة في مركز الحجر أن : "أي شخص يصل المحجر ويعاني أعراض اشتباه تجرى له الفحوص الكاملة. هناك خيام خاصة بالمشتبه بإصابتهم، حيث يظلون هناك حتى استكمال الفحوص، وإذا كانت النتائج سلبية فيمكنهم العودة إلى منازلهم، أما أصحاب النتائج الإيجابية يتم حجزهم في المحجر، وإذا كانت الحالة حرجة يتم إرسالها إلى العناية المركزة المخصصة لمرضى كورونا"، ونوهت بأنه ليست هناك مدة محددة للبقاء في المحجر؛ فكل مريض ومدى استجابته للعلاج ومقدار تدهور الحالة، "الأشخاص المشكوك بإصابتهم نطلب منهم عزل أنفسهم في منازلهم، لكننا ندخل المرضى الذين ظهرت عليهم الأعراض إلى منطقة "الترياج" أكانت سعال، ضيق تنفس، ضعف عام وفتور، صداع، ألم عضلي، ألم في الحنجرة، زكام متواصل أم تقيؤ وغثيان".

ويبقى المرضى في مركز الحجر على تواصل بأسرهم عبر الإنترنت، ويتولى فريق اللجنة توفير كل ما يحتاجه المريض من فحص وأدوية وغذاء مجانا، فيما يسمح ببقاء أحد أفراد الأسرة مع المريض إن كان من ذوي الاحتياجات الخاصة أو طفل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى