ثورة الطرقات مستمرة.. إنجازات عظيمة تحققها جهود أهلية للنهوض بواقع يافع

> تقرير/ أحمد يسلم:

> غياب الدولة ومشاريعها ينتج عنه واقعا أليما في غالب الأحيان، إلا أنه هذه المرة أثمر إنجازات عظيمة كان وراءها الاعتداد بالنفس وقيم التعاون والمشاركة للصالح العام.

ثورة الطرقات في يافع نموذجا رائعا تواقا للتغير وكسر حاجز العزلة والرغبة في تطويع كل ما يعرقل مسار التنمية والاستقرار في تلك البلدة ذات الطبيعة الجبلية القاسية، فالأهالي هناك سخروا أموالهم وجهدهم وأراضيهم في سبيل تحقيق الحلم المشترك وإنهاء المعاناة المتسبب بها طرقات يافع كنتاج لتراكم ثقافي أفرز الشعور بالروح التعاونية والخيرية للإنسان هناك.

خلال الست السنوات الماضية شُقت كثير من الطرقات، ولا يزال العمل جاريا في عدد من مناطق وقرى يافع، منها طريق يهر –عقور- المفلحي، حمومة-الوطح، جبل اليزيدي-جبل لمطور-رباط السنيدي، معربان السعدي-رصد، رهوة الفلاح-سرار-حمة، وطريق أرارة.

وجرى تنفيذ عدد من تلك المشاريع بتمويل من الصندوق الاجتماعي للتنمية، فيما شقت معظم الطرق، وخاصة الفرعية منها، على نفقة المواطنين الذي اعتبروها انتفاضة ضد العزلة وصعوبة التنقل، فسخر التجار والمغتربون رأس المال اليافعي لإنجاح هذه الثورة فيما لم يدخر المواطن البسيط جهدا في سبيل الهدف المنشود وإن كان بالمساهمة العملية كونه وجد نفسه أمام وضع غير ملائم للعيش في العام 2020م.

طريق حمومة-الوطح واحد من أهم المشاريع التي أبرزت تكاتف الأهالي وجهودهم العظيمة، ويعد امتدادا لطريق جبل اليزيدي-جبل لمطور وسبق شقه في نهاية الثمانينات من القرن الماضي بإمكانات ووسائل بسيطة حينها.
وتتمثل أهمية المشروع كون الطريق أحد أهم الطرق الرابطة بين مديريات يافع الواقعة في إطار محافظتي لحج وأبين (لبعوس ورصد) ليستفيد منه عشرات الآلاف من سكان المنطقة بشكل مباشر وسكان المديرية والمديريات المجاورة بشكل غير مباشر باعتبار خط مرور رئيس.

2 كيلو و200 متر طول الطريق الجبلي الممتد من منطقة الوطح وينتهي بوادي حمومة، وقسم مشروع شقه إلى مرحلتين تنفذ بتمويل أهلي 100 %، حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى التي شملت أعمال الصبيات الخرسانية والرصف بالأحجار لبعض مقاطع الطريق.

مشرف المشروع في الخارج الشيخ ياسين بن سبعة قال لـ "الأيام":" اعتمد مشروع طريق حمومة-الوطح في تنفيذه على أرقى المواصفات الهندسية من خلال صبيات الخرسانة وحديد التسليح مع أسمنت مقاوم. رغم التكلفة المرتفعة إلا أننا رأينا اعتماد هذه المواصفات. المشروع أشرف على الانتهاء يتم حاليا عمل الحمايات الجانبية كمصدات إضافة إلى تركيب 100 عمود إنارة بالطاقة الشمسية".

وحول الكميات المستخدمة قال بن سبعة: "حوالي 100 طن حديد تسليح، 13000 كيس أسمنت مقاوم وما يناسبها من الخرسانة التي أحضرناها من العند لحج، والرمل والحصى من العسكرية، وهذا يعكس صعوبة نقل المواد وإحضارها، لكن وراء كل هذا كانت هناك إرادة قوية تتحدى الصعاب وتنطلق إلى النجاح مهما كان، فهذا إنجاز يفخر به كل إنسان، ويدل على عظمة الروح التواقة للخير والتعاون وكسر العزلة المفروضة في ظل غياب الدولة المستمر عن مناطق ومديريات يافع".

بدوره قال رئيس اللجنة الأهلية حسين قاسم البطاطي إن فرحة الناس كانت عظيمة وفوق الوصف "لأنها نابعة من إحساس صادق"، مشيرا إلى المشروع جاء ضمن ثورة الطرق التي تشهدها مختلف مناطق ومديريات يافع التي لا بد أن يوثقها التاريخ بماء من ذهب.

وتحدث الأمين العام لمحلي رصد الشيخ عادل علي بن سبعة عن مشروع أخر يمثل الحلم الأكبر قائلا: "كل آمالنا وأحلامنا مثلنا مثل كافة أبناء يافع تتجه الآن نحو إنجاز مشروع الطريق الاستراتيجي باتيس-رصد-معربان، كأهم مشروع يخدم مديريات يافع الثمان ويربط بين محافظتي أبين ولحج ومنه إلى بقية المحافظات الأخرى المجاورة"، مشددا على وجوب الإدراك بأنه لن يتحقق هذا الحلم إلا بتعاون أبناء يافع قاطبة والخيرين أينما وجودوا.

وأوضح أن ما قدمته يافع في مختلف محطات ومراحل تاريخ الجنوب يجعلها تستحق أن يرد لها الجميل، "وإن كان في الأصل حق لها، وواجب كان على الحكومة تأديته، ليحصل عليه الإنسان هنا بغير عناء أو أعذار".
المساهمة الطوعية كلا بما يجود به رسمت لوحة جميلة معنونة بالجهد المشترك وتشابك الأيدي لإنجاح وتحقيق أي حلم مهما كانت صعوبته وثورة الطرقات في يافع مثال جميل يحتذى للوصول إلى استقرار تنموي لا سيّما أن معظم مناطق أرياف الجنوب تفتقر للمشاريع الحيوية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى