اللهم اشدد على مُضَر

> هذا ما قاله سيد المرسلين حينما عانى المؤمنون من ظلم وجور الكفار والمشركين في مكة، ومضر قبيلة كبيرة من قبائل العرب، وهي اليوم يوجد ضحاياها في العراق وسوريا والصومال وليبيا واليمن، بل في معظم دول العالم العربي، والسبب ابتعادنا عما هدانا الله وأمر، ومن فجور التجار والغياب المتعمد للدولة بمعلومية أولياء الأمر.

وباعتقادي لو تسلسلنا بما ذكرناه من أسباب بتمعن لرأينا أنا نحن نحن سبب ذلك، وقد قيل سابقا أعمالكم عُمالكم! لم نراعِ ونقُم بما أمرنا الله سبحانه ورسوله الصادق الأمين بما وجب علينا أن نقوم به من واجبات وحقوق، وابتعادنا عن ذلك سبب انتكاساتنا والغلاء والمجاعة، فانتشر بين أواسطنا قلة الحيلة والحياء والرشوة والمخدرات وفعل المنكرات نهارا جهارا، نصلي في صفوف أُولي النُهى والأحلام والصفوف الأولى في المساجد ونحن من نؤذي جيراننا مرارا، ولا نقوم بالتوجيه والنصيحة للخاص والعام، ويقضي معظمنا بالأركان، ولا نتورع عن أذى الخلق ولا إماطة الأذى عن الطريق.

وهذا أحد أسباب العذاب من الله لما نحن فيه من غلاء ومجاعة، لإهمالنا ما أمر به الله سبحانه وهدي رسوله. وما يحل اليوم بنا وما نعانيه إلا نتاج أعمالنا، كما حل على آل فرعون من سنين قحط ومجاعة، وآل سبأ من استبدال نعيم الله بخبائث النعم من النبات الخمط والسدر والأثل.

نأتي للسبب الثاني، وهم التجار، وكما قال رسولنا الكريم: "كل التجار يدخلون النار إلا المتقين" لأنهم فجار يحلفون ويكذبون، وهكذا نراهم اليوم في واقع الحال يمارسون أفظع الجشع وأحقره، ويقسمون كذبا دون حسيب ولا رقيب، ودون مخافة الله لحال عباد الله الطيبين، السبب بتصرفاتهم إلى ميول الشباب للعنف والشطط وجنوحهم لبيع المحرمات كالمخدرات والمشروبات الروحية وحبوب التخدير وممارسة الرذائل، ليفوا بمتطلباتهم الحياتية اليومية ومستلزمات أسرهم وعوائلهم. فيا أيها التجار خافوا الله! ولا تعيثوا في الأرض الفساد وكلنا جميعا أمام الله يوم الحساب.

نأتي للسبب المهم والأهم وهو غياب الدولة وولي الأمر وهذا ما أدى إلى استفحال مرارة حالات السبب الأول والثاني، بل هم مع السبب الثاني يمارسون التجارة والعبث والإفساد للمجتمع، وهذا لم يحدث بعصور الجاهلية الأولى، إذ كانوا أهل ذاك الزمان تحكمهم الأعراف والشرف والعرض، أما ما نراه اليوم من بيع الأرض والعرض فلا نستغرب ما يمارس علنا وبأقبح الصور.

ونسال الله سبحانه أن يغير حالنا إلى أحسن حال، ويهدي شبابنا، ويحنن قلوب تجار هذا الزمن ويولي علينا خيارنا، آمين آمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى