محللون: سطوة الحرس الثوري على "الدبلوماسية الإيرانية" تقوض دورها

> ​سلط محللون سياسيون الضوء على ملامح السياسة الخارجية الإيرانية، مؤكدين أن الدبلوماسية الإيرانية تعاني من الخلل وضعف التأثير؛ في ظل تدخل أجهزة أمنية بارزة في القرار الدبلوماسي الإيراني.
وقال الكاتب والمحلل الإيراني، بهنام قليبور، إن ”السياسة الخارجية الإيرانية تعاني منذ سنوات من تدخل أجهزة أمنية مؤثرة في قراراتها واستراتيجيتها؛ الأمر الذي أصاب الدبلوماسية الإيرانية وأضر بملفات التفاوض مع الكثير من الدول الأجنبية“.

وأضاف قليبور في مقاله المنشور، يوم الأحد، على موقع ”إيران واير“ الإخباري المعارض، أن ”الأجهزة التي تتدخل في عمل السياسة الخارجية الإيرانية تجهل كيفية التعامل مع ملفات دبلوماسية أهمها التفاوض، كما تفتقر دقة انتقاء أشخاص على علم بأمور التفاوض والتباحث مع الأطراف الأجنبية“.
وأشار إلى أن ”أبرز الأجهزة الأمنية ودوائر الحُكم التي تتدخل في السياسة الخارجية الإيرانية تتمثل في قوات الحرس الثوري، ومجمع تشخيص مصلحة النظام، فضلا عن عشرات الهيئات الخاضعة لمؤسسات المرشد الأعلى، علي خامنئي“.

ورأى أن ”تدخل الأجهزة سالفة الذكر في السياسة الخارجية الإيرانية خلق نوعا من التنافسية فيما بينهم؛ وذلك للتفرد لدى المرشد الأعلى للنظام“، لافتا إلى أن ”الحرس الثوري بات اللاعب الأبرز في سياسة طهران الخارجية، خاصة منذ اندلاع الأزمات السياسية والعسكرية في سوريا والعراق“، مؤكدا أن ”تدخلات الحرس الثوري في السياسة الخارجية كان موضع رفض وغضب مسؤولي الحكومة الإيرانية ووزراء الخارجية المتعاقبين، حتى أن دراسة حكومية حذرت من كثرة التدخلات الأمنية في السياسة الخارجية“.

ونوه قليبور إلى أن ”دراسة منشورة في مجلة الدراسات الاستراتيجية للسياسات العامة التابعة لمركز الأبحاث الاستراتيجية لرئاسة الجمهورية الإيرانية، أكدت أن التدخلات الأمنية في القرار الدبلوماسي الإيراني أسفر عن عزل وانزواء طهران في القضايا الإقليمية والدولية“.
وحسب الدراسة، فإن ”الأجهزة التي تتدخل في شؤون السياسة الخارجية تعمل على زيادة التوترات، في ظل غياب الدبلوماسية واللغة التفاوضية عن هذه الأجهزة، وإيمانها بالمذهبية والنهج العسكري في التعامل“.

تفاوض إيراني أمريكي محتمل
من جهته، تناول المحلل الإيراني، أحمد رأفت، مسألة دخول إيران في مفاوضات محتملة مع الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة، جو بايدن، وموقف التيار المتشدد من هذه المفاوضات إن تمت.
وقال رأفت في مقاله المنشور، اليوم الأحد، في صحيفة ”كيهان.لندن“، إن ”التصريحات الأخيرة للمرشد الإيراني، علي خامنئي، ربما ألمحت إلى استعداد طهران لأخذ خطوة في سبيل رفع العقوبات الأمريكية؛ في ظل تراجع الاقتصاد الإيراني“.

وكان المرشد الإيراني، علي خامنئي، قال مؤخرا في لقاء جمعه بكبار قادة النظام، إنه ”إذا استطعنا رفع العقوبات، فلا يجب أن نتأخر ولو ساعة واحدة عن ذلك“؛ الأمر الذي فسره محللون على أنه ضوء أخضر من المرشد للدخول في مفاوضات مع واشنطن.
في هذا الإطار، كثفت وسائل الإعلام الإيرانية المقربة من التيار المتشدد تقاريرها حول ما اعتبرته ”تحريف تصريحات المرشد الإيراني، واستبعاد إمكانية دخول طهران في مفاوضات محتملة مع واشنطن“.

واعتبر رأفت أن ”خامنئي يعمل في الوقت الراهن على إصلاح بعض الأمور التي أدخلت طهران في أزمات دولية انتهت بفرض العقوبات الاقتصادية، لافتا إلى قرار المرشد الإيراني الأخير بإعادة بحث الأجهزة الحكومية لملف انضمام طهران لمعاهدات دولية خاصة بمكافحة تمويل الإرهاب“.

وأكد أن ”هذا الملف يجوب بين مختلف أجهزة النظام الإيراني دون قرار نهائي، حيث تتحفظ بعض الأجهزة التي يسيطر عليها المتشددون على تمرير قرار انضمام طهران لهذه المعاهدات؛ إذ يرون في هذا القرار تقييدا لأنشطة المؤسسات الاقتصادية للحرس الثوري داخل وخارج إيران“، منوها إلى أن ”الأجهزة الخاضعة لسيطرة المتشددين لن تُقدم على تمرير هذه المعاهدات في المرحلة الراهنة، حتى تتضح سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه إيران، وموقف جو بايدن من العقوبات المفروضة على طهران“.

وأنهى رأفت مقاله بالقول، إن ”السياسة الخارجية الإيرانية حائرة بين توجهات المتشددين من جهة، وحكومة الرئيس حسن روحاني، من جهة أخرى، وإن روحاني يأمل في رفع العقوبات الأمريكية في عهد جو بايدن، بينما يرفض التيار المتشدد سياسة التفاوض، ويصر على المضي قدما في سياسات النظام وبرامجه النووية والصاروخية“.

إرم نيوز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى