فسحة الفرصة الأخيرة

> كلمة للجنوبيين
الوضع الآن حساس والطريق وعر، ولكن بعد هذه القفزة الكبيرة في اتفاق الرياض والتسوية التي حدثت يجب أن يتعظ الجميع من كل دروس الماضي، وأن يعيد كل فريق جنوبي حساباته. وأقصد بذلك الفرق الجنوبية التي تصارعت قبل التسوية الأخيرة. ولا حرج إذا كان إعادة الحسابات لصالح الوطن، وهذه فرصة ثمينة أمام كل الجنوبين ولن تتكرر.

واعتقد أن كل جنوبي عليه أن يحسبها بعقل مستنير ومتحرر من العقد والأحقاد والضغائن التي يجب أن يرميها خلفه، وأن مصلحة الجنوب والأجيال القادمة معلقة في رقابهم كمسؤولين الآن، وبيدهم القرارات الحاسمة، وهم في كل الحالات لم يصلوا إلى هذه المناصب، إلا بانتمائهم للجنوب ولا غير ذلك، والآن، أصبح الشمال مع الحوثي، والجبهات في الشمال متوقفة، بل جرت مصالحة بينهم على طريقتهم: سلم واستلم. وهناك من يدفع بجر الحرب على الجنوب باستخدام بعض الجنوبيين تحت وهم الوحدة واستعادة الدولة التي أضاعوها، ولهذا على الجنوبيين أن يعيدوا الحسابات قبل فوات الأوان بزيادة لحمتهم في إدارة مرافقهم نحو إيجاد انفراج جنوبي جنوبي في حل المعضلات في الخدمات والمرتبات وغير ذلك، وعدم السماح لأن يتحول الجنوبيون إلى بنادق بيد الآخرين، وعدم السماح لأي جنوبي بالذهاب لمقاتلة الحوثيين في الشمال قبل تحرير ما تبقى من أرض الجنوب، وقبل انسحاب كامل لكل القوات الشمالية من أرض الجنوب، حتى لا نتحول كجنوبيين إلى مرتزقة نقاتل في أرض غيرنا لمصلحة غيرنا.

والأهم أن يفتح حوار جاد لرص كل القوى الجنوبية لتقف في خندق واحد عبر مؤتمر عام أو مؤتمرات على مستوى المحافظات لتعزيز المصالحة الجنوبية الجنوبية والاتفاق على خارطة طريق للخروج من المستنقع الذي نحن فيه.
هذه استراحة محارب إما أن يعيد المحارب تكتيكاته وخططه وأهدافه نحو تحقيق نصر لشعبه، وإما أن نظل متناحرين ومتصارعين، ويأتي الفريع من الخارج ليصب الزيت على النار، لتظل مشتعلة، وهو يستمتع في حصد الأرباح، وتضيع الأرض من بين أيدينا.

كلمة للشماليين
إلى متى تظلون تغالطون أنفسكم بالتمسك بأوهام الوحدة أو الدولة اليمنية الموحدة وأنتم قد فرطتم بها، ولم تقاتلوا لاسترجاعها، والآن تبحثون عن وطن بديل في الجنوب من خلال الزج بقواتكم باتجاه الجنوب تحت وهم الحفاظ على الوحدة، كل هذا لن يفيدكم بشيء، وستجدون أنفسكم بلا وطن ولا دولة، والفرصة سانحة أمامكم، اغتنموها بأن تقوموا بحشد قواتكم المبعثرة في أبين وشبوة وحضرموت والمهرة، وسيكون الجنوب داعما لكم، وفي نفس الوقت عليكم بفتح حوار شمالي شمالي فيما بينكم للخروج بحلول تساعدكم على حشد قواكم لاستعادة صنعاء وبعدها لكل حادث حديث.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى