مع كل جميل وضد كل نشاز

> لا يمكن لأي مجتمع أن يتطور دون منظومة مؤسسية (سلطة تشريعية + سلطة قضائية + سلطة تنفيذية)، وهذا ما ألفته وعرفته عدن في الزمن الجميل. وإن المجتمع الذي لا يكترث لأهمية وقيمة الوقت فاغسل يديك منه لأنه سيظل على هذا الحال.

لذلك تأنس النفس لكل جميل وتتأفف من كل نشاز، ولذلك ارتحت كثيراً لقرار أصدره الأخ محافظ عدن أحمد لملس بتكليف الأخت (أو الابنة) لمياء صالح أحمد مجور مديرا عاما للبريد والتوفير البريدي. والقرار استأنس بالقانون والمشاورات مع جهات رسمية عليا من ناحية، وأسرة مجور ارتبطت بعدن ارتباط اللثة بالأسنان، وهناك نماذج مدنية من العوالق وآل حسنة والمياسرة ويافع والضالع، وعرفها تاريخ عدن بأنها أسر عدنية عريقة وتفاصيل ذلك تسع كراسا من (50) صفحة، بل كتبت في ذلك كثيرا.

والجميل الثاني ما قاله الدكتور عبدالله سالم لملس، وزير التربية والتعليم بأن اتفاق الرياض آخر فرصة لليمن الاتحادي، لأنني من أشد أنصار الفيدرالية، ولأن الجميل الذي أراح عدن والسلطنات والإمارات والمشيخات الجنوبية هي الفيدرالية التي جمعتهم في اتحاد واحد في فبراير 1959 م، وكان اتحاداً رشيداً، لأنه على الرغم من قصر المدة (8 سنوات) إلا أنه حقق إنجازات طيبة.

والجميل الثالث، وهو الأجمل، أن عشرات المواطنين من أهالي عدن نظموا حقا دستوريا بوقفة احتجاجية عصر الجمعة الماضية؛ تنديداً بقيام قوة أمنية بنهب معرض سيارات، وطالب المحتجون المنددون بإعادة المنهوبات، والنهب سلوك متأصل عن كثيرين، وهو سلوك غير مدني ومخالف للقيم المحمدية.

أما الرابع فهو قبيح ومزعج وغير مدني، وذلك عندما أقدمت السلطة المحلية على تدمير سوق عريقة عرفها سكان الشيخ عثمان والشيخ الدويل والممدارة والمحاريق ودار سعد والمنصورة بل والبريقة. وهو سوق تباع فيه الطيور، ويتجمع الراغبون في البيع والشراء في هذا السوق المعروف بسوق السيلة الشهيرة، ويحقق هذا السوق مورداً كبيراً للسكان الذي يربون الطيور، وترتبط بهذا السوق فئات عدة ومتنوعة مربحة لكثيرين ومريحة لكثير من المستهلكين.

حقا، إن الإجراء كان مزعجا، والرجوع إلى حق خير من التمادي في الباطل، والإسلام دين النصيحة،

والله من وراء القصد!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى