​أبين تتنفس الصعداء بعد أشهر من المواجهات العسكرية

> تقرير/عبدالله الظبي

> أمنيات بتطبيع الأوضاع وإعادة إعمار ما خلفته الحروب
عاد الهدوء إلى محافظة أبين مؤخراً بعد أشهر من المواجهات بين القوات المسلحة الجنوبية وقوات الحكومة اليمنية عقب انسحاب المتحاربين من كافة جبهات القتال، وإعادة انتشارهم وتموضعهم حسب خارطة أعدتها قيادة قوات التحالف العربي.
واستقبل المواطنون بمحافظة أبين عملية الانسحابات العسكرية من خطوط المواجهات وتطبيق الشق العسكري من اتفاق الرياض بترحيب كبير، وباتت الأوضاع الأمنية تشهد استقراراً ملحوظاً في عاصمة المحافظة زنجبار ومديرية خنفر ومناطق الدلتا، وعبر عدد من المواطنين والشخصيات الاجتماعية في المحافظة عن مدى سعادتهم وتفاؤلهم بإنهاء الحرب والعودة إلى السلام.

صحيفة "الأيام" التقت بعدد من الشخصيات والمواطنين بالمحافظة، عبروا عن أملهم بأن تتوقف الحروب في محافظتهم، وأن يكون الانسحاب العسكري بداية لدوران عجلة التنمية في المحافظة وخطوة لمعالجة أضرار الحرب والحروب السابقة والوفاء بتعهدات الدولة، فيما يخص صندوق إعمار المحافظة.

تفاؤل كبير
فيصل بلعيدي
فيصل بلعيدي
يقول الشيخ فيصل الحاج بلعيدي، أحد الشخصيات الاجتماعية في محافظة أبين بحديثه لصحيفة "الأيام: "سعدنا كثيراً بعملية تسريع اتفاق الرياض، وبجدية الأشقاء في المملكة العربية السعودية والتحالف العربي لأنهاء الحرب الدائرة في المحافظة، وشعرنا اليوم بفرح وطمأنينة، ونحن نرى قوات العمالقة تنتشر في المواقع الأمامية لجبهة الشيخ سالم، ومغادرة الطرفين المتحاربين بسلاحهم الثقيل  وعدتهم وعتادهم  رمال أبين، متمنين أن تكون هذه الحرب آخر صراع في محافظة أبين الجريحة الصابرة، ونتمنى أن يعي أبناء أبين المسؤولين في قمة هرم السلطة ما تعانيه محافظتهم بسبب اختيارها دائماً ساحةً للحروب، وأن يكون لهم دور في منع ذلك مستقبلاً".

لم تتوقف مساعي الخير
وأضاف: "رغم بشاعة الحرب وما أنتجته من مآسي  وما خلفته من أوجاع إلا أن هناك بعض الأمور الطيبة التي يعتز بها أبناء أبين، وتمثلت في ما قامت به لجنة الوساطة القبلية التي قام بها مشايخ وشخصيات اجتماعية في أبين منذ بداية اندلاع الحرب لفتح الطريق الدولي أمام العالقين المدنيين، وكذلك الهدنة أثناء عيد الفطر وعيد الأضحى، وأسهمت إسهاماً كبيراً ومحورياً في عملية تبادل أسرى الحرب بين الطرفين، وأيضاً المبادرة والتدخل لحل كثير من المشاكل التي تطرأ بين القوتين المتصارعتين فيما يخص الجانب الإنساني، وتسهيل مرور بعض الحالات الإنسانية ومرور جثث الشهداء والمتوفين حتى أثناء الليل والخط مغلق، وهذا يؤكد أن أبين ما زالت بخير، وأنها تمرض لكن لا تموت".

وتابع: "بعد طي صفحة حرب أبين نأمل أن نرى عجلة التنمية تدور في المحافظة، وتتم معالجة أضرار حروب أبين بدءاً من حرب القاعدة مروراً بحرب الحوثيين، وأخيراً هذه الحرب ومعالجة أضرارها الكارثية وقبل ذلك إطلاق سراح الأسرى، وندعو الله أن يشفى الجرحى، والرحمة لمن كانوا وقوداً لهذه الحرب".

محبة وتسامح وتعايش
محمد المرقشي
محمد المرقشي
من جهته، قال محمد سعيد المرقشي، من أهالي المحافظة: "إن الحرب دمار وهلاك، ولا أحد يتمنى أن يهلك أو يتعرض لدمار نفسي ومعنوي، كلنا مع وقف الحرب والإبقاء على روح الإخاء والمحبة والتسامح والتعايش والقبول بالآخر والسلام الدائم، وما نعانيه اليوم من جروح ونكبات يكفينا".
وتابع: "نتمنى أن يتجه الجميع اليوم لبناء العنصر البشري الذي يمثل الأساس لأي نهضة، فالثروات في باطن الأرض لا معنى لها إن لم يحسن استثمارها في بناء الإنسان الذي يعد ركيزة أساسية في التنمية والرخاء".

خطوة إيجابية تصب في مصلحة المواطن
ناصر الجريري
ناصر الجريري
من جانبه، قال الإعلامي ناصر محسن الجريري: "توقف الحرب والصراع في المحافظة بعد أن تم الإعلان والاتفاق على الشق العسكري من اتفاقية الرياض يعد خطوة إيجابية تصب في مصلحة المواطن بدرجة رئيسية، وثانياً جنبت المحافظة المزيد من ويلات الصراع، ونؤكد أننا استقبلنا القرار والاتفاق بارتياح شعبي واسع مع توجس البعض من عدم تطبيقه بشكل كامل".

أولويات ما بعد وقف الحرب
وتابع: "أرجو أن يتم تنفيذ هذا القرار والبدء بانسحاب كافة الوحدات، والتشكيلات والألوية العسكرية من قبل الجانبين في المحافظة كي تعود المياه إلى مجاريها وعودة الحكومة إلى عدن في القريب العاجل".
وتمنى من الحكومة أن تعمل على حلحلة الوضع الاقتصادي في البلاد، وتثبيت الأمن والأمان والقضاء على الفساد وتجفيف منابعه كي تعود ثقة المواطن بالحكومة، وتكون عند حسن الظن والمسؤولية من خلال التركيز على تثبيت صرف العملة وإيحاد الحلول الجذرية للمعضلات الاقتصادية، وتثبيت الأسعار واستقرار الكهرباء والخدمات، ودعم المواد الأساسية والضرورية، وضبط تسعيرة المشتقات النفطية بما يتناسب مع الوضع المعيشي للمواطن.

نبارك إنهاء الحرب
خلود محمد
خلود محمد
خلود محمد القديري، رئيس اللجنة الوطنية للمرأة بمحافظة أبين، عبرت عن سعادتها بإنهاء الحرب في المحافظة الحبيبة، وعودة الاطمئنان النفسي والسكينة إلى الأطفال قبل الكبار، قائلة "ونحن هنا نبارك هذا الاتفاق ونشد على أيادي الخير لتستكمل الاتفاق لمصلحة المجتمع الأبيني الذي عانى ولا يزال يعاني ويلات الدمار والتشرد، وأوجه شكراً لكل القادات السياسية والعسكرية التي امتثلت لصوت العقل وغلبت مصلحة المواطنين الذين ابتلاهم وأثقل عاتقهم الغلاء في معيشتهم وطموحهم".

واختتمت حديثها: "نأمل من صناع القرار معالجة الأوضاع المعيشية والخدمية والاهتمام بالبناء ونبذ الهدم والدمار. نبارك إنهاء الحرب ليعم السلام والتسامح والمحبة والأمان في أبين الخير والعطاء".

تنفسنا الصعداء
سالم العلهي
سالم العلهي
التربوي سالم أحمد العلهي قال: "نتنفس الصعداء بعد الحروب والويلات والدمار وبعد أشهر من القصف والخوف والرعب الذي مررنا به وعانى منه كل أهالي محافظة أبين، ها هي زنجبار تلبس اليوم ثوب الفرح بعد انسحاب قوات الانتقالي والشرعية حسب اتفاقية الرياض ليتحقق ذلك على أرض الواقع بجهود المملكة العربية السعودية التي بفضل الله ثم بفضلها حقنت الدماء".

وتابع: "شاهدنا الفرح والسكينة في وجوه أبناء زنجبار أثناء مشاهدتهم لانسحاب أدوات الحرب والدمار. يكفي إراقة للدماء ويكفي نزوحاً وتشرداً، ليتسنى لأبناء أبين الانخراط في عملية البناء والتعمير، ونتمنى أن تسارع الحكومة الجديدة في تعويض أبناء أبين، وخاصة زنجبار من خلال إعادة بناء بيوتهم المدمرة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى