"2021" الإصرار على السلام

> كان عام 2020 استثنائيا على العالم بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، فمن الوباء وما خلفه من أعداد كبيرة من الضحايا، ومرورا بالوضع الاقتصادي والمالي العالمي الذي أنهك البلدان والبشر في وقت قياسي، والانتخابات الرئاسية الأمريكية التي بدت أكثر اختلافا عن كل ما عرف عنها.. وانفجار مرفأ بيروت المفزع.. واستمرار الدمار في بلدان أنهكتها الحروب العبثية، وزيادة أعداد المشردين واللاجئين.

هناك أعوام لا تمحى من الذاكرة وتحفر في كتب التاريخ، ولاشك أن عام 2020 هو أحدها.
العالم من حولنا ليس في أفضل حالاته، والأطراف التي تعيش الصراعات في بلدانها منذ سنوات عليها أن تدرك أن العالم من حولها بات منهكا أكثر مما يجب، فلم يعد قادرا على الاستجابات السريعة للأزمات الإنسانية الكبرى، أو استيعاب أعداد أكبر من اللاجئين لأسباب إنسانية.

بعد أشهر قليلة، أي في عام 2021، ستسجل الحرب في اليمن عامها السابع، وهذه سنوات ليست قليلة لأزمة تم تصنيفها بأنها الأسوأ إنسانيا على مستوى العالم، وجعلت ثمانين في المئة من السكان يعتمدون على الإغاثة الخارجية.
هناك حقيقة واحدة للصراعات، وهي أنه كلما طالت سنواتها تزداد تعقيداتها أكثر.. لذلك يأمل اليمنيون أن يكون 2021 بداية نهاية الحرب في بلدهم. استمرار الاقتتال ودوران آلة الحرب نتيجتها الوحيدة المزيد من السقوط.

قبل أن يشارف على الانتهاء، شهد عام 2020 الحالي ولادة حكومة أبرز عنوان لها تشارك الأطراف المتصارعة في العمل معا. ومهما كانت الملاحظات والانتقادات على هذه الحكومة إلا أن الإعلان عنها كان نتيجته وقف الاقتتال، والتوقف عن إراقة المزيد من الدماء.. وهذا يعني أن العام القادم سيبدأ والأطراف التي كانت متصارعة تعمل جنبا إلى جنب. خطوة واحدة نحو الأمام، ذلك أفضل كثيرا من استقبال عام جديد على أصوات القذائف.

التعايش بسلام هو وحده الطريق المضمون لاستقرار حقيقي ودائم.. وعلى الرغم من أن الوصول لذلك ليس بالأمر السهل، وملئ بالتعقيدات، ناهيك أنه محفوف بالمخاطر.. إلا أن الإصرار عليه هو أمر ممكن دائما.
هذا ما يجب أن يكون واضحا للشعوب التي طحنتها صراعات أمراء الحروب العبثية، فلم يعد ممكنا العيش في الجحيم من أجل أن تسيطر في الأخير جماعة أو طائفة أو قلة من الأشخاص دون وجه حق على البلدان وثرواتها ومصيرها. يجب الإصرار على السلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى